أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - رهانات النظام والدول الحليفة له















المزيد.....

رهانات النظام والدول الحليفة له


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 16:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




منذ الأسابيع الأولى للثورة السورية، انشغلنا جميعاً بأسئلة بديهية ..

على ماذا يراهن النظام السوري ؟
هل هناك إمكانية حقيقية للخروج من الأزمة التي زج بها نفسه ؟
ما مدى الدروس والعبر التي أفاد بها من تجارب الأنظمة التي سقطت، أو هي على وشك السقوط ؟

سوريا ليست تونس .. تونس صديقة إسرائيل
ليست مصر كامب ديفيد
ليست ليبيا ..
ليست اليمن ولا يمكن للحل اليمني أن يكون مناسباً ..

واضح أن الأسد بدأ ومنذ اللحظة الأولى للثورة بالهروب إلى الأمام بواسطة النفاق، يعد حلفائه بعد منحه مزيد من الوقت بالقضاء على ثورة، ثورة شعبية هائلة وعظيمة تقوم على استرجاع الحقوق من مغتصبها .

هذا كان رهانه الوحيد، وما زال !!

فمع اشتداد قمع النظام، كانت آفاق الحل السياسي تتلاشى، ليحل محلها شعور شعبي كبير بالحنق والغضب، وإيقاظ لحالة القرف التي يعيشها السوريين منذ زمن طويل، تطورت لتصبح رغبة عارمة بالانتقام .

أول هذه المؤشرات، كان في اندماج حقيقي لحقبتي الأب مع الابن في مرحلة واحدة، سميت الحقبة الأسدية والتي حازت على جميع الألقاب المقززة .
حيث اتصلت جرائم الأب مع جرائم ولده ، حتى انعدم الفاصل الزمني وتوحدت سماتهما، وباتت الجرائم خلال أربعين سنة، عنوان لأسلوب بقاء مكلف على سدة الحكم، بقاء بأي ثمن .

ولنتذكر ..
في بداية الثورة كانت الدول الغربية تدعو الأسد إلى إجراء الاصلاح، ثم الاسراع في الاصلاح، ثم ضرورتها قبل فوات الأوان .

وحين تراكمت هذه الجرائم وصورت بشكل فاضح وموثق وتسربت آلاف الأفلام المصورة التي تصور الفظاعات إلى وسائل الاعلام ليشاهدها العالم .
حين تسلل الصحفيون الأجانب إلى الداخل السوري ونقلوا للعالم أجمع، حقيقة ما يجري ، و كذبت تقريراتهم افتراءات النظام والإعلام المتواطئ معه ، لا بل كذبت تصريحات الكثير من القادة العالميين من ضلوع القاعدة وعصابات إرهابية في الاقتتال الداخلي، مما حدى بهم للإعلان بان الأسد قد فقد شرعيته، ويتجرؤوا فيما بعد ليطلبوا منه الرحيل دون أن يقترن طلبهم الخجول بأي آليات تنفيذ، واليوم يصمه الكثيرون منهم بالقاتل دون تلويح بالعصى لردعه عن المضي في قتله وترويعه .

وإذا كانت أغلب دول العالم التي اعتادت التعامل مع نظام الأسد لتمرير مصالحها على مدى عقود طويلة مطالبة اليوم بتغيير تكتيكي كبير، فإن للدول أيضاً أدوات ووسائل لتحقيق مآربها .

ولنبدأ بالنظام السوري الغير قادر على إجراء أي اختراق سياسي يحفظ له وجوده، فبنيانه الأمني خشبي، وبالتالي فإن أي تطوير في بنيان الدولة سيطال الدولة برمتها وسيؤدي إلى سقوطه، إصلاحات الأسد الشكلية والسطحية لم تتجاوز حقل الخدمات و بشكل جزئي ومنقوص، أما فيما يتعلق بالحريات والانفراجات الاقتصادية ومحاربة الفساد، وحل البنية الأمنية للدولة فهي كانت وما تزال خطوط حمر غير قادر على لمسها لكونها ستجهز على حكم آل الأسد وعصابته .

وإذا كان النظام السوري عاجز فما بال الدول الداعمة له كإيران وروسيا والصين وبعض الدول العربية ؟

الإجابة ستكون العجز أيضاً ..

فموسكو التي دعمت تاريخياً الدول العسكرية والأمنية كسوريا والعراق والسودان ومصر وحتى السودان وجنوب اليمن، فعلت ذلك بأسلوب واحد، ساعدتها بالطريقة ذاتها حتى حين أجهزت هذه الدول على الأحزاب اليسارية الموجودة فيها .

فما كان يهم السوفييت هو بسط نفوذ على رقعة واسعة، يقارع الأمبراطورية الغربية والحلف الأطلسي.

موسكو هي التي أجهزت على ربيع براغ وتعاونت مع ديكتاتوريين كبار، ارتكبوا كل أنواع المجازر لأجل بقائهم، لم يكن لهم حلفاء ديمقراطيين، بل مجرد مستهلكين للأسلحة الروسية، دعمتهم حتى باتوا عالة عليها اقتصادياً مما سرع في سقوطها، ودائماً ساعدت انظمة ادعت بأنها تمثل الجماهير، في حين كانت قاهرة وقاتلة لهذه الجماهير .

لما يكن للسوفييت ومن ثم الروس أي وسيلة أو أداة للخروج عن هذه الدائرة، وإذ نتساءل اليوم من هم أصدقاء الروس اليوم وحلفاءهم ؟
حلفاء حتى من الدول السوفيتية السابقة !!
الجواب هي الأنظمة الديكتاتورية فقط، فهذه يسهل التعامل معها أمنياً ومخابراتياً ويتم دعمها بكل أنواع الدعم.
لكن العالم تغير ولم يع الروس أن عليهم تطوير أدواتهم، لأنهم ببساطة لا يملكون القدرة على التطوير، وأكبر مثال هو متتالية الحكم لديهم بوتين ميدييديف، الذي يكرر نفسه دون قدرة على التجديد والابتكار، وهي متتالية محكوم عليها بالفشل، وستسقط سقوطاً مدوياً، كما جميع الأنظمة الديكتاتورية .

الصين ليست بأفضل من روسيا، فهي دولة قهرية ظالمة ينخرها الفساد من كل مكان، وما يؤخر سقوط نظامها هو الطفرة الاقتصادية التي تعيشها، لكن هذه الطفرة متى انتكست، فإنها ستسقط أيضاً .
الصين أيضاً تخشى من يقظة الشعوب ومطالبتها بحقوقها، وتنقل مع روسيا حربها إلى الخارج في ساحات كسوريا وليبيا، في معارك استباقية، لتفشيل الثورات الشعبية فيها، قبل أن تدخلها ناقلة إليها العدوى .

ليس بمقدور نظام الولي الفقيه في إيران الذي يقوم على تصدير الثورة الإسلامية والدعوة الشيعية عن طريق الحوزات والأحزاب الموالية والدعم المالي السخي، أن تدعم نظاماً ديمقراطياً لأنه يتعارض واستراتيجيتها التي بنت عليها مصالحها كافة .
فنظامها لا يمكن تسويقه إلا عنفياً، وخلسة من الشعوب، لأنه نظام رجعي تجاوزه الزمن والحاجة الانسانية .

اليوم النظام السوري يطور في أدوات القمع، فيلجأ إلى الطائرات بأنواعها لقصف الثوار وتدمير المدن والبلدات المتمردة والرافضة له، ثورة أقوى وأوسع من مواجهتها بأي طريقة وحشية.

النظام السوري يدرك ومنذ بداية الثورة أن لا قدرة له على الحكم بعد أن بات الشعب في أعظمه يرفضه رفضاً تاماً، ويحاربه لأجل إسقاطه .
لكنه في الآن ذاته عاجز عن استعمال وسيلة أخرى لديمومته سوى في استعمال المزيد من التصعيد والقتل .
استتب به اليأس لدرجة بات يسعى لتسعير حرب أهلية، لا يمكن إلا أن تقضي عليه وبشكل مأساوي .

وبالمقابل فإن الأنظمة الحليفة تعلم أن الأسد ساقط لا محالة، لكنها عاجزة أيضاً عن إقناعه بالتراجع عن استعمال العنف، أو حتى التوقف عن دعمه، لأن في سقوطه سقوط لمشاريعها، لا بل يمكن لذلك أن يؤذيها في الداخل وفي عقر دارها .
هذه الأنظمة أسيرة طبيعتها وتركيبتها الخشبية المترهلة .

هذه الدول تعالج حالة واضحة بوسائل قديمة غير مجدية .
هي كمن يعالج أمراض الدم بحبة مسكن، وببعض الشعوذة .

وتبقى عاجزة .

أما الغرب الذي يبحث عن مصالحه والمخاطر التي تتهددها، فيبدو أنه متخبط بعجزه الاقتصادي، وبمصالح إسرائيل، ومشاكل داخلية عدة ، يقارن مصالحه مع الحس الإنساني الذي يتبجح فيه، ويبدو أنه ما يزال يفضل التريث وترقب الأسوأ، ينتظر كلفة بشرية عالية كمجزرة كبيرة تحركه ملزماً، مجزرة يحاول النظام إخفاءها عن العالم ما استطاع .. ويتم ذلك بمساعدة روسية حثيثة ومفضوحة .

أما عن الداخل الثائر، الذي يطور في كل يوم وسائله وإمكاناته ضمن فن الممكن .

فإنه ينجح في استنزاف النظام وإنهاكه، نظام بات مترهلاً ضعيفاً، وما استعمال القوة المفرطة ومجازفته في إيقاظ الحس الإنساني العالمي ، إلا دليل واضح على وصولة لمرحلة النهاية.

المرحلة التي ينهش فيها النظام من لحمه حتى يخر واقعاً في حركة مفاجئة مصدراً ضوضاء قوية .. دوياً يخرج عنه للمرة الأخيرة دون قدرة منه على الوقوف بعدها، لأنه حينها يكون قد مات سريرياً وتلاشى .

تبدو أن جميع الرهانات قد وصلت إلى مداها الأخير، ونحن الآن ننتظر استحقاقات الثورة العظيمة، وسوريا الجديدة الوليدة التي تعطشنا لها طويلاً .

وستكون سوريا لنا جميعاً في فترة قريبة .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق للانتصار واحد
- في العودة إلى جوهر الثورة السورية .
- الخطوة القادمة - قوات حفظ السلام في سوريا
- الثورة السورية تخطف المبادرة
- ما أقرب اليوم بالأمس
- هل أنتم مستعدين ؟
- نريد قيادة عامة للثورة فوراً وحالاً
- أقنعة الأيديولوجيات
- عندما يدس النظام السم بالدسم
- لماذا الالغاء .. لماذا لغة الاقصاء ؟
- من نحن ؟
- أضواء على المرحلة التي وصلتها ثورتنا ..
- فلسطين شماعة الطامحين
- كم نتعطش للحرية
- القاعدة فكرة أميركية بتنفيذ سوري
- حول سلمية الثورة السورية
- قمة في دمشق اليوم
- نحن مصرون على المحاسبة
- الحاجة لأن نكون بشر طبيعيون
- تصحيح المسار الثوري


المزيد.....




- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...
- جبران باسيل لـRT: الهزيمة ستكتب لإسرائيل في حال انتقالها إلى ...
- ?? مباشر: بايدن يهدد بإيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا اجتاح ...
- بايدن: لن نزود إسرائيل بالأسلحة إن دخلت رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - رهانات النظام والدول الحليفة له