أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - الثورة السورية تخطف المبادرة














المزيد.....

الثورة السورية تخطف المبادرة


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 22:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أصعب الاستحقاقات التي واجهها النظام طوال فترة احتكاره للسلطة هو التغيير .
التغيير سواء بتشكيل وزارة أو تأليف مجلس شعب، أو أي تبديل في هيكليته مهما كان بسيطاً ، فتركيبته الأمنية وقيادتها لدورة الفساد قد ضيق من قدرته على ابتكار ما هو جديد حتى لو كان التجديد صوريا يوحي بإنتاج أي أسلوب مغاير.

فكان يعيد إنتاج ذاته في كل مرة عاجزاً مستكيناً راضياً، لكنه ومع مرور الوقت بات عاجزاً حتى عن إنتاج نفسه، و لو ادعى تغيير دستوري وإلغاء المادة الثامنة بالدستور، فلا مقرات الحزب التي سرقت من مالكيها قد أعيدت أو حجم وغير دورها، ولا تركيبة القيادة القطرية التي يفترض زوالها قد حلت، ولا روزنامة الأعياد والعطل الرسمية قد طرأ بها أي تعديل، ولا الوزارة التي يفترض بها التغيير قد تم الحديث عن مجرد النية في استبدالها بأخرى .

فكوادره الهرمة الخشبية باتت شحيحة للغاية، وهذا ما انعكس على قدرته في معالجة الأزمة التي تعصف به، هذه الأزمة التي كانت تحتاج إلى بصيرة نافذة لئلا تنزلق سوريا في حرب داخلية يكون النظام ضحيتها الأساسية، فيكون مصيره مشابهاً لمصير أشقائه من الأنظمة العربية التي أطاح بها الربيع العربي (( ثورات الصرامي كما أطلق عليها بوق السلطة شريف شحادة )) .

صحيح أن أسلوب العنف المفرط الذي الذي استعمله والدعم الروسي والإيراني الغير محدودين قد أطالا بعمره للحظات، لكن الدعم الخارجي لا يمكن التعويل عليه أبداً، لأنه خاضع لموازين المصالح الدولية القائمة على موازين الربح والخسارة الخارجيتين، وهذه تحددها عوامل كثيرة يستحيل على الأسد ضبطها والسيطرة عليها لفترة طويلة .

ففي النهاية فإن رأس النظام لن يكون قادراً على التعامل مع الإضرابات والعصيانات حين انتشارها مهما استعمل من قورة للقمع، لأن روح التحدي والتكافل الثوري التي تجذرت في قلوب السوريين أقوى من قدرة رجال الأمن على فتح المحال والمصانع وخلع أبوابها، إضرابات بدأت تعم كل المجالات السورية عامودياَ وأفقياً، لن يكون باستطاعة هذا النظام المتهالك الحد من تسليح الجيش الحر وقدراته المتنامية في الضرب والإيلام، ولا وقف تدهور الروح المعنوية لمجموعات النخبة التي يستعين بها ويعتمد عليها لأجل بقائه ، ولا حتى التحكم بالنقمة الشعبية العارمة والمتعاظمة يوماً بعد يوم، بل ساعة بعد أخرى . مع ما يترافق من حملة دولية لتحجيم الأسد أكثر فأكثر .
وما طرد 13 دولة كبرى للبعثات الديبلوماسية السورية، إلا نذير شؤم على تقويض إمكانات البقاء والاستمرار في نهجه ذات السياسة العاجز عن تغييرها أصلاً .
هذا الخوف كما العجز والارباك الذي يعانيه النظام منذ بداية الأزمة، هو ما دفعه إلى تسليم الملف السوري برمته إلى الروس ليدار من موسكو، تصرف يصطدم مع بديهيات سياسية مفادها أن الروس أنفسهم سيقدمون النظام السوري ذبيحة سخية حين المساومة والتفاوض في بعض المصالح المختلف حولها بينه وبين الدول الغربية .

في المقابل إن هذا السلوك الخاطئ للنظام يقابله تعثر واضح للمعارضة السورية في الخارح، التي لم تستطع حتى اليوم توحيد صفوفها وأهدافها والسير إليها بخطى واثقة وثابتة .
خطى لو نجحت، لاستطاعت المعارضة الضغط على دول القرار الدولية بالتأثير على قواعدها الشعبية وإحراجها، لكن تركيبتها الراهنة وصراعها المحموم بين تياراتها العلمانية ( إعلان دمشق وأطياف المعارضة الداخلية التقليدية ) وبين التيار ذو الصبغة الدينية ذات التوجه الإسلامي، والمدعومة تركياً وسعودياً وقطرياً، قد جعل ذلك متعذراً .

علماً بأن الأهداف التي توحد المعارضة، يجب أن تنطلق من أبعاد وطنية بالتوازي مع نبض الشارع السوري التواق للحرية والكرامة، بعيدة عن أي إقصاء للآخر، وتؤسس لدولة ديمقراطية يختار فيها الناخب السوري شكل الدولة المدنية التي يريدها، صراع لم يساهم للأسف في رسم صورة واضحة لسوريا القادمة التي يتوق لها السوريون أينما كانوا ..
ورغم ضغط الشارع على معارضته الخارجية بلونيه الأخلاقي والوطني، إلا أنها لم تستطع الخروج من حالة الشرذمة الغير معلنة، لمواجهة استحقاقات في غاية الدقة والعجلة، وواضح أن الفرقاء فيها يعانون من حالة متأزمة من فقدان الثقة بالآخر، حالة زرعها ورسخها واستفاد منها النظام، وساهمت بها الدول الأجنبية في إزكائها بسوء نية، حالة يدفع فيها الشارع السوري ثمنها من دمائه وتضحياته .

اليوم يتعاظم الحراك الشعبي الداخلي الذي لم يعد يعول على معارضة الخارج ، وبدأ بتنظيم إضرابات طالت وسط العاصمة التجاري والصناعي، وتحريك المظاهرات الطلابية، وتوزيع المعونات على محتاجيها بحنكة ومرونة أكبر، وبدأ بإفراز قيادات قادرة على إدارة الحراك الثوري لإيصاله إلى غايته، وهو يقطع بذلك اشواطاً كبيرة ونوعية .

هذه الحالة الفريدة من الانسجام ستنعكس إيجابياًُ على أداء فصائل المقاومة الشعبية، لأنها تنجح في تقديم صورة مشرقة عن التلاحم الشعبي الذي يتوق إليه السوريين جميعاً، وهذا ما يرعب النظام حقيقة، لأنه يتم في الخفاء ودون أن يكون للخارج وللنظام اي قدرة على تأخيره أو إفشاله .
وإذا كانت الثورة السورية تجربة فريدة لم يعشها السوريون يوماً، فهي قد عملت على قاعدة أن الحاجة أم الإبتكار، خاصة أن جميع السوريين ماضون في عملية الخلق والابداع لمعالجة وضعهم، مع هذه القدرة في اقتناص المبادرة من الخارج ومن النظام، وفي مواجهة خشبية النظام، نستطيع تبشير أنفسنا أننا على أبواب الانتصار الذي بتنا نتلمسه بلا شك، وأكثر من اي وقت مضى .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أقرب اليوم بالأمس
- هل أنتم مستعدين ؟
- نريد قيادة عامة للثورة فوراً وحالاً
- أقنعة الأيديولوجيات
- عندما يدس النظام السم بالدسم
- لماذا الالغاء .. لماذا لغة الاقصاء ؟
- من نحن ؟
- أضواء على المرحلة التي وصلتها ثورتنا ..
- فلسطين شماعة الطامحين
- كم نتعطش للحرية
- القاعدة فكرة أميركية بتنفيذ سوري
- حول سلمية الثورة السورية
- قمة في دمشق اليوم
- نحن مصرون على المحاسبة
- الحاجة لأن نكون بشر طبيعيون
- تصحيح المسار الثوري
- سوريا
- ما نقتقده في ثورتنا كي ننجح
- لو كنت مكانك أستاذ غليون
- كائنات رئيس كاليميكيا الفضائية صفراء اللون


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - الثورة السورية تخطف المبادرة