أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - فلسطين شماعة الطامحين














المزيد.....

فلسطين شماعة الطامحين


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





خرج علينا الخميني ذات يوم، بقرار ألهب حماسة العرب " إغلاق سفارة إسرائيل في طهران وتحويلها إلى سفارة فلسطين "، وأغدقنا بتصريحات مفادها أن إعادة فلسطين وتحرير القدس هي قضية الثورة الاسلامية الأولى، وأطلق على إسرئيل صفات كالشيطان وصفق له العرب له طويلاً، وما هي إلا شهور حتى انهمك الايرانيون في حرب ضروس مع جارتهم العراق حول مساحة من الأرض، أرض لو كان ترابها من ذهب وحصاها من الأحجار الكريمة لما ساوت في قيمتها 1/1000 من قيمة كلفة الحرب التي استمرت ثماني سنوات طباق، قضت على ملايين الأشخاص في البلدين وتكلفت بدمار وتشريد هائلين .

في مقابل هذه التصريحات النارية، أسس الخميني لمقاومة إسلامية في جنوب لبنان تكون اليد الطولى للسياسة والمصالح الايرانية في الشرق الأوسط، ونافذة على المتوسط تشكل حلم بلاد فارس منذ زمن أكبر قادتها قورش، حزب لم يرفع سوى صور الخميني وبقية آيات الله، وعلا علمه فوق التراب اللبناني دون سواه وسمي الحزب بالمقاومة الاسلامية ليطرد من الجنوب المقاومة الوطنية وليحول الجنوب اللبناني إلى بقعة مذهبية صرفة، وبقيت جميع موارد الحزب تأتي من إيران جهارة باعترافات السيد نصرالله شخصياً، وهي تجاوزت في قيمتها عشرات المليارات من الدولارات، وهو استثمار خطير لدولة خارج أراضيها ورهان محفوف بالمخاطر .

وحارب حزب الله إسرائيل ، لحاجته الحثيثة إلى قضية مقدسة يجاهد من أجلها، قضية تعطيه غضاءاً شعبياً عاطفياً و تحوز على أولوية جميع العرب وتلقى دعمهم الاعلامي، ودخل للحزب عشرات ألوف الصواريخ عن طريق سوريا، صواريخ لن يكون لها استخدام إلا بالتهديد والوعيد، تهديد يستعمل لأغراض سياسية كتخفيف الضغط على سوريا دولياً وإيصال بعض الرسائل التي تتعلق بالتوازنات الدولية الداعمة للدولة الفارسية .

انتهت الحرب وأعيد جنوب لبنان، لكن المقاومة ما زالت مدججة بالسلاح، وبات الحزب يشكل دولة داخل دولة يهدد أمنها وتعايشها المجتمعي، دولة هي بالأصل ذات تركيبة هشة، يساهم في تقزيمها حتى بات هذا البلد العربي بلا أي وزن إقليمي ودولي، لبنان الذي كان قبلة كل العرب ومركز اسثماراتهم وإيداعاتهم النقدية، بات ريشة في مهب الريح .


تركيا التي تعبت من استجداء أوروبا لأجل دخولها إلى ناديهم ذائع الصيت، قررت زمن أربكان ومن بعده أردوغان الاتجاه إلى الشرق وتزعم دول المنطقة اقتصاديا هذه المرة، اقتحمت أسوار الشرق ليس عن طريق هجوم لسليم الأول هذه المرة، بل عن طريق بوابة غزة الفلسطينية وسفينة مرمرة الحملة بالمساعدات الانسانية، ليصبح أردوغان من بعدهاأحد القادة الملهمين والفاتحين، خاصة مع ملاسنته وشيمون بيريز الشهيرة، وسرعان ما تربع ليصبح رجل الشارع العربي الأول .

لقد باتت فلسطين للأسف مصدر إلهام لكل القادة الطامحين لتربع فوق عرش الشرق مفيدين من ميول العرب العاطفية، فمن عبد الناصر القائد العربي الأشهر، والمنادي بالوحدة العربية وبدور مصري محوري، بتزعم عالم أسكرته الشعارات الرنانة، مروراً بالقذافي التواق لزعامة ناصر، إلى حافظ الأسد الذي حاول ومن خلال منظمة التحرير اقتناص دور إقليمي كبير فاصطدم بعرفات الذي لم يكن يقبل بتطفل الأسد وعبثيته الفجة وطموحاته الغير بريئة، فما كان من الأسد سوى أن انقلب على أبو عمار وتسبب في شرخ المقاومة الفلسطينية وساهم و بمساعدة من إسرائيل وإيران بإيجاد حماس ودعمها ليجهضوا الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي رغم سلميتها وبساطتها هددت وجود إسرائيل في جذورها .

الأسد أوجد أيضاً مقاومة أخرى لبنانية إيرانية هذه المرة وبتحالف مع طهران، فأنشؤوا المقاومة الإسلامية، وتوازعا الأدوار حتى اليوم وأنشأ الأسد محوراُ سماه بدول الممانعة و التصدي وانتهاءاً بقائد دولة المقاومة والممانعة، لتعمية الشعوب العربية عن بشاعة وهول جرائمه، عن فساده المستشري وخياناته التي سيسطرها التاريخ قريباً .
أما مبارك فقد اختار أن يكون الوسيط بين حكام إسرائيل وقادة الفصائل الفلسطينية، وضمن بالتالي بقاء النزاع قائماً وبديمومة ألم الشعب الفلسطيني اليتيم .
أمير قطر المتعطش للسلطة والذي اطاح بوالده عبر انقلاب شهير، قرر لعب دورين عربي بوابته فلسطين، وإسلامي ذو شعبية متصاعدة، بعدما فتر وهج القومية العربية وحلت محلها القومية الأسلامية .

جميع قادة المنطقة - دون استثناء - من عرب وأجانب تاجروا بقضية فلسطين حتى الثمالة، تاجروا وأفادوا إسرائيل أكثر من قادة هذه الدولة أنفسهم .

هكذا ترسم السياسات من القادة الديكتاتوريين، وسواء أكانت ترسم من الخارج أي من عواصم دول القرار والنفوذ، أم من الداخل الأوسطي، فإن الشعب العربي ما زال أسير أحلام مشروعة وهي العودة إلى دولة قوية قادرة على ضمان استقلالها وعنفوانها، يعيش أبناءها بكرامة لم يعيشوها منذ قرون طوال .

لكن ماهو غير مقبول أن تكون هذه السياسات أدوات ووسائل لزيادة التجزئة والفرقة بين دول عربية مثخنة أصلاً بالجراح، يجري كل هذا وسط تصفيقنا وتهليلنا بقدوم فجر جديد لا نور فيه سوى مزيد من السواد .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم نتعطش للحرية
- القاعدة فكرة أميركية بتنفيذ سوري
- حول سلمية الثورة السورية
- قمة في دمشق اليوم
- نحن مصرون على المحاسبة
- الحاجة لأن نكون بشر طبيعيون
- تصحيح المسار الثوري
- سوريا
- ما نقتقده في ثورتنا كي ننجح
- لو كنت مكانك أستاذ غليون
- كائنات رئيس كاليميكيا الفضائية صفراء اللون
- الأسد وإسرائيل
- لماذا حكم الأقلية
- ماذا بعد ؟
- الواجبات الضرورية الملقاة على عاتق الجالية السورية في الخارج
- استبشروا خيراً بما هو قادم
- الديكتاتورية والاستئثار بالسلطة
- خذلونا
- التغيير
- مجموعة أسئلة من وحي الزيارة


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - فلسطين شماعة الطامحين