أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - أميركا والثورة السورية














المزيد.....

أميركا والثورة السورية


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقسم أميركا الشرق الأوسط إلى دول صديقة كدول الخليج ومصر وليبيا حالياً ودول مارقة كسوريا و إيران وليبيا القذافي والعراق صدام، قبل سقوطهما، والدول المارقة تشكل حاجة ضرورية لتواجدقواعدها العسكرية في المنطقة وتؤمن لها عقود هامة لبيع الأسلحة تنعش اقتصادها ، بحجة حماية مصالحها كما مصالح الدول الصديقة .

هذا تقسيم قديم .
لكن ماذا تعني سوريا اليوم بالنسبة لأميركا ؟

لقد اعتبرت أميركا سوريا أنها من الدول الداخلة في الفلك السوفيتي شأنها شأن مصر عبد الناصر ، وتصرفت علناً على أنها من الدول المعادية لمصالحها في المنطقة، و نذكر جميعاً الاحتكاك الذي حصل بينهما في لبنان، و الذي أسقطت سوريا فيه للأميركان طائرتين حربيتين بواسطة صواريخ سوفيتية، يشرف عليها الخبراء العسكريين السوفييت أنفسهم، في حين ان السوفييت لم يتدخلوا لنجدة الطائرات السورية في معركتها مع الطائرات الاسرائيلية، ونذكر حين سقط لسلاح الجو السوري أكثر من60 طائرة في معركة واحدة اعتبرت في حينه المعركة الجوية الأكبر .

ويبدو أن تدخل السوفييت كان لأجل تأكيد الخطوط الحمر في أن سوريا في عمقها الاستراتيجي تدخل ضمن النفوذ السوفييتي، ورضي الأميركان بذلك، لسبب جوهري أن أميركا لا تريد من النظام السوري أن يكون موالياً لها، فهو أكثر فائدة لها كدولة مارقة تهدد أمن الخليج وإسرائيل، التي يحتاج مجتمعها إلى عسكرة دائمة يؤمن سر بقاءها ..

كان هذا صورياً، لكن في العمق كان هناك توازع للأدوار، أن يحجم الأسد عن أي عمل عدائي ينطلق من الأراضي السورية ضد إسرائيل مقابل بقاء الأسد في الحكم، ومن ثم انتقال السلطة لابنه الوريث انتقالاً سلساً .

الربيع العربي جاء مفاجئاً كالاعصار، خلط الأوراق فجأة، ومنذ بداية الأزمة يبحث الأميركان مع الروس عن نظام يقوم بالدور ذاته، نظام موال للروس، ويحقق المآرب الأميركية في المنطقة، ويبدو أن ذلك مخاضاً عسيراً، فالثورة ذات مطالب محددة من شأنها تحقيق استقلال ذاتي في قرارها الوطني شانها بذلك شأن جميع الأنظمة الديمقراطية .

وهذا ما يفسر أن الأميركيين مرتاحون تماماً للفيتو الروسي، غير جادين في تحقيق أي وقف لحمام الدم السورين، يؤثرون نشوب حرب أهليه على انبثاق فجر سوري جديد يؤثر على استراتيجيتهم السابقة.

ويبدو أن الدول أيضاً تكره تجديد استراتيجياتها، وابتكار وسائل جديدة لضمان مصالحها، ففي ذلك كلفة كبيرة وخلط للأوراق مكلف وغير مضمون .

الثورات العربية ستصل إلى مبتغاها، شأن اي ثورة، قد تستغرق وقتاً طويلاً، لكنها نتاج عمل إنساني ضخم وخلاق، هي ثورة لأجل تثبيت الحقوق، حقوق لا شك ستتحقق، فهذه طبيعة البشر عندما يزمعون على هدف جمعي يؤمنون به ويقدمون لأجله جميع أنواع التضحيات .

مشكلة السوريين في قياداتهم أنهم عاشوا تصحراً سياياً طويلاً لم يألفوا فيه العمل الجماعي المنظم، واليوم يدفعون الضريبة في غياب الكثير من التنسيق ورسم استراتيجيات موحدة، وهذا ما أثر سلباً ،وأطال زمنياً مخاض وألم شعب عنيد.

أما الثورة في الداخل فهي عظيمة وتعتبر بحق من أهم الثورات في التاريخ الانساني، لأنها حملت إرادة قوية لا تقهر، إرادة افتقدتها في الثمانينات لعدم وجود نضج سياسي، وهي اليوم تنجح في تحريك الراي العام العالمي الضاغط، والذي سيؤدي في النهاية إلى دفع العالم للتحرك .

لو كان لهذه الثورة قيادة سياسية جيدة، رسمت صورة واضحة لسوريا القادمة ترضي جميع السوريين وتستنهض هممهم، لكان الأسد سقط خلال أسابيع من بدايتها، من هنا يجب علينا التأكيد على معالجة مكامن الخلل التي تعانيها والحيلولة دون تدخل الدول الخارجية في إملاء شروطها بما فيها روسيا وأميركا، لأن هذا سيكون له ثمن باهط على سوريا ما بعد الثورة وسيختصر عليها مطبات كثيرة لن تنفك المصالح العالمية من زرعها .

يبدو أن الاعتماد على الامكانات الذاتية على صعوبته، افضل لشعبنا، فالسوريون وحدهم الجديدرون برسم مستقبلهم، لأنهم ينطلقون من نبض الشعب وأماله وحقوقه، وهذه لن تسعد الآخرين مهما ادعوا إيمانهم بها .

قادمون

لينا موللا

صوت من اصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رهانات النظام والدول الحليفة له
- الطريق للانتصار واحد
- في العودة إلى جوهر الثورة السورية .
- الخطوة القادمة - قوات حفظ السلام في سوريا
- الثورة السورية تخطف المبادرة
- ما أقرب اليوم بالأمس
- هل أنتم مستعدين ؟
- نريد قيادة عامة للثورة فوراً وحالاً
- أقنعة الأيديولوجيات
- عندما يدس النظام السم بالدسم
- لماذا الالغاء .. لماذا لغة الاقصاء ؟
- من نحن ؟
- أضواء على المرحلة التي وصلتها ثورتنا ..
- فلسطين شماعة الطامحين
- كم نتعطش للحرية
- القاعدة فكرة أميركية بتنفيذ سوري
- حول سلمية الثورة السورية
- قمة في دمشق اليوم
- نحن مصرون على المحاسبة
- الحاجة لأن نكون بشر طبيعيون


المزيد.....




- أصالة في بيروت وأحمد حلمي وعمرو يوسف يخطفان الأنظار بحفل للـ ...
- ميكرفون مفتوح يلتقط لحظة حديثه مع ماكرون عن بوتين.. ماذا قال ...
- ترامب بعد لقائه بزيلينسكي: -التوصل إلى وقف إطلاق النار ليس ش ...
- بصفقة دواك.. ليفربول يتخطى 227 مليون إسترليني من بيع لاعبيه ...
- زفاف جندي إسرائيلي مبتور الساقين: حقيقة أم مجرد دعاية؟
- -الجميع يترقب نهاية الحرب-.. هل بات وقف إطلاق النار بغزة وشي ...
- مصر تحقق المليون السكاني الأخير بأبطأ وتيرة منذ سنوات
- ترامب يوضح موعد حسم الضمانات الأمنية لأوكرانيا لتأمين اتفاق ...
- أمن الدولة تخلي سبيل ماهينور المصري بكفالة 50 ألف جنيه في ال ...
- بعد توتر مع فرنسا وأستراليا.. نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا بشأ ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - أميركا والثورة السورية