أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - دعوة للتبصر















المزيد.....

دعوة للتبصر


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3893 - 2012 / 10 / 27 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي الأصوات التي حذرت، من أن لا مخرج داخلي ودولي للأسد ونظامه، إلا بنشوب حرب أهلية مذهبية وطائفية وعرقية بين كافة مركبات الشعب السوري، هذا الشعب الذي أبدى تماسكاً رائعاً طوال عشرين شهراً من عمر الثورة السورية .

والواقع أن الأسد لم يفتأ من خلال أجهزته الأمنية وفروع مخابراته من زج كافة مركبات هذا الشعب في خانة ضيقة للدفاع عن نفسها ووجودها، مصوراً أنها تتعرض لخطر كبير وأن الثورة ستقضي عليها.

فمنذ بداية الأحداث كان يقوم بتسريب الأفلام المصورة التي تظهر جنوداً يتحدثون باللهجة العلوية يعذبون الثوار وينكلون بهم، وفي حمص جند المحسن الأكبر رامي مخلوف آلاف من المهربين والعاطلين عن العمل من هذه الطائفة لحرب أقنعهم بأنها حرب وجود ضد مواطنيهم من الطائفة السنية، وزرع في أعماق طائفته أن التخلي عنه هو بمثابة انتحار عام لكافة أبنائهم .

ولا شك أنه نجح في مصادرتها عبر ترهيبهم، كما وزرع الحنق والحقد لدى عامة الشعب تجاههم، وشراء الكثير من الأقلام المأجورة التي كانت تهدد بالانتقام منهم حال انتصار الثورة، تاركاً انطباعاً ترسخ لدى أغلب الأقليات على أن هذا ما سيحصل لا محالة .

لقد لعب الأسد على زرع الهواجس لدى الجميع، مجهزاً لنفسه خشبة الخلاص،ففي حال انتصرت الثورة سينتقل إلى الساحل ليعلن دولته العلوية، ويا دار ما دخلك شر ..

وللأسف فقد وقعت المعارضة في مطبات إعلامية كثيرة، أهمها أنها توقفت أو وهنت في ترداد أهداف الثورة باستمرار ( وهذا مطلوب بإلحاح )، بل غابت المبادئ والأهداف لجهة التعبير عن الرغبة بالانتقام من آل الأسد وإسقاط النظام، والجميع يعلم أن الأسد لو رحل فإن نظامه سيخلق أسد آخر لن يقل عنه سوءاً وشناعة .

اليوم فإن أغلب العلويين خائفين لدرجة الرعب مما هو قادم، وللأسف فإنهم ما زالوا يعتقدون أن الوقوف مع الأسد هو أهون الشرور، وهم في ذلك مخطئون لكن الخوف أعماهم تماماً، والثورة التي رفعت شعارات المساواة في البداية توقفت عن ترداد ما أطرب جميع السوريين، واستبدلته بإزاحة الأسد وإسقاطه وقتله متناسية أهمية الهدف من إسقاطه وهو إقامة نظام حر يساوي بين كل السوريين ويرفع من شأنهم حقوقياً ومعيشياً .

ولاحظوا معي هذه المفارقة ..

هناك أكثر من 30.000 أرملة من الساحل السورية اليوم تبحث عن فرصة لوظيفة لدى الدولة بعد أن فقدت معيلها نتيجة حربهم مع الثوار، والدولة عاجزة تماماً عن خلق فرص لهن .
أغلب العلويين يظنون أن الأسد قد خدعهم في حرب لا يمكن لهم أن يربحوها مهما طال الزمن .
أغلبهم يشعرون بأنهم ضحية أعمال انتقامية قادمة في حال انفصلوا عن الأسد .
أغلبهم باتوا جازمون بأن أولادهم يجهزون بأسلحة بسيطة لقتال غير متكافئ على الأرض (( باعتبار أن الدول المتآمرة تسلح قوات المعارضة بأسلحة فتاكة فيقتلون بثمن زهيد )) ولاحظوا هذا التضليل .

الانقسام العلوي العلوي بدأ يترسخ، وما أحداث القرداحة وجوارها إلا الرأس الظاهر لكتلة الجليد، انقسام يعكس تململ الطائفة من عدد الموتى والنعوش التي يستقبلونها يومياً، حتى باتوا يدركون يقيناً بانهم كبش فداء لبقاء الأسد في السلطة وهو ثمن لا قدرة لهم على تحمله .

وفي المقابل لنتأنى برد الأسد ونظامه والمدعوم مخابراتياً وعسكرياً من روسيا وإيران ومغطى بتواطؤ غربي ..

وجه الإعلام جميعه على جبهة النصرة الإسلامية على أنهم الفصيل المهيمن على عمل الثوار، ولنستذكر أن زعماء هذه الجبهة هم خريجين مراكز التدريب الأمنية للنظام الأسدي، ولطالما الستعملهم لتصفية حسابات في العراق ولبنان والأردن كمرتزقة أصوليين في مهمات ارتبطت بأجهزة مخابرات محلية ودولية ، هذه الجبهة المتطرفة لم يكن لها أي وجود في الداخل السوري، ظهرت فجأة لتتزعم وتصادر إعلامياً الثورة وصوتها، ويغدق عليها بالمال بشكل سخي وتصور مجهزة بأسلحة متطورة، في حين يعاني الثوار من ضيق مادي ومن شح في الأسلحة .
هذه الجبهة بدأت تعلن بأعلى صوتها عن أهداف لا تتعلق بالثورة وأهدافها، لا بل هي تعلن عن إملاءاتها بشكل منفر لعموم السوريين، فيما يتعلق بحرياتهم وقناعاتهم وهو أمر عاية في الدقة لدى أغلب السوريين التواقين للحرية .

أما الغرض فهو ببساطة هز الحاضنة الشعبية للثورة، وتسويق فكرة خطيرة ومضللة أن الثورة قد سرقت وأن القادمين هم المتطرفين الاقصائيين .

ترافق ذلك مع قتل رجل دين مسيحي من قطنا (( الأب فادي الحداد والذي يحظى بثقة واحترام أهل منطقته بمسيحييها ومسلميها ودروزها )) والتشنيع بجثته وتركه مري على الطريق لإخافة المركب المسيحي أكثر وزرع بذور الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين .

تصوير أن ما تم في أشرفية حلب ذات الأغلبية الكردية وكأنه حرب من الجيش الحر بمواجهة المركب الكردي السوري وبالتالي إقصاء المركب الكردي عن الثورة .

وقريباً يمكن التكهن بحصول أمر مشابه للأخوة الدروز، ومركبات غالية أخرى للشعب السوري ..

وهكذا فإن الأسد يحاول جاهداً زرع الفتن بين السوريين، لعلمه اليقيني أن انعدام الهواجس لديهم سيقضي عليه في غضون ساعات، لذلك فهو لا يهدأ من رمي الزيت فوق النار لتحرق الجميع ويسستدفئ بلهيبها .

أمام هذا الواقع، ماذا يمكن لصوت الثورة أن يفعل ؟

لا بد من ترداد أهداف الثورة ليل نهار، وتذكير جميع الأخوة الثوار وأطياف المجتمع السوري العظيم، أننا لسنا ثورة إقصاء ولا تحركنا نوازع الانتقام، فمصير سوريا يتوقف على لحمتنا، وإذا كان خوف البعض لا يبرر ارتكابهم للجرائم، لكن لنتذكر أن ضعاف النفوس والمأجورين موجودين في كل مكان وزمان، وهؤلاء يشترون بأبخس الأثمان لاقحام أهلهم وذويهم في أتون حرب بشعة .

نعم الكثير خائف .

لكن الخوف بحد ذاته يغيب المنطق وصوت الحق، لذلك لا بد من التطمينات والعودة إلى جذور الثورة المنبثقة عن مطالب عادلة ومحقة تهم كل السوريين .

أجزم بأن السوريين اليوم جميعاً يعانون من جروح عميقة، وعلاجها سيكون باللحمة والتوحد حول أهداف نبيلة تفيد سوريا القادمة وشعبها جميعه، لنساهم جميعاً في فضح مآرب النظام، ولنمتنع عن التهويل والمشاركة في ما يريده القتلة .

أدرك أن هذه المهمة صعبة وستصطدم بعمل الطابور الخامس يجاهد لانقاذ النظام واغراقنا بالدم أكثر، لكن من قال أن دماء السوريين رخيصة، وأنها لا تنادينا لأجل حمايتها وتبجيلها .

بإمكاننا وقف نزيف الدم، بأن نلتف كجسد واحد حول النور الذي ينبعث من المستقبل الذي نقاتل لأجله ولأجله نضحي .

نعم نريد لثورتنا أن تنتصر، لأن في نصرتها طوق الخلاص لنا وعربون وفاء لجميع من استشهدوا للدفاع عن حقوقهم وأعراضهم .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقعة الشطرنج
- الحاصل غداً ؟
- اقتناص النصر
- الدقائق الأخيرة للأسد
- بطولة تعانق الأسطورة
- الجيش العقائدي
- حقيقة الموقف الروسي، وبداية الخروج من النفق
- سعاد الفتاة ذات الاحدى عشر ربيعاً .
- مشاهد مخزية ، تنبئ بنهاية مخزية
- سعاد ذات الأحدى عشر ربيعاً
- التغيير قادم لا محالة
- الأخوان والسلطة - مصر
- أميركا والثورة السورية
- رهانات النظام والدول الحليفة له
- الطريق للانتصار واحد
- في العودة إلى جوهر الثورة السورية .
- الخطوة القادمة - قوات حفظ السلام في سوريا
- الثورة السورية تخطف المبادرة
- ما أقرب اليوم بالأمس
- هل أنتم مستعدين ؟


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - دعوة للتبصر