أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - أحلامنا واقعاً














المزيد.....

أحلامنا واقعاً


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 14:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من حق الجميع أن يسأل ..
بعد سقوط النظام
بعد كل هذا الدمار والتضحيات والقتلى والثكالى والأرامل واليتامى والمشردين والنازحين والعاطلين عن العمل .. بعد كل نكبات الدنيا ..
مذا يمكن لحكومة دولة وليدة بأن تفعل ؟

من أين تبدأ وسط هذه الفوضى وبإمكانات شحيحة، فالخزينة أفرغت من محتواياتها، بعد أن نهل منها جيش النظام ولصوص المال العام و استنفذوا كل قرش فيها ؟

هل يمكن للدول الخارجية أن تهب في حملة الاعمار وتقدم خطة دعم اقتصادية، وهي التي ترقص طرباً للدمار الذي حصل ؟

هل يمكن لسوريا أن تحصل على مشروع شبيه بمشروع مارشال لإعمار أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، خاصة أن العالم ليس بأحسن أحواله وكل الدول الغنية تشكو القلة والانتكاسة في عمليات النمو ؟
وبفرض أننا حصلنا على هذا فماذا سيكون تأثير ذلك على استقلالية القرار الوطني والمصلحة القومية ؟

أسئلة كثيرة تراود السوريين على اختلاف مشاربهم وآرائهم، وهي أسئلة محقة ومشروعة ..


لا شك أن الأيام القادمة صعبة، لكن هذه المرحلة على صعوبتها ستفرز أشخاصاً عظاماً وإدارات خلاقة، قادرة على النهوض بسوريا من مرحلة المزرعة لآل الأسد (( 122 مليار $ )) إلى دولة مستقلة، بإمكان هذه الدولة أن تطور مؤسساتها المهلهلة بفعل الفساد والاختراق الأمني المافوي ، إلى أخرى مستقلة تعمل وفق خطة اقتصادية محكمة ودقيقة ومراقبة .
بإمكانها أن تقدم كل التسهيلات القانونية لتسهيل الاعمار، وتبسط الاجراءات وتزيل جميع العوائق .
بإمكان هذه الحكومة أن تنفخ في المواطنين روح المسؤولية والابداع في شتى المجالات .
بإمكانها أن تكون نقطة جذب و استقطاب لرساميل وثروات من كل دول العالم، يكون ذلك أكيداً عندما تقيم تشريعات واضحة وقضاء عادل وسريع وشفاف، بإمكانها أن تقوم من تحت الرماد، لتصبح من مصافي الدول اقتصادياً وفكرياً واجتماعياً .
ألمانيا تحولت بعد الحرب الكونية الثانية إلى كتلة من الركام، احتاجت لخمس سنوات لكي تبني اقتصادها ، ولعشر سنوات لأن تتبوأ أوروبا بالمركز الأول اقتصادياً، واليابان الدولة المطعونة بكبريائها والمهدمة كلياً، أعادت بناء نفسها وتحدت ذاتها لتصبح خلال فترة قصيرة القوة الاقتصادية الثانية في العالم، وهي الدولة التي تستورد كل الخامات من الخارج .
هم نجحوا بذلك لا لأنهم ذوي دماء زرقاء، بل لإحساسهم بأنهم مواطنين حقيقيين، ولأنهم شعروا بسؤوليتهم الجماعية والفردية عن عملية إعادة الاعمار والنهوض بأوطانهم من جديد، لأنهم ذاقوا ويلات الحرب وباتوا يريدون الاستقرار ودولة قوية من دون أظافر ونوازع استعمارية هدامة .

ونحن في سوريا فقد قدمنا مئات الألوف من الشهداء، ذقنا الويلات طوال خمسين عاماً من غياب الحقوق ومصادرة وطن من قبل عصابة .
فماذا ينقص السوريين ؟
الحقيقة وبتجرد لا شيء .
فلديهم كثافة سكانية وتنوع علمي وطموحات عالية ومهارات يشهد لها، وخامات هائلة صناعية ومهنية ..
لديهم الحب لوطن جديد ووليد أرادوه جميلاً، ودفعوا لأجله كل أنواع التضحيات .
هم بحاجة إلى نظام آخر ديمقراطي حداثي حر وشفاف يؤمن العدالة والمساواة وتداول السلطة .
بإمكانهم أن يعيدوا صياغة الحقوق الانسانية (( حقوقهم هم )) بعد ثورة ليست فرنسية ولا بولشفية بل سورية محلية .
بإمكانهم أن يقوموا بإعمار اقتصادهم وترميمه وسط عدالة اجتماعية وتوزيع عادل للثروة وإعادة تأهيل لكل المجالات الحياتية، بإمكانهم أن يعيدوا سوريا لتكون جنة للسياح، من محبي البحر والجبل والآثار، إلى سفاري البوادي، إلى الأزقة الساحرة إلى نقطة جذب عالمية محورها جمال ووداعة السوريين المميزة .
بإمكاننا أن نختصر الوقت المهدور الذي كان يهراق على عتبات الموظفين الفاسدين لأجل الحصول على رخصة بسيطة تساهم في عملية الارتقاء .

أخلص أنه وبعد كل هذا المخاض وبعد كل هذا الثمن لا بد يقيناً أن تكون سوريا القادمة مختلفة عن آلاف السنين التي سبقتها، لأن الشعب السوري قد أصبح ناضجاً بما يكفي لأن يختار الطريق الصحيح في كل شيء .
ولكل الخائفين من أن تسرق الثورة لصالح مجموعة أو دولة أجنية .
أطمئنهم أن السرقة تكون بمواجهة أشخاص يفرطون بحقوقهم وأملاكهم أما بعد هذه المعاناة فمن الذي يجرؤ أن يسرق منا الحلم، ويسرق منا المستقبل ؟
لن نسمح لأحد بأن يفعل مهما كان .
واثقون .. عازمون .. وطموحون بأن نطال النجوم .
سوريا نحن معك خطوة بخطوة، ولن نتخلى عن سحرك بعد أن لمسناه فينا.

وقادمون

صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون الحل ممكناً والنوايا صافية
- الأمل والمثابرة والقناعة في أن سوريا للجميع
- التفاني حتى آخر قطرة
- دعوة للتبصر
- رقعة الشطرنج
- الحاصل غداً ؟
- اقتناص النصر
- الدقائق الأخيرة للأسد
- بطولة تعانق الأسطورة
- الجيش العقائدي
- حقيقة الموقف الروسي، وبداية الخروج من النفق
- سعاد الفتاة ذات الاحدى عشر ربيعاً .
- مشاهد مخزية ، تنبئ بنهاية مخزية
- سعاد ذات الأحدى عشر ربيعاً
- التغيير قادم لا محالة
- الأخوان والسلطة - مصر
- أميركا والثورة السورية
- رهانات النظام والدول الحليفة له
- الطريق للانتصار واحد
- في العودة إلى جوهر الثورة السورية .


المزيد.....




- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...
- بين هدنة مؤقتة وبداية تحول استراتيجي.. ماذا بعد وقف إطلاق ال ...
- شاهد.. غوارديولا يداعب الكرة مع لاعبي السيتي على الشاطئ
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا
- طهران تستعيد نبضها الهادئ بعد صخب الحرب
- وول ستريت وأسباب تعجُّل ترامب لوقف الحرب
- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - أحلامنا واقعاً