أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - آفاق إقليمية ودولية لحل الأزمة السورية














المزيد.....

آفاق إقليمية ودولية لحل الأزمة السورية


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



استعاض الرؤساء والملوك العرب ومنذ مدة، عن الطريقة التقليدية في التقرب فيما بينهم، أي الزواج ..
بطريقة أكثر عملانية وسهولة، وهي الشراكات المالية والاستثمارية بين أبنائهم وأقربائهم الثقاة، وقد نجحت هذه الطريقة في خلق مصالح مشتركة ومتبادلة تجمع بين الأشخاص، وتحد من النزاعات السياسية بين بلدانهم.
فعلت ذلك إلى حد مقبول.
ومن تلك الشراكات مثلاً ما حصل بين النظام السوري وكل من قطر والامارات، فالاستثمارات موجودة والشراكات بمبالغ فلكية، أشير إلى أنها توقفت مع قطر تماماً لأسباب تتعلق ببذائة ألسنة القائمين على النظام بما يتعلق بقضايا العرض والآداب الخاصة بأمير قطر وعائلته ، لكنها أكملت مع الامارات ولم تتأثر .

أما عن قطر، فقد انقلبت العلاقة من أسرية ودودة، وشخصية مزينة بالمصالح والمال، إلى عداوة شرسة وسوداء، ورغبة جارفة بالانتقام .

قطر لا شك ترغب في تعليم الطاغية درساً لا ينساه، حاولت من خلال وسائلها وأدواتها الضغط عليه في نقاط ضعفه، تحاول قيادة تحرك يؤدي إلى تدخل عالمي عسكري ينهي حكم آل الأسد، وهذا ما يصيب نظام جزار دمشق بالهستيريا، لأن القطريين يستعملون أدوات شبيهة بتلك التي استعملها النظام السوري في العراق ولبنان وتركيا، حرب التفجيرات والعصابات الخاطفة، لا بل اختارت أدواتها من الجهاديين الذين يحملون الكراهية لآل الأسد، ونجحوا في تحويل ليالي ثقاة النظام إلى كوابيس .

وإذا كان نظام دمشق يعتقد بقدرته على الالتفاف حول المطلب الشعبي الأساسي وهو رحيل الأسد ومحاكمته، فإنه بالمقابل يحاول وعبر رسائل يوجهها لطهران وموسكو الايحاء بأنه ملتزم بتنفيذ كافة طلبات ما يتفق عليه مجلس الحوار الوطني المزمع عقده في مكان لم يتفق عليه بعد، مجلس حوار بات يحوز على دعم أغلب الدول الاقليمية والدولية النافذة .

وتكمن المشكلة الظاهرة أن النظام لا يريد خروجاً مبكراً للطاغية، دون مانع منه في تشكيل حكومة مؤقتة مشتركة تكون وفق التسريبات ضامنة لجميع الفرقاء، وقد وافق الطاغية على عدم ترشيح نفسه لانتخابات 2014، وإن صرح بعكس ذلك فذلك لابقاء هذه النقطة الحاسمة كنقطة يفاوض عليها، وأظن أن ذلك جاء بنصيحة من الروس الذين أعلنوا وبلسان لافروف أكثر من مرة أن الأسد لا يرغب في ترك السلطة، وأنه باق حتى الانتخابات القادمة، ووضعوها كشرط لاجراء الحوار .

فالروس اتعظوا بمصير مبارك، ولا يريدون لحليفهم نهاية شبيهة بمصير مبارك أو القذافي، فهم يريدون تغيير صيتهم السيء في تخليهم عن صدام حسين تحت ضغط الحاجة المادية، وتركهم للعراق يدمر، أو انسحابهم من ليبيا رغم أن علاقتهم بالنظام هناك قديمة جداً ومجزية .

ونتذكر سوية .. أن روسيا هي الدولة الأولى التي تقدمت باقتراح ((في الكواليس السياسية )) يتضمن إقامة حكومة مؤقتة وتحويل صلاحيات الأسد إلى نائبه الشرع، حدث ذلك قبل مبادرة الجامعة العربية بشهرين التي اتفقت مع جوهر الطرح الروسي ، وقد تأخر تنفيذ هذه الخطة لمستجدات دولية وكان أهمها طلب إسرائيلي ملح في الابقاء على الأزمة السورية مشتعلة حتى تنهك جميع الأطراف، ويتم تدمير البنية التحتية السورية، لتأخير المطالبة بالجولان حتى سنوات طوال، وكذلك رغبة من دول الجوار في أن تكون الثورة السورية هي الحلقة الأخيرة من مسلسل الربيع العربي .

وواضح أن الموقف الدولي الذي لم يخرج عن حدود التململ، قد أبقى مفاتيح الحل بيد روسيا كمراضاة لها بعيد خروجها المذل من ليبيا .
بحجة أن ليبيا الغنية بالنفط، ضرورية لكل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا، في حين أن روسيا لا تحتاج لنفط ليبيا، بل إلى قواعد عسكرية على المتوسط يمكن لسوريا تأمينها بالقدر الكافي .

ونلاحظ اليوم تسارع التعليقات حول ضرورة الحل السياسي، حل لا يتعرض لمحاكمة الأسد بل يكتفي بإبعاده وعدم إسناد أي دور مستقبلي له، بغمز روسي على لسان لافروف، أن على النظام أن يجلس على طاولة الحوار وأن يمتثل للشرائط الدولية كأفضل تخريجة يمكن للروس تقديمها .

نتيجة المفاوضات التي ستجري لن ترضي قسم كبير من الشعب السورين خاصة القوات المقاتلة على الأرض لكن ضغوطاً أخرى ستمارس على كافة الفرقاء للالتزام على نقاط مشتركة تؤدي لصمت المدافع ووقف النار .
في النهاية يبدو أن فصلاً جديداً قد بدأ عنوانه الحوار بين المعارضة الشعبية والنظام، برعاية دولية، حوار يحضر له منذ فترة واليوم نضجت مقوماته، بعد تأمين موافقة جميع اللاعبين على الأرض، و تنازلهم عن شروطهم التي يعتبرها الفريق الآخر تعجيزية ، يتم ذلك برعاية ودعم دوليين .
ومع الفصل الأخير، يحاول كل لاعب على الأرض السورية الخروج بالحد الأقصى من المكاسب التي يسجلها هنا، إيران تزج بلاعبها الاقليمي حزب الله مغامرة بكل ما تبقى لديها، وتركيا تدعم الجيش الحر أكثرلتقويض النفوذ الايراني وطرده، وإسرائيل المباركة لقتال سوري مع حزب الله يريحها من وجوده، ويضعف الدولة السورية القادمة أكثر، وقطر تقوم بعملياتها الأخيرة كثأر لشرفها الذي تجرأ على تلويثه نظام الأسد .
سيجلس المتفاوضون، وستتعاقب فصول ماراتونية بضغط دولي خانق، فالأزمة يجب أن تحل، لكن الفرقاء كثر ولا بد من ضغط آخر في أرض المعركة، بلغة لا يستحقها السوريين، ولا سواهم، إنها السياسة وهي لم ولن تكون في يوم ما إنسانية .
لكننا سياسياً على الأقل ندخل المرحلة الأخيرة من الأزمة، مرحلة لا بد من السير فيها، لأنها بوابة الانفراج الذي نتمنى أن يكون لائقاً .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن التغيرات الكبرى
- بين الأحلاف و الواقع
- الحاجة إلى الحرب
- صناعة المستقبل
- فانتازيا إنسانية
- موعد مفاجئ وبداية انفراج
- نهاية حقبة
- رومانسية مدمرة
- المؤامرة
- عن اجتماع جنيفا
- هواجس المحظيات
- نهاية المطاف
- قائد من الداخل
- إنها الحرب
- الثورة السورية بعد سقوط الطاغية
- وجهة الأسد بعد السقوط
- حقائق يجب معرفتها
- كلمة لا بد منها
- الديمقراطية عسلها وسلبيتها على الآخرين
- توحيد الجهود


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - آفاق إقليمية ودولية لحل الأزمة السورية