عبد الله صديق
الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 07:19
المحور:
الادب والفن
عبد الله صديق
روح العاشق ... فاكهة
في الحي القديم تطلع الذكريات مع طلات الصبايا من ما تبقى من الشرفات،
و يضوع في الهواء عبق لم تنزع الرطوبة عنه ما يعلق به من الحنين،
الأشياء كلها مغرية و عناصر الكون مسكونة بفتنة التفاصيل،
وما يتسرب إلى المشهد من الشخوص و الأشياء التي طرأت،
يعقد مع الأصول تواطؤ تحترس منه العين ، تنظر إليه نظرتها إلى قطرة ندى فوق ورقة خريف ,,
يحدث هذا في ذهن الزائر وهو يتجول في الحي القديم
أمس
تساقط مطر الوحشة ليلاً
وأسقط أحلاماً من سرير
الغريبين النائمين عاريين.
في الصباح ..
ذكرى الوهلة الأولى،
وبقايا القبلة الأخيرة
تشتبكان .. تتشابكان
تدخلان .. تتداخلان
تتحدان .. تتوحدان
مثلما يتوحد في جسدٍ
ظهرانْ
ليل غريب بين الليالي ..
و ظله ملتبس بظلال امرأة تسوق أمامها قطيعاً من الغزلان والشموس ..
و حديثه نجوى لا يكون بين اثنين إلا كان الشعر ثالثهما،
و لا بين ثلاثة إلا كان رابعهم ... ولا أدنى و لا أكثر من ذلك إلا وهو معهم
الخطيئة التي
تسري في روح العاشق
وتتلوى مثل أفعى
تتشكل مثل تفاحة
وتنام بعيون مفتوحة
تراقب سرب ملائكة
يحلق قريباً من
فاكهة الرغبة التي
تساقطت تحت ظل شجرة الأزل
عندمـــا يفجر الغياب حضور هذا الكم الهائل من التشظي ماذا يبقى من الإنسان ؟
بعض الأسئلة و بعض الحزن و فيض من النبل
العالم كله يقهقه .. وحيدةً تنتحبُ الرصاصة تبكي دماً في قلبِ مجهولٍ،
لم يكن جندياً
و العالم كله يقهقه
طريداً أخرج الآن..
مقطوع الأصابع
لا أثر للطعنة في الماء ولا دليل لناره التي اشتعلت
في جناح الفراشة/ في الألوان
لا أثر لدخان ولا خبر للموسيقى التي اندلعت في جسدين
نار الله الموقدة.
#عبد_الله_صديق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟