أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله صديق - في مديح الحرية : انكسار أزرق فوق أحداق عسلية














المزيد.....

في مديح الحرية : انكسار أزرق فوق أحداق عسلية


عبد الله صديق

الحوار المتمدن-العدد: 4100 - 2013 / 5 / 22 - 00:00
المحور: الادب والفن
    


*عبد الله صديق

في مديح الحرية : انكسار أزرق فوق أحداق عسلية


تترنح الأصابع ملامسة أوتار القانون .. مخلفة وراءها خيولا ًجامحة متراقصة ، تصعد و تنـزل ، مسابقة ريحاً ما ، تولد بين أخدودين و أفق

في البال تنام ذكرى يغالبها الشرود ، و تورق في المكان القديم ذاته شجرة دفلى ، و يزهر حبق

- لا تبكي يا امرأة

لا تغرسي في وجه هذا المساء كل هذا الحزن ،

لا تغافلي البحر للحظة ٍ.. و تلقي عند شاطئه عروسَه قتيلةً .

لا تخلفي موعداً لانكسار أزرق فوق أحداقٍ عسلية

-كن حبيبي ، و دعني ألامسك كما أشاء ، ألاعبك كما أشاء ، دعني أرسم وجهك بدون حروف كما أشاء.دعني أزرع آس دمعي بين مقلتيك لتشد عليه كلما داهمني الخريف.

لا .. لا تحزن لست " صِــدِّيـقي ".

- أموعودٌ دوماً بأقمار تهاجر عند الفجر ، بعذارى تستحم تحت مساقط الغمام ، و تستحيل زنابقَ ورديةٍ منداةٍ فوق حائطٍ خلفته الحروب.

موعودٌ يا ربي بهذا التصدع الجميل ، كي أنتهي دوماً جوالاً منفيّاً في أرض العرب ، و أرض العرب يا رب شاحبة.

- ألم يكف التجهم في السما حتى تعلنَ كل هذا النَّزْف، و تشهر في حضرة الكلمات سيفاً أعارتكــه القبائل القديمة .

أما يكفيكَ كل هذا الدمار لتبحث عن تفجير آخر؟!!

رفقاً صديقي بهذا البياض الذي تغتصبه حروفك .

- فما أصنع إذن ؟

أأمسح دموع العالم ، أم أحاول ترتيبه من مبتداه ؟ كيف و الأرض كانت بقعة وحم تحت أذنيك ، و من تحت عينيك كانت تجري الأنوار ، ملايين الكواكب كانت تغرق في دمعة واحدة ، و النهار يظل يرجوكِ ليله المعتكف ، و يودع شمسه الغاربة بين شفتيك .

- يا هذا ..

كم لكَ من اسم ؟

كم لكَ من أغنيه ؟

كم .. و أنتَ سجن تحشر فيه العرائس

و غابة يغشاها الوهم .

- لي صراخ سأملأ به الصحاري ليهدأ حرفكِ ، و بين أصابعي دمار سأملأ به المدائن لأسكن عينيكِ أو تسكنيني ..

لكن .. من أين آتي (بالقيامة) لأملأ بها الوقت والأشياء كي يرقد الناسُ و يطلع صباحكِ، فيبدأ الكون من جديد ؟!!

- قل : لا إله إلا هو،

قلها و أذن في العصافير بالرجوع .

قلها .. فإن للمطر موعداً مع فرح كان منفيّاً، وللشمس دورة أخرى من أجل إزهار جديد.

قلها و تعافى من حمى الرماد الذي خلفته الحرائق القديمة.

- سبحانـــــــــه .. !

سبحانه ، من نفخ في اسمكِ جهراَ ، و أشعلك بين أصابعي جمرا ، سبحانه هذا الذي أعطاك الضوء واللون،و شيد لي داخل أهرام عينيك قبراَ .. سبحانه .. لا إله إلا هـو.

- عبث الحزن بقلبي فاشتكى ..و المدمع فاض بالشوق فبكى ..و كنتَ صدمة التراب و المطر..و كنتُ اغتراب السر الذي طال به الليل فانحكى .

- كم ساروا بين الشعاب، حاملين الريح و المشاعل والنجوم القادمة من المحيط ؟

كم ساروا ؟ يئنون داخل الأغاني ، تلسعهم رائحة البحر و ألواح المراكب الباردة ،تركوها تمطر وحدها في الخليج ، و ساروا دهراً .. و لا تزال تمطر في الخليج ..

حين سينفض الصباح وجوههم من ندى الليل الشارد ؛ سيلمحونك أخيرا قوس قزح !!

و كم سيعودون !

و كم سيبكون !!

فلا .. لا تبك يا امرأة


*شاعر وباحث مغربي
النص من ديوان الشاعر / ديوان "مثقلا بالندى"



#عبد_الله_صديق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرفة العاشق
- أَيَانْدَا الصغيرة التي أبت أن تكبر
- قصيدة


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله صديق - في مديح الحرية : انكسار أزرق فوق أحداق عسلية