أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الانزلاق نحو الحرب الطائفية الاهلية















المزيد.....

الانزلاق نحو الحرب الطائفية الاهلية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن احداث الحويجة في (23 نيسان 2013) والمناطق الاخرى بعيدة عن توقعاتنا إذا لم يجر اتخاذ خطوات ايجابية لحل المشاكل ووفق رؤيا وطنية بدلاً من الاستفزازات والتهديدات التي تزيد النار حطباً، ولطالما حذرنا منها وطالبنا رئيس الوزراء نوري المالكي بالاسراع في ايجاد حلول واقعية وسريعة للمطالب المشروعة للمتظاهرين السلميين بدلاً من التعنت وعدم الانصياع لصوت العقل والمسؤولية الوطنية وعدم خلط الاوراق ووضع الجميع في خانة الارهاب والبعث المرتدي اقنعة عديدة في مقدمتها المنظمات الارهابية، ولم نكن نعيش في الخيال عندما اكدنا له ولغيره ان هناك طابوراً خامساً يتحين الفرص لدق اسفين بين مكونات شعبنا بالاعتماد على النهج والسياسة الخاطئة التي تتبنى التصور الطائفي وكأنه الحل الحقيقي للازمة، النهج المدمر الذي اوصل البلاد لهذه الحالة المزرية بتعدد الازمات وافتعال المشكال وتعميق الخلافات وتشعبها بسبب السياسة الاستحواذية المتخبطة التي تعتمد على الوشاية والافتراء واطلاق التهم بدون سند قانوني والهيمنة على القضاء وتسييسه لصالح جهة دون اخرى وهو الذي يجب ان يكون مستقلاً مثلما نص عليه الدستور كي يقوم بواجبه القانوني العادل، لكن رئيس الوزراء نوري المالكي ومن معه اختاروا الطريق الاصعب والاخطر وهو الاحتكام للسلاح وطريق العنف واستعمال الجيش الذي كان من المفروض عدم زجه في الصراعات الداخلية حتى لا يكون عدواً لفئة دون أخرى، وبالضد من المعتصمين والمتظاهرين السلميين وبالتالي الانجرار الى استفزاز القوى المتطرفة التي كانت تتربص لاستعمال السلاح والاعتداء عليه،، وهذه القوى تنقسم الى قسمين من داخل الحكومة والعملية السياسية التي لها باع طويل في التصريحات الاستفزازية وفبركة الوقائع وخلط الاوراق واعتبار اية معارضة ارهابية وملاحقة افرادها ومجموعاتها بالمادة رقم ( 4 ) التي تعالج قضية الارهاب، ومن خارج الحكومة والعملية السياسية تلك القوى الارهابية وبما فيها تنظيم البعث بشقيه والمليشيات الطائفية المسلحة التي تسعى الى تأجيج الفتنة بالاغتيال والتفجير المتنوع لدور العبادة وغيرها، وقد استطاعت التقدم خطوتين الى الامام منها استعمال السلاح في الحويجة وامتداد العنف المسلح الى عدة اماكن، وانفلات امني واسع امتد حتى الى مناطق الجنوب والوسط، وهذا ما حذرنا منه وتوقعنا حدوثه وأشرنا إلى نتائجه الكارثية، لقد مر على هذه المظاهرات والاعتصامات شهور دون الوصول الى قواسم مشتركة للتفاهم وخلق امكانيات واقعية لايجاد حلول منطقية للجميع وتحقيق المطالب المشروعة وتفويت الفرصة على القوى المتطرفة، وعلى رؤوس الفتنة الطائفية المتواجدة في دهاليز الحكومة واحزابها وكذلك من خارجها، ونبهنا من ان عدم ايجاد حلول سريعة فان تداعيات الاوضاع تبشر بالخطر الذي سوف يشمل جميع مرافق البلاد وفي مقدمتها ايجاد الحل الناجع والصحيح للخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، وهو ما حصل ومن نتائجه تفاقم وتوسع الخلافات وصولاً الى استخدام السلاح لا بل يبشر بالخطر الاكبر الذي ذكرناه عشرات المرات وهو الحرب الطائفية الاهلية.
لقد آن الاوان للتفكير الواقعي ان يحل محل التهور والاستفزاز والتهديدات المبطنة والاسراع في انهاء هذه الحالة الشاذة وعدم الانجرار خلف طموحات إنانية تعتمد على العنف واستخدام التهديد والسلاح، وتصورات بان القوة المسلحة واستخدامها هي الطريق المضمون لفرض الامر الواقع، وعلى ما يبدو ان البعض في ائتلاف دولة القانون وحكومة نوري المالكي ونوري المالكي نفسه مازالوا يتصورون ان التحاور والتفاوض مع قادة المتظاهرين الذين ينبذون استعمال العنف والسلاح ضعفاً يؤدي الى تنازلات ثم الرضوخ للمطالب وكأنها هزيمة وضعف لا يمكن القبول بها وهذا امر غير صحيح، لان طريق التفاوض والحوار هو الطريق الاسلم ودليل على القوة وليس العكس، طريق التقدم نحو بناء صحيح للدولة المدنية دولة المواطنة، ولانه ينهي حالة الاعتصامات والمظاهرات في غرب البلاد ويجنب المناطق الاخرى في الجنوب والوسط والعاصمة من انفلات امني لا يمكن معرفة نتائجه وآثاره على البلاد .
طريق الحوار هو الذي سوف يفوت الفرصة على المتربصين والحاقدين والطائفيين والمتطرفين والقوى الارهابية، ويجعلهم ينكفؤون ويخسرون بينما تفوز القوى المعتدلة والوطنية والديمقراطية وكل من يهمه الاستقرار والآمان وفي مقدمتهم اكثرية جماهير الشعب ومن مختلف المكونات والطوائف، وايجاد حلول جذرية للازمة المستفحلة التي تعصف بالعملية السياسية، حلول تستطيع تثبيت أقدام الديمقراطية بدلاً من الدكتاتورية وتعيد الثقة لاكثرية المواطنين في المشاركة والتعاون بدلاً من الهروب الى الاحباط واليأس وعدم المشاركة، وهذا ما دلت عليه انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة التي اظهرت ان حوالي نصف من يحق لهم المشاركة لم يصوتوا ولم يشاركوا في الانتخابات وهذا دليل آخر على تفتيت الوحدة الوطنية وعزوف المواطنين من المشاركة في الحياة السياسية والوقوف بالضد من القوى الشريرة التي تهدف الى تدمير البلاد عن طريق الفتنة الطائفية والحرب الاهلية، لا بد من فهم وادراك ان القوات المسلحة " الجيش " هو لحماية البلاد وليس لقمع المعارضين او المتظاهرين السلميين او اصحاب المطالب المشروعة، الجيش يجب ان يكون بجانب الشعب باعتباره المدافع الحقيقي عن استقلال ووحدة الوطن وليس قوة اعتداء مهيأة للانقضاض واستعمال السلاح في مكان غير مكانه مثلما حدث خلال الايام الثلاثة الماضية حيث كان ضحية القتال والصدام واطلاق الرصاص حوالي ( 240 ) عراقي واصابة حوالي ( 298) آخر وهؤلاء من المواطنين والجيش والشرطة ، إلا تعتبر تلك الاحداث الدموية جريمة في عرف القوانين ولا تختلف عن تلك الجرائم التي تلاحق المواطنين من قبل القوى الارهابية؟ لابد ان يجنب الجيش من الصراعات السياسية الداخلية لانه يجب ان يكون جيش الشعب وليس العكس مثلما كان مع شديد الاسف في الانظمة السابقة التي قادت البلاد وفي مقدمتها النظام السابق فقد كان يستعمل الجيش كاداة قمعية بالضد من الشعب.
ان اكبر مثال حي لحل اية مشكلة هو ما حدث لناحية سليمان بيك، فطريق التفاوض والتفاهم والاتفاق بين ممثلي وشيوخ عشائر الناحية وبين ممثل الحكومة محافظ صلاح الدين وقائد القوات البرية ادى لوأد الفتنة وانسحاب المسلحين وعدم القيام باي اعتقالات او مداهمات وان يكون تفتيش الناحية بواسطة كتيبة هندسية عسكرية وممثلي عن العشائر ورفض الحل العسكري باستخدام السلاح، هذا المثال المصغر والكبير في معناه واهدافه يجب ان يكون طريقاً لجميع القضايا حتى العقدية منها كي تعود الامور الى نصابها، اضافة إلى المحاسبة القانونية والقضائية لرؤوس الفتنة وملاحقة القوى المتطرفة التي كان ومازال هدفها خلق الفوضى والاقتتال بين مكونات الشعب، وهذا الطريق لم يغلق لحد هذه اللحظة ولكن لا يستطيع المرء ان يراهن عليه اذا استمر النهج العقيم والسياسة الاستحواذية واعتبار المعارضين ارهابين وملاحقتهم بالمادة ( 4 ) ارهاب في زيادة الطين بلة وتعقيد الاوضاع السياسية اكثر مما هو عليه.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدف سياسي خلف تعديلات قانون المساءلة والعدالة
- المثقفون وهاجس التدجين السياسي
- تحقيق المطالب المشروعة طريق لعودة الاستقرار
- ارهاب مبرمج ضد وسائل الاعلام في العراق
- وجهة نظر في حكومة الاغلبية السياسية
- واقع أحزاب الإسلام السياسي في العراق وباقي الدول
- النتائج الكارثية لاحتلال العراق بعد عام 2003
- مكونات الفتنة الطائفية
- المرأة في العراق واقع مرير ومستقبل مشوش
- المظاهرات والاحتجاجات والحلول المطلوبة
- آليات النعرة الطائفية هي القوى الإرهابية وميليشيات الأحزاب
- نبوءة بحيرة الفكر في أحلام اليقظة القسم الثالث
- نبوءة بحيرة الفكر في أحلام اليقظة القسم الثاني
- نبوءة بحيرة الفكر في أحلام اليقظة 1
- الإسلام السياسي والتغيرات على الساحة السياسية/ 3
- الإسلام السياسي والتغيرات على الساحة السياسية / القسم الثاني
- الإسلام السياسي والتغيرات على الساحة السياسية
- حينما يبزغ القمر بالألوان
- تداعيات فضيحة وزير العلوم والأبحاث التقنية الإيراني
- حينما يكون الحزن مهْرباً


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الانزلاق نحو الحرب الطائفية الاهلية