أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - نبوءة بحيرة الفكر في أحلام اليقظة القسم الثالث















المزيد.....

نبوءة بحيرة الفكر في أحلام اليقظة القسم الثالث


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 20:13
المحور: الادب والفن
    


أصوات اليقظة في الحلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصوت يدور على الجدران
يأتي من نقلة كلمة
العوم بلا قفازات
هل هي دراما؟ أم ضحك موهوم !
أو دوران في عرفٍ مسنون !
الدار على مقربةٍ من نافذةٍ ظللها غيم البحرِ/ وتدلى الناقوس على خط السفر المبهم/ لا أسفار بهذا التزوير بفن الرحلات/ لا رحلات على وجهٍ مأزوم/ الدار على المشوار بلا مخرج/ والدار بلا أنوارٍ قد تحرق/ لا نيران على البحر سوى الأضواء/ سفنٌ مبهمةٌ تأتي بالنيران/ سفنٌ مبهمةٌ آتية في المفرق/ سفنٌ معتمةٌ فيها المارينيز/ سفنٌ ترسو في الصحراء الخلفية/ وتزوغ كما النمل الأصفر/ قال الرجل الباقي فوق التلِ
ــــ لا ادري عن فردوسي، نخلُ يرشف ماء الجدول، وجداول من ألبانٍ وخمور، من عسلٍ ومعاصر من تمرٍ خستاوي، ونساء الفطرة من كل نواحي العالم ، أحلى نساء، كالشهد المعمول من الأعناب، يُسْكر وَيُسكرْ، يتجول في الأعصاب، لي وقفة داعي، لي نظرة نائي، لي لمسة معطوب، المارينيز على الأبواب، كطيور الجنّة!! من يفهم صوت البلبل، من يعرفْ لغة الطير، من يسمع صوت الريح تئن على أنغام البحر، وعلى ألحان الجبل العاصي، من يركب أسراج غزال الرنة.
قال الرجل الحالم في عين الذئب.
ـــ من يدري حتى يقبل بالبهجة، ويزيح الهوس النابت في النجس، فتعال معي نسهر قرب الشجرة، نتذوق زيت الزيتون، وشفاهاً ندهنها حتى تبقى كالتين طريةْ.
قال الطفل
ـــ كيف هو الزيتون؟ ، كيف هو التين؟ كيف الزيت يرطب أفواه الناس؟
قام الصوفي الجالس قرب القارورة / بهدوءٍ أمسك رأس الطفل/ وتنحنح/ وتمسح في ظل العمق المتناهي للأسفل، قال
ـــ أخرافة هذا العمق! الطفل سليل الحب الإنساني، كيف يكون على الحائط مقلوباً، صوت
القربان القادم في التاريخ، ليلٌ تعبانٌ من سهر البقالين، من صومعة المحنة، المحنة في البال طويلة، المحنة من أسفارٍ شُبه إلهية، أسفارُ تعيد العقرب للجحر، تتهيأ للقفز، وبلا صوتٍ، إلا صوت الريح المقلوبة، الريح قياساً في السرعة، السرعة مقياس الزمن الماضي، الماضي الحاضر في دهليزٍ مسبوق، لا تأتي الفرصة إلا تأتي فرصة، تتوالى فرص التعبير، ومصادفةٌ تصبح في التعبير ضرورة، إن لم تستخدم فن الفرصة ضاعتْ فرصةْ، فتضيع الطرق المحصورة، من يقبل أن يرجع خطوة نحو الجبِ؟
صمت الصوفي على حضن الطفل الجالس قرب الحائط/ وبكى حتى بلل أطراف الأرض/ وبكى الطفل من الضحك لعارض دغدغهُ/ الأرض بكاء يسقيها/ الأرض لا تزفر في الحي سوى أصوات صفير/ يونس جاء الفترة، أنكر إن كان على رأس الحوت/ قال بلا ذاكرةٍ
ـــ الحوت على مقربةٍ من قطبٍ منسي، القطب الثلجي على مقربةٍ من بركان صامت، الصمت على نسبية وقتٍ مرهونٍ للفرصة.
فبكى الصوفي نجوماً من فرط الألم الإنساني/ نادم حزناً مرسوماً في لوحات الفنانين.
يونس ترك الدنيا/ غاب على مقربة من أور/ ثم تعالى التنور/ استيقظ ولهاناً في الموصل/ غاب على مقربةٍ من سور/ ولهذا الأطفال على بابٍ من قصديرٍ يتخفون وجوه القوم المُرّةْ/ في اللحظات نساء البيع على أبواب السلطان الأطرش/ ويسابقن العثرة/ تتسابق في صمتٍ أممٌ نحو المرعى/ تَنْشدّ براري ليغني عبد السخرة في المنفى.
قال الصوفي
ـــ ضاع الحق وبان الباطل كالحقِ
قال الطفلُ ـــ عجيب
قالت امرأةٌ قرب السور
ـــ الحق يضيع بلا معنى، الحق قلائد للعنق، الحق شعارات في أوبرا سرية.
قال الصوفي
ـــ في حضن المرأة قاموس الكلمات، قاموس الظلِ، قاموس الفن المسحور، الحق القاموسْ طير الرخ الأسطوري قاموس، ما من أحداً في الدار وقال الحق مطالب بالردحِ، إلا أدخل فيه الناموس وحوله قاموس، القتل قوانين السراق، الشعب المأقوت على القوت، أن يقتل في الفن المبهم، قانونٌ يسبي ويشرع معنى الأموات، وسلاح القتل على البيت يريد المعمورةْ، المعمورةُ جاثمةٌ أن تلهث بالتسبيح على السادةْ.
كان الصوفي في نصف الباب يغني/ للنفس البشرية/ ويطالب قتل الذات/ ويقول القول بلا حركاتٍ مفتعلةْ/ العالم بؤرة من تنقيط/ حزمة أوراق التنقيط بلا رأسٍ أو ناموس/ ونقاطٌ تعني الإفلاس من الأفكار.
قالت صاحبة الحق تراعي الطفل الممتد قرب الباب
ـــ الوحش سيأتي، لن يخجل من عارٍ، العري جديد الأنماط، يا طفلي يا رب الفقر وجوع البشرية، لن تنجو أنت الرأس، كيف نجاة الإنسان بدون الرأس، كيف نجاة العقل ورأس التنقيط على الثالوث القاموس؟
قال الطفل النائم في حضن المرأة
ـــ قالوا في " الهوسات " الحرب الزاد اليومي، ورصاصٌ أحمرْ يتغير نحو اللون الداكن، العالم يبدو قارورة، الزيت يغطي الأرض، ما من مسؤولٍ عن هذي البيئة؟ يسأل عن هوس الطوفان، الزيت الشحم الزائد، غسل الجذر واصل الأشجار.
مازال الدوران يلف على الأسوار ويجعل من ميلاد الأولاد نذوراً/ قربان الذبح على الألوان/ يونس يحمي البيئة في دهليز الحوت/ من رائحة الأرض/ من رائحة الأنهار/ من رائحة الشجر الباسق ظله فوق الأجساد/ من رائحة الأمطار/ من نور الشمس الباسط فوق الغيم/ من رائحة الإنسان التعبان/ عرقٌ بين مفاصلهِ/ ملحٌ فوق مدامعهِ/ من يمنع هذا الوصل القاموس/ ما بين التاريخ ويونس في اللوحة/ لوحة موسى تحجب فوق صليب الصلب/ والا كيف مشى عيسى فوق البحر الميت/ قال لهُ لتكن سمكة/ لتكن اسماك وردية/ وبهاء التتويج لمريم..
قال الطفل
ـــ وصليب البحر على الأكتاف
قالت حسناء الشاطئ
ـــ الصلب طريق التكبير
قال الرجل القادم من ركنٍ نائي..
ـــ جهراً من يمنع هذا الذئب المتشبع بالأمثال؟
قال الصوفي
ـــ الجثة إن صلبتْ قبل العرف القانوني، فهي سراب، والشاهد محمي في سوق الناموس، ونخاسة في البيع تشيع الربان، وسفينة في عرض البحر تشاهدها الحيتان، يونس في البحر وفي اليابسة، لم يأت ليغني، بل ليقول الحوت العالم مملوء بالصلبان، من أين الإفلات؟ أطريقٌ أم نفقٌ مقفول بالحسرات، شيء في المقفول، وقرابتنا أم شيء ينفي صلة الدمْ المنشورة في الساحات؟ .
لم تبدأ رحلات الإنفاق/ وتحلت بالليل وظلام الأجساد/ لم تأت صوب الحاضر إلا الآهات/ وأطلت ْ أبواق الحشر بلا كللٍ وبلا مللٍ كي تحسم فن التقسيم/ التقسيم سيبقى يحفر ذاكرة الأجيال/ التقسيم المر على الإنسان/ لا يبقى البحر وحيدأ إلا في التقسيم/ والأرض ستبقى محكومة بالتقسيم/ كانت أمواج العثرات بلا إحساس/ الناس الغرباء، الناس الأجناس/ تتفتتْ فيهم هذرات الأرض/ تزرع فيهم أشواك الصبير/ هذرات الأرض على الماضي جاءتْ تتسابق للحاضر/ من ينسى تلك الموجات؟ وقوانين النهب على شكل حضارات غربية/ الشرق ينام ويصحو في الهبة/ من ينسى القتل على الألوان؟.. من ينسى صوت الأرض؟ ومنازل محظورة بلا أرحام/ دوران الوضع على الأبدان/ الدوران على الثالوث/ الأسوار على البحر بلا أبواب/ البحر ينام الفرجة يأتي قبل غيوم الصيف.
قال الرجل
ـــ الذئب على الأبواب بأثواب نعاج القرية، الذئب المتخفي في الناسك كذباً
سألتْ حسناء الشاطئ
ـــ هل في القرية ساحات للذبحة
قاطعها الطفل
ـــ كل القطعان لها ساحة، والساحة لا تملك بوابات مفتوحة، التاريخ الشاهد يتذكر رمضان القومية.
أبواب الحكمة أن تبقى تنتظر الفتح/ الفتح سلاسل من أقوامٍ دخلت باب الحكمة فانهارت سطوتهم بالمعرفة/ ما من شقٍ إلا يفتح للاستقبال/ قالت كتبٌ ما معنى القول المكتوب على الجدران الصخرية؟ أهي رسوم أم عَرّافات لغوية؟ الخط المسماري يقول القانون/ قال الحكمة/ قال التاريخ/ قال الموت الخالد/ قال طريق للسحر بلا ساحر/ هم كانوا في المركب/ الصيد لهم قوة/ هم رحلوا نحو مغيب الشمس/ قالوا بخرافياتٍ مسحورة/ طلسم اللغز الماثل قرب المحكمة الفكرية، الفكر رموز الكون/ أعطى الحكمة أعرافاً/ وتوصل أن الرعب المبني بالعنف سلالات الجشع الطبقي، طبقاتٌ أعلى تأكل أصناف الطبقات الأخرى/ يتحكم فيها قانون القوة، يسرق من أفواه الناس الخبز/ في الدوران.
قال الصوفي للحارس
ـــ كن يقظاً، فعلامات الساعة آتية ، الساعة من يخرج للساحة، يصرخ بالخبز تعال.
قال الرجل
ـــ الطفل هو الحارس
قال الطفل
ـــ المرأة تحرسنا
المرأة قالت
ـــ الكل سيسعى
قال الصوت المخفي في السر/ الرؤيا إلزام فكري/ الرؤيا قاموس المعرفة/ الرؤيا شجرات الظل إلى الأثمار/ لا تأتي رؤيا دون التفسير/ التفسير يعني التغيير/ لا تفسير بدوت التغيير/ التغير الحتمي في الماضي نحو الحاضر/ التغيير سيفرج عن رؤيا المستقبل.
كان الناس على مقربةٍ من بيت الدوران/ شرعوا أرتالاً يسعون إلى المنبع/ كل الخلق حفاة وعراة إلا من ورق التوت/ أعينهم زرعت في يافوخ الرأس/ لا تبصر في أرضٍ مالحة/ بل تبصر تحت سماءٍ زرقاء/ دَقَ الناقوس الحاسم في أمر الخلقِ/ من منكمْ عرف المعنى؟ عرف المعنى ببحيراتٍ من أحلامٍ ترسم خط اليقظة / اليقظة تخطف عار الغفلةْ
يتبع



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوءة بحيرة الفكر في أحلام اليقظة القسم الثاني
- نبوءة بحيرة الفكر في أحلام اليقظة 1
- الإسلام السياسي والتغيرات على الساحة السياسية/ 3
- الإسلام السياسي والتغيرات على الساحة السياسية / القسم الثاني
- الإسلام السياسي والتغيرات على الساحة السياسية
- حينما يبزغ القمر بالألوان
- تداعيات فضيحة وزير العلوم والأبحاث التقنية الإيراني
- حينما يكون الحزن مهْرباً
- أحزاب الإسلام السياسي وتطبيق الشريعة الإسلامية
- المطالب الجماهيرية المشروعة ومسؤولية رئيس الوزراء نوري المال ...
- دور الإعلام العراقي ما بعد 2003
- سيدتي خريف عمرك المرئي
- زمن كان مأزوماً بالفقاعات
- تهمة الإرهاب جاهزة كتهمة الشيوعية في العهود السابقة
- إعادة ترتيب الحر وف
- الاعتداء والعنف ضد المرأة والحجاب المدفوع الثمن
- الأمطار والمياه الثقيلة أغرقت بغداد يا حضرة رئيس الوزراء
- متى يتوقف تردي الأوضاع في ظل حكومة نوري المالكي؟
- معاداة الثقافة والفنون والإعلام بذريعة الشريعة الإسلامية
- دستور الإخوان عودة للاستحواذ والدكتاتورية


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - نبوءة بحيرة الفكر في أحلام اليقظة القسم الثالث