أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - حينما يبزغ القمر بالألوان














المزيد.....

حينما يبزغ القمر بالألوان


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3995 - 2013 / 2 / 6 - 13:26
المحور: الادب والفن
    


أحياناً..
يصدح قلبي
مثل البلبل
لا اكتم أني أبقى
ابحث عن لحنٍ يفرح كل قلوب الناس
***
أحياناً..
أتسلق في صمتٍ
عنوان البيت المركون على برواز اللوحة
ألمس طيفاً
يهرب من قمرٍ ناحل
قمرٌ يتحرى عن أقدام عرجاء
قمرٌ نوري
يرجف في صوت مذيعة تلفزيون شقراء
تلفظ حرف الراء خواء
تتغنج كالقطة في وجه القط
***
أحياناً..
أنوح مثل كمان مصروع
وأئن كنايٍ مصدوع
أو قيثار يصدح صوت الريح القادم
من عمق تلال العمرِ
ترشقني أضواء القمر النصفي
فأشيع بلا رأفة
كي أبقى في دائرة المفقودين
أسجن نفسي
وأشحُ كما عين الماء
يسقط فيها حجرٌ أسود
فأرى صوراً فيها امرأة تركض خلفي
خلف الظلِ
تبحث في الظل عن الإطلال
***
أحياناً..
أتقاسم نور القمر الفضي
من خلف الشباك
فأراه على السور يصارع كي يبقى
يبقى ومضاً
يتأنى بالقولِ
قدمٌ واحدة لا توفي
يدفعه ظل السور إلى الأسفل
يتدحرج
مكسور الخاطر
***
أحياناً..
أتذكر أمي
من خلف زجاج النافذة
شاحبة الخدين
تلعب في الثلج
الغمازات على خديها
تتراقص كالمصباح السحري
في ليلٍ مظلم
يتفطر قلبي للقمر المخفي خلف جدار البيت الآخر
لو كان هنا
يغسل اذرعها
لفرحت وانْ كان قليل الومض
***
أحياناً..
أتمشى قرب الغابة
أتلمس أشجار الشوح الباسق ظله
فوق بيوت النمل
أتفيأ تحت غصون الصفصاف
اقعد كالصوفي المتوحد بالقرب من الأزهار البرية
أتطلع في حب جارفٍ في مملكة النمل
النمل المتواجد صفاً صفاً.
جيشٌ جرار
يحمل قوت الأيام القادمة
يا نمل الغابة المسكونة بالأرواح
أترى أشجار الصبار الباسق فوق تلال الأوراق
أترى شجر الدردار على الأنهار
أسرع فغداً يأتي الثلج
وغداً سيغيب القمر الأعرج خلف غيوم مزدحمة
***
أحياناً..
اركض مثل حصان عَمر حقباً
أتعثر في ركضي
اسمع صوت لهاتي
مثل بخار الماء الصاعد من فتحات
الأرض البركانية
وأنا اخرج منكفئاً
من مضمار الركض
***
أحياناً..
أجلس منتبهاً
لزوارق نهرية
فتياتٌ يرقصن بلا ستيانات
ويلوحن بأيديهن
ذبذبة الأصوات ارددها في زهوٍ
أترنح من شوقٍ ..
ثملٌ لا من خمرة
وطيور النورس تتسابق نحو الشاطئ
ما السر؟
وطيور النورس تهبط في غفلةِ وقتٍ تتسرب منه الأيدي..
يتدربن على مسك الفتيان
استغربْ لم لا تأت
فتياتٌ موسوماتٌ يتجاذبن الأنظار
يجلسن إلى جنبي
بالنظرات يكسدن الشيب القابع فوق الشفتين
الشيب القادم من زمنٍ عائم
***
أحياناً..
احزن من تكرار الأحلام
حلم عن أمي وأبي
لكن حلمي الأكثر حزناً
ابني ظافر
فانا مع نفسي
ما زلت اردد كل مقاطع أغنية كان يغنيها
لن اكشف عنها
خوفاً من أنْ أجرح مَنْ أجرح
***
أحياناً..
أجلس وحدي
ارسم في ذهني
صوراً
تأخذني، في رحلاتٍ يومية
تعبر بي أطراف الثلج وأطرف الغابات
وأطراف الصحراء
وحنين الأنهر يدفعني للوجدِ
تتداخل في ذهني،
كل حكايات الماضي عن بغداد
عن دجلة
عن جلساتٍ كانت تحفل بالناس
لم نجلس يوماً في العتمة
حتى جاء الخناس إلى الشاطئ
كان القمر الشاحبْ يتراجع خلف الجيش الشعبي
خلف مقرات الحزب الوسواس القائد بالسيفِ
كانت صورة القائد في الغفلةْ
في كل مكان!!
خلف عيون العسس الحزبيين
فتوارينا.. نبحث عن قمر آخر
حتى لو كان من الأقمار العرجاء
***
أحياناَ..
يبزغ في الجمع الواقف عند الطابور
قمرٌ بالألوان
يتدلى من خلف السور
فنراه كقرص الشمس
ونغنيه بصوت الشجن المحبوس
يا قمراً أرسل ومضاً
لنتابع جلستنا
خلف السور المخفي
يا قمراً نحن على العهد الأول
ما زلنا في النور
رغم ضجيج الظلمة
يا قمراً صار شحيحاً في الغربة
ستكون على مقربة من ارض الميعاد
ستكون بألوان عدة
بداية 2013
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات فضيحة وزير العلوم والأبحاث التقنية الإيراني
- حينما يكون الحزن مهْرباً
- أحزاب الإسلام السياسي وتطبيق الشريعة الإسلامية
- المطالب الجماهيرية المشروعة ومسؤولية رئيس الوزراء نوري المال ...
- دور الإعلام العراقي ما بعد 2003
- سيدتي خريف عمرك المرئي
- زمن كان مأزوماً بالفقاعات
- تهمة الإرهاب جاهزة كتهمة الشيوعية في العهود السابقة
- إعادة ترتيب الحر وف
- الاعتداء والعنف ضد المرأة والحجاب المدفوع الثمن
- الأمطار والمياه الثقيلة أغرقت بغداد يا حضرة رئيس الوزراء
- متى يتوقف تردي الأوضاع في ظل حكومة نوري المالكي؟
- معاداة الثقافة والفنون والإعلام بذريعة الشريعة الإسلامية
- دستور الإخوان عودة للاستحواذ والدكتاتورية
- وعلمتُ الصبر من نفسي
- تهانينا فالعراق في المرتبة الثالثة في قائمة الدول الأكثر فسا ...
- بعد الدستور حرية الإعلام المصري في دائرة السواد
- تداعيات الفتنة الطائفية في العراق
- الصراع حول الدستور والدولة المدنية في مصر
- مشروع لقتل الأطفال في الحرب


المزيد.....




- شوقي عبد الأمير: اللغة العربية هي الحصن الأخير لحماية الوجود ...
- ماذا يعني انتقال بث حفل الأوسكار إلى يوتيوب؟
- جليل إبراهيم المندلاوي: بقايا اعتذار
- مهرجان الرياض للمسرح يقدّم «اللوحة الثالثة» ويقيم أمسية لمحم ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- اللغة العربية.. هل هي في خطر أم تتطور؟
- بعد أكثر من 70 عاما.. الأوسكار يغادر التلفزيون إلى يوتيوب
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: بين الأمس واليوم.. عن فيلم -الس ...
- الجامعة العربية: اللغة العربية قوة ناعمة لا تشيخ وحصن يحمي ه ...
- تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والاداب في احتفالي ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - حينما يبزغ القمر بالألوان