أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - وديعة الأجيال الكبرى














المزيد.....

وديعة الأجيال الكبرى


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


دأب الفرد، منذ بدايات نضوج حالة الوعي لديه، ضمن إطار المنظومة الأخلاقية، بثابتها المتحول في بعضه، ومتحولها الذي هو مشروع ثبات، كجزء من ثقافته- وهي في التالي ثقافة المجتمع من حوله- على الحفاظ على التزامه بالكثير من الأُخطوطات التي يضعها لنفسه، أوهي موضوعة-في الأصل- بحكم العادات أو القوانين أو الأعراف، فلا يسمح لنفسه بتجاوزها، بل يجهد للالتزام بها، وإن كان ذلك على حساب راحته، وطمأنينته، وأمنه، ومنفعته، بل إنه يتمثل هاتيك الإشارات في سلوكه اليومي، وقد يذهب أبعد من ذلك، من خلال المساهمة في نشرها، بدءاً من إطار أسرته، ومروراً بمحيطه الضيق، وانتهاء بالمحيط العام، وذلك تبعاً لموقعه، ومدى نجاعة أدوات ترجمته التي يعتمدها.

وما قد يقال، هنا، عن الفرد، فإنه ليقال في الوقت ذاته، عن المؤسسة والمجتمع، حيث استطاع بعض هذه القيم أن يحصن ذاته، إما عبر قوننته، أو عبر تشكيله التابوات التي لا يمكن اختراقها، في ظل رقابة الآخرين لما يتم في حدود الدوائر المتاحة، وهو ماله أثره المهم في حياة الناس، لاسيما عندما ترتبط بمصالحهم، وأمنهم، وحياتهم، ومستقبلهم..!.

ولئلا نشطح هنا بعيداً، ويكون الحديث غارقاً في التنظير، أو حتى الجدف، فإنه علينا أن ندرك حقيقة تعاظم المسؤولية الأخلاقية، في أعناقنا جميعاً تجاه أنفسنا، ومن يعيشون ضمن عماراتنا الكونية، حيث أنه من اللزام علينا تحمل الأعباء المترتبة، على أي منا، من أجل وضع حد لآلام جيراننا في هذا البيت الواحد، سواء أكان على صعيد الموقف الأخلاقي، النظري، أو حتى عبر ترجمته بالوقوف إلى جانب هؤلاء بما يمكننا لمنع اندياح دائرة الدم، والقتل، ما استطعنا، لاسيما وأننا في زمن بات للخطاب قوة الرصاصة، في ما إذا استخدم على الوجه الأمثل، وهو من عداد أولى المهمات الملقاة على كاهل المثقف، في مواجهة الصور الإلكترونية، الغارقة في استفزازها، وكريات دماء الأطفال، والشيوخ، والنساء، في أشدّ أماكن التوتر والخطر التي تحصد أرواح الأبرياء، وتدمر عنواناتهم في خريطة العالم الكبير.

وبدهيٌّ، أن الكاتب سيظل أمام مساءلة أخلاقية، لامناص منها البتة، كي يجيب على سؤال ملح، لا يزال يطرح عليه، بصوت مدو:"ترى ما الذي تفعله من أجل أمثال هؤلاء؟"، لاسيما في الوقت الذي يتم فيه سقوط أي تنظير أو فلسفة، تسويغيين، مادام هدير الموت، وصفارة إنذار الخطر متواصلين، لأن هناك-في الحقيقة-ثمة وديعة يسلمها كل جيل للآخر الذي يليه، تظهر أثره، وموقفه، مما كان يجري من حوله، وهو ما ينطبق حتى على هؤلاء الذين ينشرون الدمار، والموت الزؤام، حيث أن هناك وديعة، يسلمونها، بأيديهم إلى أبنائهم من بعدهم، فيها خلاصة ما قاموا به، عبر الخط البياني في حياة كل منهم على حدة.

أجل، إن تلك الوديعة التي كان من الممكن ألا يكون لها من أثر كبير، خارج حدود الزَّمكان، في ظل ظروف مراحل سابقة، باتت الآن، في عصر التوثيق، وتحول العالم، مترامي الأطراف إلى مجرد أسرة واحدة، وبيت واحد، باتت في مرأى جميع سكان آل هذا البيت الواحد، وما على كل فرد من أبنائه، إلا وأن يحقق شرطه الآدمي، ويرضي ضميره، ويكفل وصول صورته، في أحسن حال، إلى أبنائه، وأحفاده، حيث أن مثل هذا الحرص، وحده، لكفيل ياستمرار معادلة الحياة، حياة سيد الكون، الإنسان، الأعظم على الإطلاق...!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد مع صديقي الكاتب..!؟.
- أبي، والقلم، والبارودة، وعيد الصحافة
- الأصدعاء وسوريا التي تصلب كل يوم
- الكتاب سفيراً فوق العادة:
- فصل لم ينته من- كراسة الحكمة-
- ذاكرة -غوغل-
- دستورالكاتب
- المثقف الكردي الريادي ورهانه الأكبر..!
- الكاتبُ والهمُّ اليوميُّ..
- أولويات الكتابة
- خطاب القيم العليا
- قصيدة بلون الحياة
- التجربة والإبداع الأدبي
- النص المفتوح
- جمالية الفكرة
- بيبلوغرافيا الكاتب
- أسئلة أبي العلاء المعري الكبرى
- على عتبة العام الثالث للثورة السورية:ثلاثية المثقف/ الثورة/ ...
- ثورة الصورة الضوئية
- ثقافة الاعتذار


المزيد.....




- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - وديعة الأجيال الكبرى