أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - هكذا قلنا سابقا -- ماذا لو كان الجيش العراقي في ميدان التحرير المصري --















المزيد.....

هكذا قلنا سابقا -- ماذا لو كان الجيش العراقي في ميدان التحرير المصري --


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد شاهد الكل بأم عينية من شاشات القنوات الفضائية كم كان الجيش المصري بوحداته وتشكيلاته رائعا في تعامله مع ثوار مصر وشبابها الهائج في ميدان التحرير .
ووصل أحرار الثوار إلى اعتلاء قمم المدرعات والوقوف على أبراج الدبابات وتقبيل طواقمها ونثر الورود على رؤوس أفرادها .
ولم تطلق مواسير هذا الجيش ولو مفرقعة هوائية لرعب اؤلئك الثوار بل وقف قادته في منتصف صفوف الثوار يستمعون لشعارات الثورة ويعلنون تضامنهم معها.
وبما إنني لست مثقف سلطة لأجعل من الوهم حقيقة وأتقول عكس الواقع وارسم صورا بلون باهت في فراغ خالي في حيز المقارنة لو كان الواقف في ميدان التحرير وحدات من الجيش العراقي .
فمن المعروف تاريخيا إن هذا الجيش كان سبب مأساة العراقيين في أكثر عصورهم منذ لحظة تأسيسه من اجل حماية السلطة الملكية والوقوف بوجه العشائر الثائرة ضد بريطانيا التي وجدت أخيرا في تأسيس جيش عراقي يحمل اسما مقدسا ليكون له تأثيرا "كارزميا" ضد كل العشائر الشيعية المنتفضة في الجنوب ضد السلطة الملكية فكان اسم الإمام الشيعي السابع موسى الكاظم ليس حبا بهذا الإمام بل من اجل تلك الغايات الخبيثة.ومن لحظة البدء بقوانين التجنيد الإلزامي في عام 1936 ليصبح الجيش كابوسا مرعبا ومقبرة يسكن فيها فقراء العراقيين الذين أصبحوا من تلك اللحظة عبيدا مجانيا في ثكنات ذلك الجيش وظهر مصطلح "الفرار" تلك الكلمة التي يعرفها العراقيون جيدا وتعني الهاربين من الخدمة العسكرية وجحيمها الذي لا يطاق .
وابتدع هؤلاء الفقراء ألافا من الحيل والخدع للتهرب من تلك الخدمة كأن يكون المكلف معيلا لعدة بنات " فتيات " لتكون سببا في إعفائه من تلك الخدمة بقوانين ذلك الزمن .

ولم يمنع أسمة المصبوغ بالقداسة من تورطه بقمع تلك العشائر الثائرة بوحشية مفرطة حين تمردت على حكومة الملك المستورد .
ويذكره التاريخ بخزي أنة قام بإبادة المكونات العراقية قبل غيرها من الأعداء الطامعين بأرض العراق فقام في بداية تأسيسه بقتل الأثوريين يوم ثورتهم قبل الحرب العالمية الثانية
ثم اتبعهم بإبادة العنصر الكردي في حرب دموية استمرت زهاء نصف قرن تفنن فيها هذا الجيش بالقتل والتهجير واغتصاب النساء حتى وصل الأمر ببعض قياداته إلى بيع الفتيات الكرديات إلى بعض الدول .
ولم تسلم القوى الوطنية من قمع هذا الجيش ومجازره بعد انقلاب شباط الدموي فاندفعت وحداته ومرتزقة بقتل كل القوى الوطنية وإبادة قوى اليسار الشيوعي بوحشية تامة ودفنهم في مقابر جماعية لازالت مجهولة إلى الآن
واستمرت عجلة الجيش العراقي بالقتل لكل من يفكر بالحرية والخلاص من نير الدكتاتورية وأصبح هذا الجيش سدا في وجه كل محاولات الخلاص من النظم الدكتاتورية .
وظل هذا الجيش على طول تاريخه الأسود مفرغا من كل إرادة وطنية وتفكير حر كمؤسسة مستقلة بذاتها بل هو أشبة بالمطية يركبة من يتسلم مقاليد السلطة في دهاليز بغداد ليسيرة على هواة
. ولم تتسم وحدات وضباط هذا الجيش بالكفاءة المهنية بل إن اغلب ضباطه وقياداته كانت تخضع لرغبات نظام الحكم وأهوائه .
فكان ضباطه الأوائل من أبناء شيوخ العشائر الأميين الموالين للنظام الملكي وأصبحوا بعد ذلك من أتباع وأقرباء الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة .
. وبيعت اغلب رتبة العسكرية بنظام الرشوة فكان فاغلب قادة الألوية والفرق والفيالق من الأميين والأغبياء والفاشلين في المدارس من المقربين للحزب الحاكم أو من المنتظمين في تنظيمات ميليشياته الوحشية
. ولم يشهد التاريخ لضباطه بالكفاءة المهنية مثل ما شهد التاريخ لغيرة من الجيوش المحترفة كالجيش الألماني والإسرائيلي وحتى المصري ولم يبرز فيه قادة وطنيين باستثناء الرمز الوطني الخالد عبد الكريم قاسم
. وأصبحت رتبة المزورة مودة للتباهي يستعرض بها الأغبياء الأميين من ضباطه على عموم الشعب .
ولم يحقق هذا الجيش أي انتصار تاريخي يتباهى بة في تاريخ العراق على أي عدو وغاز لهذه الأرض بل كانت كل معاركة عبارة عن سلسلة من الهزائم والنكبات
ولم يتجرع تاريخ كل جيوش الأرض هزائم مرة ومنكرة مثل ما شهد تاريخ هذا الجيش
ففر اغلب ضباطه وقادته فرار العبيد أمام المارينز في حرب تحرير الكويت وديست رتبة العسكرية بأحذية مشاة البحرية في حرب فتح العراق .
ولم يدون التاريخ لهذا الجيش بفخر الدفاع عن شعب العراق وترابه مثل ما دافع جيش الدفاع الإسرائيلي عن أبناء وأحفاد داوود بل كان العكس هو الصحيح فقتل الجيش العراقي من العراقيين أكثر مما قتلت كل وحدات جيش الدفاع من الفلسطينيين طيلة مسيرته الملطخة بالموت والخزي والعار.
ولم تخلص من شروره حتى البلاد المجاورة للعراق حين اندفعت تشكيلاته في يوم اسود لتدمير الكويت وتفننت تشكيلاته في قتل الكويتيين وطالت السرقات بيوتهم الشخصية
وبيع طابوق بيوت الكويتين في أسواق العراق مثلما سرق تشكيلاته ووحداته بيوت العراقيون أنفسهم في حملات التفتيش والدهم والبحث عن المطلوبين ويتباهى بعض أفراده بتلك السرقات جهارا وعلنا .
ولا يزال هذا الجيش مكروها لكل العراقيين لأنهم يرون في صورته القبيحة كل ماسيهم في تاريخه الأسود .
ولم يتخلص هذا الجيش من شكله القبيح حتى بعد انهيار البعث وحل كل قطعاته وإعادة تأهيله بخبراء وجنرالات العم سام من جديد لتعليم ضباطه و منتسبية حقوق الإنسان ومعنى الحضارة .
لذلك كانت السيطرة على مقاليد هذا الجيش تعني السيطرة على أنفاس العراقيين وثرواتهم ولو كانت تشكيلات هذا الجيش مكان الجيش المصري في ميدان التحرير مواجها لهذه الجموع الثائرة المطالبة برحيل لصوص الحكام وسارقي قوت الشعب وثرواته و تطالبهم بالتالي بترك البلاد لما توانت تشكيلات هذا الجيش ووحداته عن إباداتهم بالكامل وذبحهم في يوم قيامة مهول .
ولما تردد قائد هذا الجيش من إصدار أمر الإبادة والتنكيل بهم في مجزرة مريعة بيوم احمر ولسحقت مدرعاته أجسادهم النبيلة وهرست مجنزرات دباباته لحوم الثائرين بإسفلت الشارع وداست أقدام جنوده صدورهم الدامية واخذ الرصاص منهم كل مأخذ .
فشتان ثم شتان بين من قامت وحداته بعبور "بارليف" ولازالت تفتخر بيوم العبور الخالد وقادته وبين من أضاع كل تاريخه و رموزه وأيام ثوراته الوطنية .


جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذنبك يا أم كاظم انك -عراقية -
- اعتذارا للتاريخ.. ..اعتذارا لمعاوية ابن أبي سفيان
- بمناسبة ال9 من نيسان . كان الأفضل للعراق وأهلة أن يتحول إلى ...
- ماذا لو حكم الشيوعيون العراق ؟
- أبرامز : حررتنا من فكر العمامة قبل قيد البعث
- ماذا سيجد المثقفون العرب في عاصمة الثقافة ؟
- من لينين إلى هوغو شافيز . اؤلئك صحبي فجئني بمثلهم .. إن جمعت ...
- غياب الطبقة والمؤسسة في الديمقراطية العراقية = انتخابات برقص ...
- وستعتنقين الإلحاد بالضرورة يا صغيرتي الحلوة - اليانور-
- أكاذيب خروتشوف ج 2
- أكاذيب خروشوف ... ج 1مهداة الى الرفيق النمري
- اشهد انك الولي . النقي الموعود المنتظر يا عبد الكريم قاسم
- النقطة الرابعة ... .... إلى رفاقي الأعزاء هكذا نطق الحلم يوم ...
- أين هو الوطن أولا .. قبل أن نبدأ بتشجيع منتخب الوطن ؟
- كيف نفهم الجدل الماركسي في -اللخبطة- العراقية ؟
- لماذا تفصل الدول المتقدمة الدين عن الدولة في أراضيها وتنمية ...
- الفقاعة : في ثقافة السلطة العراقية
- مقترح لحل الأزمة الحالية: ربط القضاء العراقي بمنظمة الأمم ال ...
- رأينا تاريخنا ضحكنا فقلنا :- مازلنا نعيش العصر البربري
- رفيقنا النمري : ألا يكفيك إننا نكفيك الرفقة


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - هكذا قلنا سابقا -- ماذا لو كان الجيش العراقي في ميدان التحرير المصري --