أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - إحتباس سياسي أم إحتباس ثقافي؟














المزيد.....

إحتباس سياسي أم إحتباس ثقافي؟


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إحتباس سياسي أم إحتباس ثقافي؟
(دعوة للحوار)
سامي البدري/ روائي وصحفي عراقي
أشرت مرحلة ما بعد ربيع الثورات العربية حالة النكوص الفكري التي تعيشها المجتمعات العربية، والتي تعود أسبابها إلى غياب المشروع الثقافي من حياة هذه المجتمعات.
ورغم أننا نعرف أن المشاريع الثقافية، في حياة الشعوب والبلدان، تأتي كنتاج لعملية تطور ونهضة حضاريين غابت عن حياة المجتمعات العربية منذ أفول الحضارة العربية الإسلامية وسقوط بغداد، كعاصمة لدولة الحضارة العربية على يد هولاكو، إلا أن ما نريد أن نلاحقه هنا هو غياب الوعي والجهد العملي المنظم في العمل على تأسيس المشاريع الثقافية في حياة المجتمعات العربية، على مستوى الأفراد والمؤسسات على حد سواء، وهذا ما إتضحت أنصع صوره في حالة التخبط التي عاشتها دول الربيع العربي، سياسيا وإجتماعيا وتنظيميا، عقب إطاحتها بعروش طغاتها وجلاديها.. فهذه الدول ـ وسأضيف إليها العراق هنا تجاوزا ـ أثبتت أنها تعيش مرحلة طفولة سياسية سببها غياب الوعي الحضاري ومرتكزاته الفكرية والثقافية عن بنى أذهان وقواعد سلوك جميع من تصدوا لقيادة العمل السياسي في مراحلها الإنتقالية، بتحوليهم ـ وهذه هي الظاهرة الأعم ـ جهد بناء الدولة الجديدة المنوط بهم إلى مجرد نزاع على المناصب ولهاث خلف المصالح الشخصية والفئوية.
يحضرني هنا مثال بسيط، ولكنه كبير الدلالة، من حياة المجتمع الألماني بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية وتسيير وزارة النل فيها لأول سبع حافلات للنل العام في شوارع برلين، فقد هجم الركاب على تلك الحافلات متغالبين على الحصول على مقاعدها بفوضى غريبة عن ثافة المجتمع الألماني فما كان من أحد المواطنين إلا أن صعد إلى سف أحد تلك الحافلات ليقول للمتدافعين (لقد خسرنا حربا وهذا لا يعني أن نخسر ثقافتنا وقواعد سلوكنا الحضارية) فما كان من المتدافعين إلا الإنتظام في طابور إنتظار أدوارهم في الركوب بكل حضارية وأناقة وشعور بالمسؤولية... وهذا ما أعنيه بالوعي الثقافي الذي تؤسس عليه وتبنى حضارات الأمم... ولكن لولا وجود المشروع الثقافي، الركيزة الأساسية في البناء الحضاري، في حياة المجتمع الألماني لما أمتثل لنداء ذلك المواطن ربما أكثر من إثنين ومداراة لا عن قناعة، كما يحصل في حياة مجتمعاتنا العربية.
إذا، ووفق هذه الرؤية، هل نستطيع الآن إيعاز حالة الإحتباس السياسي التي تعيشها دول الربيع العربي إلى حالة غياب المشروع الثقافي في حياة هذه المجتمعات ونخبها السياسية أم سنواصل النظر إليها من جانب طفولة هذه النخب السياسية وقلة خبرتها فقط؟
الجواب هو: إن التداول السلمي للسلطة وعدم التجاوز على المال العام وعدم محاباة الأقرباء في الحزب والعائلة في المجتمعات المتحضرة يقول أن ما تعيشه مجتمعاتنا العربية هو أكبر من مجرد إحتباس سياسي... بل وأكبر من مجرد تغييب مرتكزات المشروع الثقافي من الأساس!



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يركب الحاكم العربي رأسه
- من يصنع الرئيس الأمريكي؟
- السقوط من فخ القداسات (الشعر بعريه القاني) قراءة في مجموعة - ...
- سياسة تصدير الأزمة
- وجهي في مرآة الحانة
- دعوة للسقوط الحر
- صديقي اللدود زوربا
- تركيا آردوغان.. قائد اسلاموي التوجه لشعب مغلق ثقافيا!
- S M S لشرفات عينيك
- مفوضية اللاجئين في الجمهوية التركية.. مؤسسة إضطهاد اللاجئين ...
- ليمامتي قامة البحر
- قراءة اللوحة بقلم رصاص
- حنين وشريعة كناياتك
- هل أنا حر؟
- قاب شفتيك... ولا أدنى!
- عبير أبيض ومناسك عبور
- ليس ضد المسرح الشعبي
- ليس ضد عادل إمام!
- أوباما وعقدة لون بشرته
- صوت مقترح لأنوثة الشعر


المزيد.....




- شاهد.. أسراب من -حشرات الحب- تغزو كوريا الجنوبية بأعداد كبير ...
- النووي الإيراني: هل يستأنف الحوار بين طهران والعواصم الغربية ...
- بعد المواجهة مع إيران.. اجتماع أمني إسرائيلي يدرس مستقبل حرب ...
- القوات الروسية تسيطر على أول قرية في منطقة دنيبروبيتروفسك في ...
- غوتيريس يشدد على -إصلاح وإطلاق محرك التنمية- بمواجهة -عالم ي ...
- الأرجنتين: وضع حرج لأكبر مركز صحي للأطفال في البلاد بسبب سيا ...
- جرعة مخدرة تحت إشراف طبي في بلجيكا.. وفي العراق الأطباء مسته ...
- المقاومة تدمر آليتين عسكريتين إسرائيليتين شرقي خان يونس
- حفل زفاف بيزوس.. ظهور وجوه بارزة من قائمة أثرياء العالم
- ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - إحتباس سياسي أم إحتباس ثقافي؟