أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - مفوضية اللاجئين في الجمهوية التركية.. مؤسسة إضطهاد اللاجئين العراقيين














المزيد.....

مفوضية اللاجئين في الجمهوية التركية.. مؤسسة إضطهاد اللاجئين العراقيين


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يتعرض له اللاجئ العراقي في تركيا من سوء معاملة وإهمال يرقى لمستوى الاضطهاد فعلا.. وسوء المعاملة هذه تبدأ من لحظة وقوف اللاجئ العراقي في طابور الصباحات المتجمدة في عراء الشارع أمام شباك الاستقبال في شارع هذه المؤسسة، في أنقرة، والتي تسمى في تركيا (بلشمش ملتلر)، وحتى نهاية انتظار ذلك الصباح على الرصيف المقابل لإستلام ورقة احالة طالب اللجوء إلى السلطات الأمنية التركية وهي هنا تسمى (أمنيات)، والتي يتم بموجبها تحديد مكان اقامة طالب اللجوء، ورسم ملامح ملفه الأمني الذي يطالبه بالحضور لمدة ثلاثة أيام في الاسبوع للتوقيع في سجلات تلك الأمنيات، وبغض النظر عن مناسبة تلك المدينة لإقامة اللاجيء أو حصوله فيها على أدنى الشروط والحقوق الانسانية في حق السكن في مكان لائق ومناسب. والأمر المهم هنا هو ان مفوضية اللاجئين (السامية!!!) لا تلتفت لتوفير إي مورد يكفل للاجئ بدل إيجار السكن أو حتى حقه الطبيعي في سد رمقه من غائلة الجوع، وهذا يعني في النهاية أن جهودها في منح اللجوء مقصورة على الأغنياء وأصحاب المقدرة المالية من دون غيرهم... فكم من أصحاب المقدرة المالية والأغنياء يضطر لطلب اللجوء، وما الذي يجبر انسانا غنيا على طلب اللجوء وهو قادر على العيش في اي مكان بماله؟
إذن، وبالمحصلة فإن مفوضية اللاجئين في الجمهورية التركية في حقيقة الأمر ليست أكثر من مؤسسة إدارية وعملها ينحصر في الجانب التنظيمي فقط وليس لها أي جهد إنساني مباشر في رعاية اللاجئ في توفير أبسط حقوقه في المسكن والطعام، وهي أبسط حقوقه في إدامة وجوده وحقه في العيش لحين توفير دولة اللجوء له.
والسؤال هو: من أين يعيش اللاجئ العراقي في تركيا بعد أن تخلى عنه بلده ورمى به إلى هاوية اللجوء وجرده من حقوقه في وطنه، ومفوضية اللاجئين لا تتكفل لا باعالته ولا بتوفير السكن له، والحكومة التركية تمنعه من العمل على أراضيها؟
المفوضية ممثلة بشخص المترجمة - وهي الشخص الوحيد الذي يمكنه الكلام معه في عراء الشارع وصقيعه ومن خلف زجاج محكم يحميها من برد الشارع - مبرمجة كالروبوط لتلقي عليه ما لقنته إياه المفوضية من دون أن تسمع شكواه؛ بمعنى أن اللاجئ الذي يذهب للشكوى يذهب ليس لتسمع شكواه بل ليسمع من موظفة حجرية الملامح والصوت أن ليس له عند المفوضية أي شكل من أشكال الرعاية غير البحث عن وفد يقابله وليس من مسؤوليتها إن جاع أو عري أو سكن في الشارع... فأين الجانب الانساني في عمل مفوضية اللاجئين السامية؟
قبل بضعة أيام ألح أحد اللاجئين الجائعين والمهملين بعد إنتظار عام ونصف على هاتف الشكاوى في المفوضية فأعطاه أحد موظفيها رقم هاتف آخر وطلب منه الإتصال بالرقم يوم الاربعاء وهو لا يستقبل المكالمات الا لمدة ساعتين، من الساعة الثانية بعد الظهر إلى الساعة الرابعة مساء! وبعد جهد نصف ساعة من الاتصال رد عليه صوت موظف نافد الصبر ليقول له اعطني رقم تسجيلك في المفوضية وقبل أن يتمكن اللاجئ من إسماعه رقم تسجيله قطع الموظف الاتصال ولم يرد على إتصالاته التالية
ولاجئ آخر فرضت عليه المفوضية الإقامة في مدينة (أماسيا) وهي مدينة مرتفعة الايجارات ويرفض أهلها إسكان العراقيين، عاد إلى موظفة إستقبال المفوضية، الحجرية الملامح والردود، وشكى لها من إنه غير قادر على إيجار سكن في تلك المدينة وأن له قريبا في مدينة جرم (بثلاث نقط تحت الجيم) يأويه بلا مقابل في بيته فردت عليه أن أمنيات تلك المدينة لا تقبل إقامة المزيد من العراقيين في حدودها الادارية وأكدت عليه إن لم تسكن في أماسيا فسوف نحرمك من المقابلة... فهل يلجأ العراقي إلى مفوضية اللاجئين لتفرض عليه الاقامة الجبرية في مدينة بعينها دون مراعاة ظروفه المادية؟ وأين إنسانية هذه المفوضية إذن؟
الأمر الآخر الذي تجدر الاشارة إليه هو أن المفوضية تميز بين اللاجئين بإهمال العزاب منهم في نواحي الدعم المالي بقصره على العوائل، فهل الأعزب أو الرجل غير المتزوج لا يحتاج للطعام والسكن، رغم عدم نسياننا في كون حاجة العائلة تكون أكبر طبعا، ولكن هذا يجب أن لا يأتي بالطريقة المتعسفة التي تتبعها المفوضية بإهمال العزاب وحرمانهم من أشكال المساعدة المادية التي هم بأمس الحاجة إليها.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليمامتي قامة البحر
- قراءة اللوحة بقلم رصاص
- حنين وشريعة كناياتك
- هل أنا حر؟
- قاب شفتيك... ولا أدنى!
- عبير أبيض ومناسك عبور
- ليس ضد المسرح الشعبي
- ليس ضد عادل إمام!
- أوباما وعقدة لون بشرته
- صوت مقترح لأنوثة الشعر
- غسق برازيلي
- حنيننا بقعة ملح
- المدونة الأخيرة لوجه القمر
- خيط دخان
- مدونة أخرى لاجتراحات رمل الحكاية
- منمنمات لا تقبل التأويل
- خيار الشعب التونسي... والغنوشي باشا!
- تونس ما بعد التغيير والازمة النائمة
- الثورة التونسية ومشروع الهيمنة الدولية
- قاب تنهيدتين أو أقرب


المزيد.....




- إحراج وتعليقات طريفة يثيرها رئيس وزراء فرنسا بعد فيديو ما حص ...
- من المتضرر من توقف عمل حقول الغاز الإسرائيلية في المتوسط؟
- حرب إسرائيل وإيران تدخل إسبوعها الثاني: معركة كسر العظم لا ت ...
- حرب الأرقام الثقيلة بين إيران وإسرائيل: حين تفوق كلفة الدفاع ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير أنظمة صواريخ إيرانية في أصفهان و ...
- بلومبرغ: إيران استطاعت الولوج إلى كاميرات المنازل والتجسس دا ...
- -روساتوم-: ضرب محطة بوشهر النووية الإيرانية قد يؤدي لكارثة ف ...
- وزراء خارجية أوروبيون يلتقون نظيرهم الإيراني في جنيف سعيا لح ...
- روسيا تحذر أميركا من استخدام النووي ضد إيران أو اغتيال خامنئ ...
- داكار-جيبوتي.. بعثة فرنسية سرقت كنوز أفريقيا الفنية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - مفوضية اللاجئين في الجمهوية التركية.. مؤسسة إضطهاد اللاجئين العراقيين