أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - تونس ما بعد التغيير والازمة النائمة














المزيد.....

تونس ما بعد التغيير والازمة النائمة


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على من ثار الشعب التونسي ومن أجل ماذا؟ أمن أجل تغيير وجه سلطته السياسي، المتمثل بشخص زين العابدين بن علي أم من أجل إزاحة نظامه وتصفية مؤسساته الدكتاتورية والانتقال إلى مرحلة النظام الديمقراطي التعددي الذي يقوم على احترام إرادة الشعب ويقطع الطريق على أي شكل من أشكال الاستبداد واحتكار السلطة لأي فئة أو مجموعة أو حزب مرة أخرى؟
أورد أسئلتي هذه وأنا أتابع تفاصيل محاولة الالتفاف على الثورة الشعبية التونسية التي تقوم بها طغمة الحكم التي خلفها الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، وهي تعيد تفصيل ثمرة هذه الثورة على مقاسات رؤيتها الاحتكارية للسلطة، والتي نشأت وترعرعت عليها واحترفت العمل السياسي في ضوء مفاهيمها. فالرئيس الذي خلف بن علي في السلطة هو رئيس برلمانه، الذي لولا ولائه الاعمى لرئيسه ورضاه عنه لما وصل إلى منصبه، ورئيس الوزراء الذي كلفه هذا الرئيس لتشكيل الحكومة الانتقالية هو عينه رئيس وزراء بن علي، الذي لولا انه كان يفوق صاحبه، رئيس البرلمان، ولاء لبن علي لما فاز بمثل هذا المنصب الرفيع.. فكيف يمكن لمثل هذين الشخصين أن يؤسسا لعهد الديمقراطية والحرية والعيش الكريم الذي ثار من أجله شعب تونس، وهما تعتقى في مرق الدكتاتورية والاستبداد والتسلط حتى نخاع العظم؟
أسوق هذه التوجسات وأنا أرقب لقاء المشاورات الذي نظمه رئيس الوزراء المكلف (الغنوشي)، والذي إقتصر على استقبال قادة (أحزاب المعارضة) المعترف بها رسميا، وهذا ما يعني ، بين هلالين، (الأحزاب المرضي عنها من قبل نظام الرئيس المخلوع)، والذين أظهرهم الشريط الذي بثه التلفزيون الرسمي التونسي، والطريقة التي استقبلهم بها الغنوشي، على انهم ليسوا أكثر من نفر ضال، توجب الحكمة والدهاء السياسي التعامل معهم بهدوء وروية من أجل احتواء موجة غضبهم قبل إعادتهم ألى حظيرة النظام والطاعة!
هذا السيناريو الذي يتم تنفيذه الآن بدعم ورعاية من وزير الدفاع وكبار ضباط الجيش ورؤساء باقي الأجهزة الأمنية (شرطة وأمن ومخابرات)، هم من موظفي زين العابدين بن علي ورجاله المخلصين الذين كانوا يوفرون له الحماية وسكوت الشعب على ظلمه وتفرده بالسلطة واستئثار ذويه بموارد الشعب وخيرات تونس وثرواتها..، وإلا ما معنى إستبعاد أحزاب المعارضة غير المعترف بها (في الداخل والخارج) من مشاورات الحكومة الانتقالية؟ وكيف لثورة شعبية أن تنقي من تثور من أجلهم، من قوى الشعب، وفق مقاسات السلطة التي ثارت عليها وأن تحرم من لا تعترف بهم تلك السلطة أو تمنحهم شرعية المعارضة الرسمية، من دون السماح لها المرور على تصفية غربال صناديق الاقتراع في الانتخابات (الحرة والنزيهة) المزمع إجراءها كبديل لاستبداد وتفرد واستئثار بن علي وطغمته في السلطة خلال الحقبة الماضية؟
إن بقاء سلطة صناعة القرار في يد رموز النظام السابق وعدم اشراك جميع أحزاب المعارضة في تشكيلة الحكومة الانتقالية، يمثل أزمة نائمة ستوقظ تونس، في صباح قرب جدا، على ثورة جديدة اسمها الفوضى والفلتان، بل وربما حتى الحرب الأهلية، التي لا نرجوها لها وعليها تجنبها بنفس الحكمة التي قاد بها الشعب التونسي البطل ثورته ضد طغمة بن علي وعهد تسلطه البشع، لأنه لم يثر من أجل تمزيق صور بن علي ورفعها من واجهات المباني العامة وساحات المدن التونسية وتغيير اسم محطة التلفزيون التونسي من سبعة نوفمبر ألى التلفزة الوطنية التونسية، وإنما ثار من أجل أن لا يجلس بن علي جديد على كتفيه وأن لا تبنى ضاحية قرطاج لحاشية أخرى لا يدخلها المواطن التونسي إلا بثورة!



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة التونسية ومشروع الهيمنة الدولية
- قاب تنهيدتين أو أقرب
- خط أزرق تحت وهج التاريخ العربي(هل نحن ظاهرة لفظية؟)
- طفولة الأشياء
- قصيدة دائمة: جدل مناوب
- تبرعوا للسيد المالكي يرحمكم الله!
- الحصانة الوطنية ضد الأحزاب
- أطلق سراح هويتي أيها الوطن
- الفساد من ثقب قفل البرلمان
- سأعيد كرّة الغرق في عينيك
- الوجه الثاني للانتخابات العراقية
- وعود انتخابية للبيع!
- لماذ القائمة المغلقة؟
- مطلب وطني لا خيار انتخابي
- انتخابات جديدة.. عهد جديد
- كلمة أخرى لشهقة القلق(قراءة في قصيدة - مثل ليل - للشاعرة ظبي ...
- مدائح أخرى لقامة البحر
- في حقول الريح إلتقيت صراط عينيها
- الاشتباك مع دانتيل النص
- غيمة أخرى وتكتمل سماء فراري: بحث عن رصيف


المزيد.....




- خرج لجلب أسماك من البحيرة ولكن ما وجده معلقًا في خيط صنارته ...
- بالصور.. ماذا حصل لمتظاهري -فلسطين أكشن- المحظورة في لندن؟
- قمة ألاسكا المرتقبة: أوروبا تشترط وقف القتال وكييف ترفض أي ت ...
- كيف تحصل على الحديد في طعامك؟
- جدل الاعتراف بدولة فلسطينية في ألمانيا..بين دعم شعبي ورفض رس ...
- شاهد.. القسام تعدم لصوص مساعدات في حي الشيخ رضوان
- موقع بريطاني: 4 كوامن خطر تهدد قمة ترامب وبوتين حول أوكرانيا ...
- من بورقيبة إلى سعيّد.. راشد الغنوشي في زنزانة كل نظام
- واشنطن بوست: ترامب لديه خطط كبيرة للنفط الباكستاني
- مسؤولة أممية: 30 مليون شخص بالسودان بحاجة لمساعدات


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - تونس ما بعد التغيير والازمة النائمة