أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - الوجه الثاني للانتخابات العراقية














المزيد.....

الوجه الثاني للانتخابات العراقية


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الذي يرى الحملة المحمومة التي تقودها الحكومة العراقية وما يسمى بالمفوضية العليا للانتخابات، والحملة الاعلانية التي تروج لها، يلفت نظره الاهتمام الذي توليانه لهذه الانتخابات وكأنها العصا السحرية التي ستنتشل العراق من مآسيه وتضع حدا لمعاناة مواطنيه من غياب الخدمات والبطالة والفساد الاداري وتبخر مفردات البطاقة التموينية و... و... .
واقع الحال يقول لو أولت الحكومة مصادر وأسباب معاناة المواطن عنايتها ورصدت لها ما تستحق من ميزانية ومجهود لكانت قد حلت أغلبها، سواء في قطاع الكهرباء أو البطالة أو مفردات البطاقة التمونية أو توفير المحروقات... وإلى آخر قائمة احتياجات المواطنين الأساسية.. فلماذا لا تولي الحكومة مايهم المواطن عنايتها، وهو الأهم لحياة المواطن ولاستقرار البلد، أمنيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وأيضا هي الوسيلة المثلى – للاحزاب والكتل السياسية المتصارعة على مقاعد السلطة – للوصول الآمن والمشرف إلى مقاعد السلطة، بدل – وهو ما يحصل اليوم في العراق – تحويل الانتخابات إلى غاية بحد ذاتها، وهدف صراع لا وسيلة ديمقراطية سلمية لتداول السلطة؟
وبصياغة أكثر دقة: لماذا وتحت أي ظروف تحولت الانتخابات من وسيلة إلى غاية للاحزاب والكتل المتنافسة على رئاسة الوزراء وتحقيق الاغلبية في مقاعد الحكومة قبل البرلمان؟
هذا السؤال المحير لابد من تفكيك ومناقشة أسباب تشكله قبل محاولة الاجابة عليه.. فمعروف، وبداهة، أن أي حكومة تأتي – فعلا – بانتخابات ديمقراطية إلى السلطة عليها تنفيذ برنامجها الانتخابي والوفاء بكامل وعودها لناخبيها (وهذا طبعا واجبها تجاه ناخبيها وعموم مواطنيها)، من أجل أن تحوز على ثقتهم وتأييدهم، فيما لو طمعت في الترشيح لمرة ثانية وتحقيق أغلبية لحزبها أو تحالفها الحزبي في البرلمان والحكومة.. وهذا هو الحاصل في جميع دول العالم الديمقراطي، باستثناء العراق، الذي لم تول حكومته برنامجها الانتخابي ووعودها لناخبيها أي اهتمام يذكر، ولم تحقق أي تقدم في ما يخص تلبية احتياجاته الاساسية، التي جازف بحياته من أجل الذهاب إلى صناديق الاقتراع والادلاء بصوته.. في حين نرى الحكومة، وطوال السنوات الاربع الماضية، والتي مثلت عمرها الانتخابي، تتهالك على مفوضية الانتخابات، صقلا وتلميعا واستحداثا واضافة في مؤسساتها، واعادة هيكلة واستبدال لكوادرها وبعض وجوه ادارتها، وتزويدها بأحدث الوسائل والادوات، وبميزانية أكاد أقول مفتوحة... فلماذا مثل هذا الوضع الشاذ وغير المعقول وخدمة لأي هدف، والمواطن على استعداد لاستبدالها – المفوضية بما فيها – بساعة من التيار الكهربائي في قيض ظهيرة تموزية واحدة؟!
أيهما أهم للمواطن تحقيق انتخابات – ثبت له صوريتها – أم امداده بالتيار الكهربائي والماء الصالح للاستهلاك البشري وتوفير المحروقات لسيارته ومطبخه ومدفئة شتائه وبأسعار، تثبت أنه سيد ثرواته، وتناسب وضع دخله المتدني؟
بماذ يفيد المواطن تحقيق آلية الانتخابات وهو محروم من أبسط مقومات حياته؟
طبعا هذا لا يعني اننا نقف ضد الانتخابات كوسيلة سلمية وحضارية لتداول السلطة، انما نحن ضد الوضع الشاذ والملتبس... بل والمثير للتساؤل والى حد التشكيك في النوايا والاهداف، في تركيز الحكومة على الانتخابات وجعلها همها وهم الاحزاب والكتل المؤتلفة معها من دون حاجات المواطن واحتياجاته الاساسية. هذه المؤشرات تؤكد على وجود وضع شاذ ومشكوك في نواياه وأهدافه ونوايا وأهداف من يقفون وراءه.
وبرأيي فان هذا الوضع تدفع اليه أجندات ادارة الاحتلال والجهات والأطراف الخارجية التي تستند اليها بعض الأحزاب – ايديولوجيا وتمويلا - بهدف ابقاء حالة الفوضى والانقسام والتشرذم التي يعيشها العراق، من أجل خلق الجو المثالي لتحقيق أطماعها ومصالحها في العراق ومنعه من استعادة عافيته الامنية واستقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
فمتى سيعي الناخب العراقي هذه الحقيقة ويضع حدا لها عن طريق صندوق الانتخابات نفسه، بقلب نتائجه لصالح القوى والاحزاب الوطنية والديمقراطية؟



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعود انتخابية للبيع!
- لماذ القائمة المغلقة؟
- مطلب وطني لا خيار انتخابي
- انتخابات جديدة.. عهد جديد
- كلمة أخرى لشهقة القلق(قراءة في قصيدة - مثل ليل - للشاعرة ظبي ...
- مدائح أخرى لقامة البحر
- في حقول الريح إلتقيت صراط عينيها
- الاشتباك مع دانتيل النص
- غيمة أخرى وتكتمل سماء فراري: بحث عن رصيف
- صوت منها وبها
- معاينة في بلورة الجسد: مواجهةقراءة في قصيدة (نورس البلور) لل ...
- اذ يتعلق وجع الاسم بأهداب البحر: مساءلة (قراءة في نص - وجيعة ...
- حجر في مهب التساؤلات:إغتراف(قراءة في قصيدة-الى محمود درويش ا ...
- صلاة في قيظ مهجور
- التواضع كلمة لا تناسبني*
- أتوسد حبك وفوق رأسي قمر
- الانهمار في صدع الفراغ : خيار الاسئلة(قراءة في قصيدة -أسئلة ...
- عندما يفقأ الالم حنجرة الخدر
- على مسافة رصاصة من دمنا
- العرب بين الارهاب والاسلامولوجيا


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - الوجه الثاني للانتخابات العراقية