أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - مطلب وطني لا خيار انتخابي














المزيد.....

مطلب وطني لا خيار انتخابي


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2792 - 2009 / 10 / 7 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المرحلة المفصلية التي أوصلتنا اليها تجربة الحكم خلال السنوات الست الماضية تركت مجموعة من المؤشرات التي يجب علينا قراءتها بشكل متأني، ونحن مقبلون على موسم انتخابي، حكومي ورئاسي ونيابي جديد، والتي يمكن اجمالها كما يلي:
1 – أثبتت أغلب الأحزاب والتكتلات التي انبثقت عن تحالفاتها المرحلية، انها مازالت بساق واحدة، لا تقودها إلا إلى احتياجاتها المصلحية؛ وبعين واحدة، لا ترى أبعد من أفق تلك الاحتياجات وبشكلها الآني والشخصي أيضا.
2 – اعتماد تلك الأحزاب على صنوف وأشكال من التمويل المادي الخارجي الذي يكرس الحالة المشار اليها في أعلاه، وبما يخدم مطامع ومصالح الجهات الممولة أولا، وبما يجعل تلك الحالة كهدف رئيس يشغل تلك الأحزاب، قيادات وجهد، عن كل ما من شأنه أن يوحد جهودها، في برامج عملها وادائها العملي، في انتشال العراق من حالة التخريب والتفليش التي يعيشها، من 9 / 4 / 2003 وليومنا هذا، وبما يبقيه، ككيان ومؤسسات دولة في حالة تشرذم وتبديد لطاقاته وثقل كيانه، كدولة وكلاعب دولي في محيطه ثانيا.
3 – هذا الوضع، وبثقل مطالب الأطراف الخارجية الممولة والمتحكمة بمصير العراق، أحال بعض الأحزاب التي وصلت إلى السلطة إلى مجرد أدوات ضاغطة باتجاه تكريس حالة الفوضى التي تعم البلاد، وأيضا باتجاه تقسيمه إلى اقطاعيات سياسية ومناطقية وفئوية من خلال المحاصصة الطائفية والعرقية، أداة تفليش وحدة العراق - ككيان وشعب موحد – الأولى والأمضى أثرا.
4 – اعتماد هذه الأحزاب، في تسويق نفسها وتكريس وجودها – كأهون الشرين – على ماكنات اعلامية – دعائية ضخمة (فضائيات، بث اذاعي، صحف يومية، مجلات) وأغلبها ممولة خارجيا هي الأخرى، وأيضا عن طريق استغلال أثر الرموز والشعارات الدينية التي تخاطب مشاعر الجماهير الغيبية من دون عقولها.
في اعتقادنا ان أحزابا قلقة مثل هذه لا يمكن أن تكرس جهدها إلا لخدمة مصالحها الخاصة ومصالح الأطراف الداعمة لها، لا للتصدي لتنفيذ مشروع وطني يأخذ على عاتقه اخراج البلاد من حالة التمزق والتشرذم التي نعيشها على مستوى أمن العراق كدولة، وعلى مستوى وحدة الشعب الوطنية، وليس على مستوى حقوق المواطن في العيش الآمن والكريم وحسب.
وقد جاءت فترة حكم هذه الأحزاب كشاهد لا يقبل الدحض، (بل وحتى مجرد النقاش!)، ليس على عدم قدرتها على ادارة شؤون البلاد وحسب، انما كشاهد على اصرارها على ابقاء وضع العراق الحالي على ما هو عليه من تردي وتفكك واختلال، من خلال عدم تصديها لتجاوز حالة ارباكها (العاطفي) وطفولتها السياسية بتبني المشروع الوطني الذي يصون أمن وسيادة العراق ويحفظ كرامة شعبه ووحدته الوطنية، بل وحتى تبعية بعضها لدول جوار اقليمي أمعنت وتمعن في تهديد أمن العراق وسلامة وحدة ترابه ووحدته الوطنيه.
مثل هذا الوضع المأزوم، والذي هدر من عمر العراق ونهضته ودوره الحضاريين ست سنوات كاملة، يفرض على الشارع العراقي اعادة رسم خارطة الأحزاب السياسية واعادة توزيع مراكز الثقل فيها لصالح الأحزاب والقوى الوطنية التي لم تساوم على مبادئها واختارت الانحياز التام، ومنذ البداية، الى وحدة العراق ومصالح شعبه والحياة الديمقراطية وجعلت منها طريقها الأوحد للمنافسة الشريفة في الانتخابات، كخيار ديمقراطي، وكخيار آمن وأوحد لتداول السلطة، فيما لو خلصت نوايا أحزاب السلطة له وابتعدت عن أساليب المراوغة والالتفاف التي مررت نفسها عبرها في الانتخابات السابقة.
فهل وعى الشارع العراقي من حصص هذا الدرس بما يكفيه لجعل الانتخابات القادمة انبوب اختبار لقواه الوطنية من عدمها..، وأن تكون صناديق الاقتراع، لا أساليب الالتفاف التي تخاطب العواطف والوجدان الديني، الغربال الذي يصفي ثقل هذا الخليط ويثبت للجميع أن الانتخابات، كآلية، طريق وليست غاية للوصول إلى مقاعد السلطة، وبغض النظر عن وسائل تحقيقها؟



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات جديدة.. عهد جديد
- كلمة أخرى لشهقة القلق(قراءة في قصيدة - مثل ليل - للشاعرة ظبي ...
- مدائح أخرى لقامة البحر
- في حقول الريح إلتقيت صراط عينيها
- الاشتباك مع دانتيل النص
- غيمة أخرى وتكتمل سماء فراري: بحث عن رصيف
- صوت منها وبها
- معاينة في بلورة الجسد: مواجهةقراءة في قصيدة (نورس البلور) لل ...
- اذ يتعلق وجع الاسم بأهداب البحر: مساءلة (قراءة في نص - وجيعة ...
- حجر في مهب التساؤلات:إغتراف(قراءة في قصيدة-الى محمود درويش ا ...
- صلاة في قيظ مهجور
- التواضع كلمة لا تناسبني*
- أتوسد حبك وفوق رأسي قمر
- الانهمار في صدع الفراغ : خيار الاسئلة(قراءة في قصيدة -أسئلة ...
- عندما يفقأ الالم حنجرة الخدر
- على مسافة رصاصة من دمنا
- العرب بين الارهاب والاسلامولوجيا
- الارتكاس في مكابدات المسافات : تكريس(قراءة في قصيدة - المساف ...
- الهوية الوطنية بين التهميش السياسي والتأصيل الثقافي
- هي


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - مطلب وطني لا خيار انتخابي