أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - قصيدة دائمة: جدل مناوب














المزيد.....

قصيدة دائمة: جدل مناوب


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 11:40
المحور: الادب والفن
    



لكي لا تتحول القصيدة إلى قطعة سكر ممصوصة علينا دائما تحريك السؤال: عن ماذا يبحث الشعر؟
الشعر لا يبحث عن قبو سماوي، فمثل هذا القبو يخنق عذاب الشاعر حينما يحلم.. وبقدر ما يكون الشعر حلما فانه لا ينهك الشاعر – وإن استنزف أفكاره – كالسماء في المساء عندما تطبق على خاصرة ألمه كصليب لا يجتهد في اعلان الموت بل بأشياء أخرى أكثر ضرواة في اكتساحها المعرفي.
هذه الرواقية، ورغم اعلائها لفداحة الجدل، إلا انها لا تخترق حدود البداهات المتحفية التي يؤسسها الشاعر – كضرورات شعرية، لا تستقيم ديمومة القصيدة من دونها.
هذا التوصيف لا يهدف للتعميم، رغم عدم حياديته.. (هل كان الشعر حياديا يوما، ومن جميع الأفكار؟ وهذه نقطة اتفاقه مع الفلسفة كمحتوى عام للافكار)..، انه توصيف لجدليته الدائمة وتأكيدا لها كفعل وفعل استنهاض على وجه الخصوص.
عند هذا المنعطف يقف الشعر وحيدا، وهذا ما يفرض عليه مناوبة الجدل مع كل الطروحات، والتي تستسلم للقوالب على وجه الخصوص.
الشعر صليب... ولكن لموت آخر: موت استطاعة: موت غير قدري؛ وهذه (الصليبية)، ورغم رمزيتها الميتافيزيقية، لا تهدف التحييد بل العرض والاطلاق بوجه القبو السماوي كعلامة فارقة... ولكن بالتأكيد ليس للتضخيم... ولكنه أيضا صليب! ويجّد في البحث عن تربة تليق به والشاعر يتحمل وزر اكتشاف تلك التربة وحده ودون مساعدة إلا من اختياره لشكل حياته وموته!
تلك التربة عتمتها شفيفة كصفحة تقاوم زحف الكلمات على عذرية بياضها..، يظل بياضها يشف بتأريخه الشخصي ويقاوم محاولة تعتيم الأبجدية عندما تنثر لغرض التعتيم لا من أجل صقل نصاعة ما تشف عنه اللغة بوصفها كشفا شعريا... هل هذه دعوة لنبوة الشعر؟ هذا ما يوافقني عليه الأصمعي الناقد قبل المتنبي الشاعر... بل وحتى الجاحظ المصنف!
سعينا للقصيدة الدائمة هو – بشكل ما – سعي لدحض مقولة الشاعر الايطالي (يوجين مونتالي): (عيشي استقطاع من الموت) واحالتها إلى مشاكسة تنسجم وعبثية الحياة: عيشي توريط للموت في عبثية جديدة واثبات انه – الموت – ليس أكثر من ارباك يفسد نقاء الأشياء باقصائها عن خارطة الزحام... وهذا ما يتكفل به الشعر وحده من دون باقي أدوات الانسان، بما فيها الفلسفة، استنادا إلى: (إن تاريخ الشعر هو تاريخ أعمال عظيمة وحرة محددة بالمعنى الذي تطلبته اللحظة. الشعر دائما يجد مسؤوليته.، الخطأ هو الاعتقاد بان المسؤولية أو المهمة يجب أن تكون آنية) وهذا هو الحزام الذي يشد هدف القصيدة الدائمة التي تتبنى مشروع بحث الشعر في فراغات السطور وعجز اللغة.
عن ماذا يبحث الشعر؟
بطريقة ما، عن الوجع المؤجل الرابض خلف قناع الأخلاق! والاستمرار على تحريك هذا البحث هو مشروع القصيدة الدائمة التي لا تفتر عن تقليب تربة الأخلاق! هل القصيدة، بهذا المعنى، حرب على قناعات الأخلاق الزائفة؟ إن صح هذا التساؤل فسيصح قولنا بأن هذا هو تاريخ الشعر... وهو الغد الهانئ الذي لا رعب وراءه.
هل الشعر حرب على رعب الميتافيزيق وتذليل للغته؟ هذا جدله الذي لا يفتر ولن ينكص عنه على الأقل... ومكانه الطبيعي تحت قاعدة الزمن!
الشعر مواجهة الواقع بالحلم، رغم ان هذا يقودنا إلى نتيجة الشاعر الايطالي (يوجين مونتالي):
الحياة بعد هذا الشتات الكبير للاحداث التافهة
عبث أكثر مما هي حقيقة
ومتى لم تكن الحياة عبث بعد شتاتها الكبير (المعيش اليومي المكرور)؟
وحده الشعر من قال هذا دائما.
وهو يصر على أن لا تتحول مقولته هذه إلى قطعة سكر ممصوصة بضخ المزيد من جهده ليبلغ نهاية مشروعه: القصيدة الدائمة.
هل هذه متحفية الشعر المزدراة من قبل النقاد؟
ليكن! الشعر كان وسيبقى عصي على المنهجية... وهي احدى أدوات جدله.










#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبرعوا للسيد المالكي يرحمكم الله!
- الحصانة الوطنية ضد الأحزاب
- أطلق سراح هويتي أيها الوطن
- الفساد من ثقب قفل البرلمان
- سأعيد كرّة الغرق في عينيك
- الوجه الثاني للانتخابات العراقية
- وعود انتخابية للبيع!
- لماذ القائمة المغلقة؟
- مطلب وطني لا خيار انتخابي
- انتخابات جديدة.. عهد جديد
- كلمة أخرى لشهقة القلق(قراءة في قصيدة - مثل ليل - للشاعرة ظبي ...
- مدائح أخرى لقامة البحر
- في حقول الريح إلتقيت صراط عينيها
- الاشتباك مع دانتيل النص
- غيمة أخرى وتكتمل سماء فراري: بحث عن رصيف
- صوت منها وبها
- معاينة في بلورة الجسد: مواجهةقراءة في قصيدة (نورس البلور) لل ...
- اذ يتعلق وجع الاسم بأهداب البحر: مساءلة (قراءة في نص - وجيعة ...
- حجر في مهب التساؤلات:إغتراف(قراءة في قصيدة-الى محمود درويش ا ...
- صلاة في قيظ مهجور


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - قصيدة دائمة: جدل مناوب