أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - خيار الشعب التونسي... والغنوشي باشا!














المزيد.....

خيار الشعب التونسي... والغنوشي باشا!


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 3251 - 2011 / 1 / 19 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حالة الفرز الانتقائية التي تعامل من خلالها رئيس الوزراء التونسي، محمد الغنوشي، في تشكيل حكومة ما بعد هروب الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، تؤكد أمرا بمنتهى الدقة هو أن أحزاب المعارضة التونسية (المعترف بها وغير المعترف بها من قبل نظام بن علي) لم يكن لها دور يستحق التوقف عنده في الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام بن علي، وهذا ما سهل على الوزير الغنوشي تجاوز استحقاق هذه الأحزاب، وتهميش دور غير المعترف بها من قبل نظامه (وهي الأكثر ثقلا وخطورة في الحياة السياسية التونسية) واقصائها بالتالي من تشكيلة حكومته الانتقالية.
من نافلة القول أن نذكر هنا أن مناورة الغنوشي المكشوفة هذه لم يكن لها من هدف غير استغلال (خجل) زعماء هذه الأحزاب من ضعف دور أحزابهم في ثورة الشارع التونسي وتلكؤهم في المطالبة باستحقاقهم الوطني، لغرض لفلفة الأمر لصالح حزبه الحاكم وأعضاء وزارته السابقة لإبقاء سيطرتهم على مقاليد الامور في البلاد. فتشكيلة الحكومة الانتقالية التي عرضها الغنوشي على رئيسه الجديد (بعد التداول بشأنها مع رئيسه المخلوع) كانت فعلا مناورة مثيرة للشفقة لما انطوت عليه من استخفاف بعقلية المواطن التونسي وقواه السياسية، لأنها أحكمت سيطرة يد وزراء العهد البائد على جميع الوزارات السيادية (وزارات صناعة القرار السياسي والاقتصادي والأمني) ولم تترك لزعماء أحزاب المعارضة (الرسمية والتي دعيت وحدها للمشاركة في هذه الحكومة) سوى الوزارات الخدمية، الأمر الذي يعني ، بالمكشوف وبكل السذاجة التي عهدناها بحكامنا العرب، أن حكومة إنقاذه الوطنية - كما أسماها – لم تكن في حقيقة الأمر غير حكومة لحزب وأزلام نظام عهد بن علي، مع بعض التعديلات الديكورية لذر الرماد في عيون الشعب وأحزاب المعارضة (غير المعترف بها) على حد سواء.
وفي مقال سابق لي كنت قد حذرت من جرأة السيد الغنوشي هذه وقلت انها تمثل (أزمة نائمة) ستنفجر في صباح قريب لتقود تونس إلى ما لا تحمد عقباه وما لا نتماه لها ، لما تمثله من استخفاف بعقلية الشارع التونسي وقواه السياسية، ولأنها تمثل عملية استثمار تجاري قذر لثمرة ثورة الشعب التونسي من قبل مجموعة من قطيع جلاد الشعب السابق أنفسهم.
وها هو حل يوم الأزمة الذي حذرت منه (وبأسرع مما توقعت بكثير)، حيث انه جاء في اليوم التالي لاعلان الغنوشي لحكومته التي حاول من خلالها استثمار نصر الشعب التونسي البطل لصالحه الشخصي وصالح عصبته من أزلام الحكم السابق، الذي ثار الشعب على ظلمهم وفسادهم واستبدادهم وتسلطهم طوال الثلاثة وعشرين عاما الماضية.
غريب أن تتأتى للسيد الغنوشي وعصبته مثل هذه الجرأة على استغلال (طيبة) الشعب التونسي وحرصه على تحنيب البلاد فعل مقاومة هيكلية بقايا نظامه بوسائل القوة، بدل أن يعتذر لهذا الشعب الأبي والمحب للسلام عما أذاقوه من ظلم وتعسف وحرمان طوال فترة حكمهم، والانسحاب وترك الساحة له ليختار لنفسه شكل الحياة الديمقراطية التي تليق بصبره وتقوده إلى حياة الحرية ومجتمع الرفاه التي يتطلع اليها التي حرموه، هم أنفسهم منها، خلال فترة حكمهم له وتحكمهم بمصيره.
أما بالنسبة لأحزاب المعارضة، وبالذات غير المعترف بها، فعليها إلقاء ثقلها السياسي والتنظيمي في الشارع، وبالطرق السلمية طبعا، لكسب ثقة الشارع، بقدرتها على تمثيله والدفاع عن حقوقه أولا، ولإثبات فاعلية دورها السياسي والقيادي لرموز السلطة القائمة ثانيا، ولإجبار هذه السلطة على الاستسلام لإرادة الشعب، عبر افهامها أن لا قوة تعلو على إرادة الشعب.، وان هذا الشعب هو الذي ثار على ظلمهم وفسادهم..، وان لا خيار لهم غير الانصياع لهذه لارادة الشعب الذي اختار حريته وتقرير مصيره عبر الوسائل الديمقراطية السلمية التي سيرسم أطرها عبر حكومة انقاذ وطني تشكلها القوى التي لم تتلطخ أيديها في الفساد والقم والتسلط وكم الافواه ودماء الابرياء ثالثا.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس ما بعد التغيير والازمة النائمة
- الثورة التونسية ومشروع الهيمنة الدولية
- قاب تنهيدتين أو أقرب
- خط أزرق تحت وهج التاريخ العربي(هل نحن ظاهرة لفظية؟)
- طفولة الأشياء
- قصيدة دائمة: جدل مناوب
- تبرعوا للسيد المالكي يرحمكم الله!
- الحصانة الوطنية ضد الأحزاب
- أطلق سراح هويتي أيها الوطن
- الفساد من ثقب قفل البرلمان
- سأعيد كرّة الغرق في عينيك
- الوجه الثاني للانتخابات العراقية
- وعود انتخابية للبيع!
- لماذ القائمة المغلقة؟
- مطلب وطني لا خيار انتخابي
- انتخابات جديدة.. عهد جديد
- كلمة أخرى لشهقة القلق(قراءة في قصيدة - مثل ليل - للشاعرة ظبي ...
- مدائح أخرى لقامة البحر
- في حقول الريح إلتقيت صراط عينيها
- الاشتباك مع دانتيل النص


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - خيار الشعب التونسي... والغنوشي باشا!