أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - صوت مقترح لأنوثة الشعر















المزيد.....

صوت مقترح لأنوثة الشعر


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 19:13
المحور: الادب والفن
    


صوت مقترح لأنوثة الشعر
سامي البدري
كما تنطوي عباءة الساحر على دهش جديد في كل ثنية من ثنياتها، تفرج عباءة الشعر عن جدل (أنوثة) جديدة مع رعشة كل خيط في سداة ولحمة جدلها... وكم أنثى حاكت خيوطك يا عباءة الشعر!
هكذا بدأت حكاية الشعر، مع تفجر أول قصيدة في رهان اللغة،... وهكذا بدأ جدل أنوثة (أشياء الشعر) تحت عباءة ذلك الرهان: سببا ورهانا! ( لم تنازع أنثى شاعرة، يوما، رجل شاعر على أن تكون أنثى قائلة أول قصيدة في تاريخ الشعر الانساني على الإطلاق.، وكأن رهانها كان: لي جدل الرهان ولك القول يا شاعر)!... وكم حائك لك يا عباءة... الشعر؟!
هل هذا ما سعت (لأسطرته) ميسر حرب بإختيارها لمقولة (فاض عطرك في فمي) عتبة دخول لجدل أنوثتها: أنت من إستدعاني عندما تفجر عطر قصيدتك في فمي... فهل كانت أو كنت أنت أو كنت سأسمع ندائك من دون (ملح) جدليتي فيها؟
لنعود إلى عباءة الشعر ولنحصي خيوطها: كم أنثى تتمدد على جدل رهانات سداتها ولحمتها؟ هل يكفي أن نقول أن القصيدة أنثى وأن الشعر - إن كان مذكرا -، كالقمر، لن يكون جميلا بلا الأنوثة التي تزين بهجة جماله؟!
الشعر مجاز وعباءته (حاكها من حاكها!) جدل من خيوط اللغة والأنوثة جدل هذه اللغة، منذ كانت المرأة (طوع يمين الكلمات) بحياكة الشاعر ثامر جاسم.. هل هي مصادفة أن تكون الأنثى (طوع يمين الكلمات) لتصنع جدلها – الكلمات – وجدلها الشخصي في خيوط الحكاية؟ ولكن لم تكون الأنثى – من دون الرجل - طوع يمين الكلمات؟ هل هو خيارها أم خيار القصيدة أم خيار جدلية الأنوثة فيها؟
لنبقي هذا السؤال مواربا تحت وسادة الحلم... لتبقى القصيدة في تلظيها حتى آخر حفريات جدلها المأمولة... حيث تجد اللغة، بجريرة أنوثتها، مأواها.
وفي هذه اللحظة المتوعدة من دم القصيدة، سيكون لكل من له خيط في عباءة الشعر (دون النظر في جنسه) أن يقول: كنت هنا..........ك أنفخ النار، بحقد وزغة، على (ابراهيم) الشعر لأزيد من تأجج جدلها وأدفعها للمزيد من الحفر في جبهة الأفق، ليس أفق الشعر طبعا... فأي أفق إذا؟ أفق السؤال؟ (وأوردنا الإجابة بصيغة التساؤل من أجل المحافظة على يناعة إلحاح السؤال فيها وإصراره على المماحكة).
"""""""""""""""""""""""""""""
ذات عناد (وهذا من أجل أن نجنب الشعر الخضوع لما هو غير شعري) صارت (أنوثة) القصيدة تكابد من مرارات ( شهية التهالك على التأويل)، بمقصد الناقد عبدالرحمن طهمازي، من أجل تحديد محيط مساحة وقوفه، عاريا متوحدا إلا من إشاراته، في مواجهة مرايا الذات لمنعها من الإنطفاء والاستمرار في مواجهة الألواح التي تحتل واجهة خزانة الجد والجدة وأعلى رفوفها... وهذا هو خيط الدخان الذي إتبعه عناد الشعر، منذ ألواح كلكامش على أقل تقدير تاريخي – فلسفي.
ومثل هذا العناد كان كافيا ، بتقديري، لحفظ القصيدة من الترهل في مضارب التأويل الانفعالي الذي يلجأ اليه غير الشعراء.. هل يطالب هذا القول إعترافا بأحقية الشعر بالفلسفة؟ نبش الشعراء في خزانة الجد والجدة، وبألواح قداساتها بالذات، يقول: نعم! لن ندعي لهذا تحديدا لبؤرة خيط الدخان، الذي إتبعه وسيتبعه الشعراء أبدا، إنما هو حدس بصلادة جذوة تلك البؤرة.
"""""""""""""""""""""""""""
غير بعيد عن قداسات خزانة الجد والجدة، ثمة وجه آخر لبراءة الشعر من دم حكاية الألواح التي تحفظ لهجير قناعاتنا صحراء نبوتها: بداهته في كشف هواجسه والوجه الذي يقف خلفها: الشاعر في أشد لحظات عريه وهو في مواجهة عراء الوجود القاني وإصراره في الدفاع عن موته (الخاص/ الخيار) بإيمان نبي بلا خطايا!... وهذه هي وداعة الشعر وحريق صيفه وجهامة وجهه التي يكرهها الأنبياء المزيفون وسدنة الأضرحة الخاوية.
ومن أجل أن نوافق تدرجات مسطرة الواقع، التي تحتل (فاترينة) خزانة الجد والجدة الوقورة، علينا أن نقر أن هذه أحدى أهم فداحات الشعر!
ولكن متى كان الشعر بلا شطط، ومنذ جاست أقدام كلكامش أحراج وأشواك ذاكرة خزانة الجد والجدة؟
إنه قدر الشعر وخيار الشعراء في الوقت عينه!... ولم ولن يأتي اليوم الذي تنبأ به ماركس (في عماه الايديولوجي المقنن): سيكون بمقدور الجميع كتابة الشعر، داخل حدود جنة أيديولوجيته!
وهذا ليس لاستحالة الشعر أو عسر اللغة، بل لشططه: ضد القدر.. ضد المنطق.. ضد القانون.. وضد ألواح خزانة الجد والجدة الطيبين!
هل هي احدى أوجه الوقيعة التي دفعت كلكامش للبحث عن عشبة الخلود؟
بل لأن الشعر وجع ترف: ضد القدر.. ضد المنطق.. ضد القانون.. وضد ألواح خزانة الجد والجدة الطيبين!... وأيضا لأنه – بطريقة ما - ضد ماركس!
"""""""""""""""""""""""""""
لنبقى خلف كلكامش ليقودنا إلى حانة (سيدوري)، حيث يستظل عنترة وسركون بولص وأمرؤ القيس ونزار ومحمود درويش والسياب والبريكان وأدونيس وسعدي يوسف والحسن بن هانئ والرصافي والماغوط من هجير وقيعة الشعر: كنا نحن وبكامل وجوهنا ومن أجل أن نقول فقط : كنا هنا لننحت أنوثة القمر ونشكر حبيباتنا على بهاء أنوثتهن وأنهن علمنا وجع هذا الترف المحايث – بسطوته – لقيامة المسيح!
فكم مسيح يحتاج الشعر لينهض من جراح صلبه، دون أن يتحسسها توما متشكك؟
الجواب في عيون المتحلقين حول الطاولة المنزوية في أقصى حانة (سيدوري)... ومازلنا ندور خلف هواجس كلكامش... بحثا عن حلم ووجه حبيب وأنوثة الشعر.
الحلم أنوثة القصيدة وضالتها... وعليه توكأ كلكامش – الموبوء بحزن الفلسفة – في وجع ترفه! (كلكامش، ككل الشعراء، لم يكن فيلسوفا رواقيا ولا متنبيا بل حزينا آخر في قافلة الحالمين).
وهكذا بدأ عراء الشعر المحذوف من جغرافيا مسطرة حكمة الجد والجدة الطيبين، مع خذلان مطبق من قدر الشعراء... وهل قدر الشعراء واحد كعرائهم؟ هذا ما يحكيه تاريخ الحلم... وأنوثة الشعر التي يصر، غير الشعراء على إلغائها بجرة حنق على فداحات عباءة الشعر وترف وجعه!
""""""""""""""""""""""""""""""
تقدمة الجدل

من أي غفلة يبدأ الشعر؟ بأي خيار نجترح سمائه أو نقترحها؟.... من أين يبدأ الشعر؟ هل الشعر خيار؟ ما الذي يستقصيه الشعر؟
هذه الأسئلة ليست مشروعا يبحث عن نتائجه، هي محاولة تأسيس المشروع لاختراقاته: الشعر رؤية تأسيسية.. فاعلية معرفية كشفية قائمة بذاتها، كما يجمل أدونيس؛ وعلى هذا الأساس علينا أن نحدد مساحات جدلنا مع ما تسعى لفصده – هنا – ريم اللواتي الشاعرة من زمزم الشعر!
لن أدعي القدرة على محاورة كل هذا الفيض من الرموز، لكني سأسعى للتقديم لبعض ارتكابات فاعليتها وتطلعاتها.
في البدء كان الجدل (جدل ابليس مع الذات الإلهية، وهو الجدل الأقرب حضورا في الذاكرة الجمعية) والشعر جدل أسس، لا لمشروعه الازاحي وحسب، بل ولحراك سؤال الوجود الاول أيضا.
وهذا الجدل يحث ضراوته باتجاه تقويض الممكنات الاعتبارية واليقينية لكشف كامل وجه العراء المحيق بأدواتنا.
الشعر مجاز، ومن حيث هو كذلك فانه يواري جدليته بسلسلة رموزه التي تمثل بنية لبنى جدليته واقتناصاته المواربة خلف سياجها التشفيري.. والفضاءات التي يسعى لنزع دم المستحيل من رقابها، غيمة تمثل شتاء بكامله... كيف نرسم ساعة لهطولها؟ وهو سؤال فض بكارة الجدل!
الرمز جدل.. قد لا ينطوي على عنت اللحظة إلا أنه يحث فزعه باتجاه حرثه.. هل يؤهله هذا ليكون زمزما لوجع الصراخ؟ هذا السؤال لا يستوقف شاعرا...! لسنا هنا بصدد التبرير، بل لتأشير أوردة السؤال في وجه أيقونة فزعنا المضمر!
ينبغي أن يكون للشعر أقل ما يمكن من الماضي وأكثر ما يمكن من الأشياء القادمة لأن عليه خلع جميع الأبواب المفتوحة... كي لا تغلق!
دون شعائر أو طقوس، علينا أن نعتق ما نتذكر! أهذه حكمة الرمز في الشعر؟ ربما، ولكني أعرف انها تأتي من زاوية أخرى، أكثر لغطا وانعطافا في جسد الأشياء: عندما تقترب من (جسد) الشيطان، ولكن هذا من نصيب الشعراء الأقوياء كما يقول الناقد الامريكي (هارولد بلوم): (الشعراء الاقوياء يقتربون من الشيطان لأنه الوحيد الذي حرف كلام الله).. ولكن الشعر خلق وليس تحريفا و(تقشف يتناسل بشكل تجريبي) باستعارة مجاز عبارة الشاعر علي عبدالله.. ففي أي فداحة يتناسل هذا التقشف؟ في فداحة الرمز إذ يقبض على مخارج أحلامنا؟، والاحلام جدل مع كلام الله قبل أن يحرفه الشيطان!
"""""""""""""
رغم ان الشعر قدر (للشاعر على الأقل) وليس أداة (بفرض الحاجة) إلا أنه كان قبل كل الأدوات، لذا فانه لا يكل عن ممارسة جدله في الكشف وإعادة التأسيس واعلان سيادته على ساحة الفراغ (الذي يصنعه السؤال بإختياره لجدية اللاممكنات – المسلمات الدعية) وتحكمه في صياغة أنوائها.. وهي سيادة الأرستقراطي التي لا تتبرأ من فداحة انعطافاتها! ولكن هذه القدرية سطوتها لا تتعدى جهد نحت الرموز كثقافة تفجيرية تتجاوز حدود العادة.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غسق برازيلي
- حنيننا بقعة ملح
- المدونة الأخيرة لوجه القمر
- خيط دخان
- مدونة أخرى لاجتراحات رمل الحكاية
- منمنمات لا تقبل التأويل
- خيار الشعب التونسي... والغنوشي باشا!
- تونس ما بعد التغيير والازمة النائمة
- الثورة التونسية ومشروع الهيمنة الدولية
- قاب تنهيدتين أو أقرب
- خط أزرق تحت وهج التاريخ العربي(هل نحن ظاهرة لفظية؟)
- طفولة الأشياء
- قصيدة دائمة: جدل مناوب
- تبرعوا للسيد المالكي يرحمكم الله!
- الحصانة الوطنية ضد الأحزاب
- أطلق سراح هويتي أيها الوطن
- الفساد من ثقب قفل البرلمان
- سأعيد كرّة الغرق في عينيك
- الوجه الثاني للانتخابات العراقية
- وعود انتخابية للبيع!


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - صوت مقترح لأنوثة الشعر