أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - ليس ضد المسرح الشعبي














المزيد.....

ليس ضد المسرح الشعبي


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 10:42
المحور: الادب والفن
    


هل في المسرح شيئ إسمه (المسرح الشعبي)، والذي يقوم على مقولة (النزول عند رغبة الشعب)؟ وإذا ما صدق هذا التصور، فلم رغبة الشعب في المسرح لا تتحقق إلا عن طريق التهريج والعبارات النابية والسوقية والنهايات الجاهزة (السعيدة) أو ما يسمى - ظلما – بالمسرح الكوميدي؟
الا تصبح الكوميديا التي تقوم على التهريج والنكت البذيئة والألفاظ النابية عبئا وعائقا لعملية التأسيس الثقافي في ثقافة أي مجتمع (مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص لطفولة – كي لا أقول إنعدام – مشاريعها الثقافية)؟
السائد في عموم عروض ما يسمى بالمسرح الكوميدي العربي (النازل عند رغبة الشعب أو الشارع، كما يحلو لمن يرتزقون منه تسميته) هو التالي:
= أحداث العرض التي لا تقوم على قصة متقنة السبك، تكنيكيا وتقانيا، تدور أما في وسط بورجوازي مترف أو في وسط موقع مدقع الفقر، من أجل التهيئة لمبرر غزو الشخصية الرئيسية (وهي غالبا ما تكون فقيرة أو بريئة لحد السذاجة) لذلك الوسط، من أجل إحداث المفارقة لإلقاء نكته الساخرة.
= تقديم الشخصيات الرئيسية من زاوية سايكلوجية – احتجاجية (متمردة) من أجل ادامة عنصر المفارقة الذي تقوم عليه هذه العروض ومدها بالأرضية التي تسمح بطرح المزيد من النكت والمواقف الاحتجاجية التي تعبر عنها (تعسفا طبعا).
= عروض (المسرح الشعبي/ الكوميدي) تقوم على آلية الأطوار الثلاثة، والتي صارت سمتها : تقديم الشخصيات في فترة علاقاتها الساكنة، ظهور الشخصية الرئيسية (نجم الشباك/ البطل المعجزة القابض على مفاعيل التغيير) ليدفع تلك الأحداث إلى التأزم (الطور الثاني)، ليأتي الطور الثالث بمعجزة الحل (الذي يصنعه البطل بسخريته ونكاته العجيبة) والنهاية السعيدة التي ينتصر فيها الخير على الشر والعدل على الظلم والحق على الباطل! وفي النهاية يسدل الستار ليخرج المتفرج (الشعبي) مضحوكا عليه ثقافيا و(مسرحيا) وماديا، ليجد أن مشاكله مازالت على حالها وتنتظر عصا الساحر التي لا يملكها غير نجوم الكوميديا!
فهل هذا هو المسرح الذي يستحق حمل إسم الشعب أو ينسب إليه؟ وبم يسلحه، فكريا وثقافيا، من أدوات تمكنه من إحداث فعل التغيير في حياته وإيجاد الحلول لمشاكله؟
المسرح، وهو فن مستورد في حياتنا ووسائل تعبيرنا الثقافية (وهو أقدم الفنون ووسائل التعبير في ثقافات الشعوب التي أوجدته) عملية بناء تأسيسي لثقافة شعبية (نسبة للشعب كعموم بكافة شرائحه وطبقاته لا بمعنى نسبته لشريحة الطبقة محدودة الثقافة، كما هو حاصل مع المسرح الكوميدي العربي) تنهض بثقافة عموم طبقات المجتمع وترتقي بطرق تفكيرها وتوجهاتها ورؤاها وذائقتها الفنية من أجل إرساء قواعد المشروع الثقافي الرصين الذي يقوم عليه نظام العلاقات الاجتماعية وآداب السلوك المتحضرة في حياة أي مجتمع من المجتمعات الانسانية.
فهل حقق المسرح الكوميدي العربي (المنسوب ظلما إلى الشعب) أي من مهام المسرح في عملية التغيير الثقافي والفكري وأسس لفعل أو متغير ثقافي يستطيع أي من القائمين عليه تأشيرها على خارطة الثقافة العربية؟نكت الشارع السوقية والألفاظ النابية والمفارقات المفتعلة والمقحمة على سياق العرض وبنائه الدرامي (تسجل كبراعات الخروج على النص لنجوم الشباك) والرسم الكاركاتوري للواقع الاجتماعي، والذي يقوم على الانتقاد غير المهذب والهجاء اللاذع تقول: كلا!
وأخيرا نتساءل: أليس من وسيلة غير التهريج والازمات المفتعلة لتحقيق شعبية المسرح؟ وهل الحلول المليودرامية التي يفتعلها نجوم الشباك (الارتزاق السهل) كفيلة بحل مشاكل الشعب وتحقيق العدل الاجتماعي أم بإعادة بناء وعي الشعب وإرسائه على قواعد فكرية وثقافية راكزة... حتى وإن جاءت عن طريق الكوميديا الرصينة وغير المخلة؟



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس ضد عادل إمام!
- أوباما وعقدة لون بشرته
- صوت مقترح لأنوثة الشعر
- غسق برازيلي
- حنيننا بقعة ملح
- المدونة الأخيرة لوجه القمر
- خيط دخان
- مدونة أخرى لاجتراحات رمل الحكاية
- منمنمات لا تقبل التأويل
- خيار الشعب التونسي... والغنوشي باشا!
- تونس ما بعد التغيير والازمة النائمة
- الثورة التونسية ومشروع الهيمنة الدولية
- قاب تنهيدتين أو أقرب
- خط أزرق تحت وهج التاريخ العربي(هل نحن ظاهرة لفظية؟)
- طفولة الأشياء
- قصيدة دائمة: جدل مناوب
- تبرعوا للسيد المالكي يرحمكم الله!
- الحصانة الوطنية ضد الأحزاب
- أطلق سراح هويتي أيها الوطن
- الفساد من ثقب قفل البرلمان


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - ليس ضد المسرح الشعبي