أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - قراءة اللوحة بقلم رصاص














المزيد.....

قراءة اللوحة بقلم رصاص


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


قراءة اللوحة بقلم رصاص
سامي البدري
كمتابع ومتذوق وقارئ – أحيانا – للمعارض الفنية، لطالما إستوقفني السؤال التالي: هل تلبي طروحات اللوحة التشكيلية العربية الحديثة حاجاتنا الثقافية المتوخاة منها؟
معروف أن اللوحة الفنية عمل إبداعي، كالقصيدة والمقطوعة الموسيقية والقصة والمسرحية، تنحصر مهمتها الثقافية في طرح السؤال وتعديد زوايا النظر إليه.. فهل نجحت اللوحة التشكيلية العربية الحديثة في تلبية حاجاتنا الثقافية والمعرفية في طرح السؤال إبداعيا وجماليا؟ لطالما توقفت أمام عشرات اللوحات، في المعارض الشخصية وقاعات العرض الدائمة، أبحث عن أوجه تمظهر أسئلتها وطريقة سوقها وميكانزم طرحها وهارموني تفجرها عبر ضربات ألوانها ونسب كتلها ومساقط ضوئها وزوايا رؤيتها فوجدتني أتساءل: هل طور هذا الفنان سؤالا جديدا من المعاني المطروحة على الطريق – بتعبير الجاحظ – عبر ضرباته هنا أو عبر إختياره للموضوع في هذه اللوحة؟
لكم وجدتني أدخل لوحة – ومعرضا كاملا أحيانا – وأخرج منها دون أن أضع إصبعا على سؤال محدد أو زاوية نظر جديدة إقتنصها الفنان بطريقة طرحه ومعالجته في تلك اللوحة.
أحيان كثيرة تركتني لوحات معلقا في فراغ ضبابي ورمادي يضع مسافة ذراع كامل بين المتلقي وبين إشاراتها، التي من المفروض أن تكون مبثوثة في ثنايا ضربات الفرشاة وكتلها اللونية لتوصلني إلى شفراتها التي تشكل موضوعها وتتطلب الفك والكشف عن أسرار أسئلتها الفكرية والمعرفية والجمالية، ليسقط إصبعي على هوة لونية بلا خريطة... بل وبلا تضاريس يتابع سير مدلولاتها من الأساس.
إذ أتوقف أمام لوحة تشكيلية فإن أول ما أبحث عنه في تخطيطاتها وضرباتها وكتلها اللونية هو ما يقهر قناعاتي الزائفة والقديمة ويدحر حصونها عبر سيل من الأسئلة المحاججة التي ترافقني إلى السرير وتشاركني وسادته تلك الليلة.
في أحد معارض الحروفيات الذي عرض فيه صاحبه (22 ) لوحة سألت صاحبه وأنا أقف أمام آخر لوحات المعرض: أتعرف أين أقف الآن؟ فأجابني بإبتسامة شفقة: أمام لوحتي هذه طبعا...؟ فقلت: بالفعل، وهذا دليل على فشلك لأني من المفروض أن أكون الآن داخل اللوحة أفكك شفراتها وأصطلي بوهج أسئلتها الجديدة والمحيرة!
مثالي هذا لا يعني إني أطالب الفنان، أو حتى أن أقترح عليه ما يقيد حريته في الاختيار في اسلوب أو طريقة الطرح والمعالجة، إنما أحاججه بمساحة شحن لوحته والأفق الذي يتطاول على ملامسته ودغدغته هذا الشحن.
في لوحة حقل عباد الشمس لفان كوخ، كنت أتعثر بقامات شفراتها مندسة بين صفوف سيقان وزهور اللوحة التي غطت كامل مساحة ذلك الحقل البرتقالي.. وفي لوحة لفنان عربي رسم فيها مربعا برتقاليا ينزوي في الزاوية السفلى من أقصى يسار اللوحة في فضاء من الرماد المطلق، سألت صاحبها عما يمثله ذلك المربع فقال: إفترض إنه صندوقا... فقلت سأفعل فيما لو كنت قد علقت لي أحد مفاتيحه في جهامه هذا الرماد القاحل ولكنت الآن في داخله أبحث عن إشاراتك التي أودعته!
هل كنت أنا العاجز عن اللحاق بإشارات صندوق فناننا ، رغم صرفي ساعات إندهاش طويلة وأنا أحاول تلمس مفاتيح حقل فان كوخ البرتقالي؟
ربما!



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنين وشريعة كناياتك
- هل أنا حر؟
- قاب شفتيك... ولا أدنى!
- عبير أبيض ومناسك عبور
- ليس ضد المسرح الشعبي
- ليس ضد عادل إمام!
- أوباما وعقدة لون بشرته
- صوت مقترح لأنوثة الشعر
- غسق برازيلي
- حنيننا بقعة ملح
- المدونة الأخيرة لوجه القمر
- خيط دخان
- مدونة أخرى لاجتراحات رمل الحكاية
- منمنمات لا تقبل التأويل
- خيار الشعب التونسي... والغنوشي باشا!
- تونس ما بعد التغيير والازمة النائمة
- الثورة التونسية ومشروع الهيمنة الدولية
- قاب تنهيدتين أو أقرب
- خط أزرق تحت وهج التاريخ العربي(هل نحن ظاهرة لفظية؟)
- طفولة الأشياء


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - قراءة اللوحة بقلم رصاص