أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم البغدادي - فضيحه في بيت فريال(21)















المزيد.....

فضيحه في بيت فريال(21)


جاسم البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 21:34
المحور: الادب والفن
    


فضيحه في بيت فريال

(21)

آخر الليل ...حين تسدل الستائر على انغلاق الجرح الشبقي ولا تبقى الا رطوبه الانفاس تندي الوسائد , آخر الليل ..تتفتح كل المسامات لالتقاط الهواء السابح في هيكل الخطيئه المقدسه , و تهيم حراسات الخفوت الليلي تسكب من صفائحها بلل الخرس لاسكات حتى الصمت كي لاتشمه النوافذ ويتسرب هفافه لانوف النائمين الموبؤئين بالادميه فيتمردوا عليه ...آخر الليل تستيقظ كل اشباح الرؤى والاحلام والكوابيس لتزف اليقضه عروسا سلطانيه في سراديب الاوهام ..دفوف دفوف ..طرق على الاواني والاباريق والصواني النحاسيه , ويمر الموكب الصاخب خلال سوق النخاسين يحمل هودج عروس السلطان ..يشاكسه صفير ..ثم نقر على لجام الفرس وسوط تحت السرج فيتمايل الهودج ويهوي للارض وتموت اليقضه ...آآآه ما اجمل موتها الان , انعتاق ابدي , انفلات من كل هموم الوعي ومطبـّاته ..آه , كم كان ذاك الشئ هائلا , حتى الذهول لم يكن كافيا لارتواء الخيال من الانجراف الذي ساح بي في شتى عوالم الوجود واجناسه المروّعه ...من غابات الامازون , لبراري افريقيا , لمتاهات جزر التيمور , لولوج عالم الاسود والفهود واللبوات والافاعي , تم كل شئ ...اغلقنا نكودات الوعي وطفقنا نخصف علينا الجنازير وجلود الحمر الوحشيه وورق الصبـّار , جلدنا اليقضه الادميه ودبغنا اجسادنا حتى لانت وطاوعت , رقصنا رقصه العبث , كرنفال من الفلامنغو الى الدبكات الى السامبا الى ايقاعات التانجو ..طاردت معها كل مسارات النطف في اصلاب الاجداد , توغلت عميقا في كل ماضيات الامس الغابر..تقصيـّت صدفي الاسكندر المقدوني ونقبت فوهه الردم فانسلـّت خلايق ياجوج وما جوج من عجينه راكده في تلافيف الزبر المعقوشه والمدمغه ببقايا القصب والبردي السومري ...كانت فريال هائله متوهجه ..بل تجاوزت حدود التوهج الى اشعال الفتائل ثم غمر الجسد حد الاشتعال ...وبكل ما بقي لها من جذوه طاقه رشقت ظهرها ورأسها على الوساده وهي تلملم انفاسها الشارده ثم تنفخها دفعه واحده متأوهه ..وتقول بحروف تتكسر امام تلاطم الانفاس المتادفعه لسد فراغ الرئه :
- أوه , وآه ..ياألهي ماذا حصل !! اين كنا ..!!
ثم راحت تمسح العرق عن اطراف وجهها واعلى صدرها وراحت تدفع ضحكه متقطعه تملصت بتعرج من بين حشر اللهاث وانطباق النشوه :
- لم يضع تعبي ..ولا اوجاعي ..
وضحكت بقوه من اعماقي فخرج صوتي كالزئير الذي نفض كل غبارات الجدران ..همست لي بتوسل وبضحكه مخنوقه :
- هسسس..ارجوك ما ناقصين فضايح
ودون اتفاق ولا كلام انزوينا في ركن الصمت لنلتقط ما غفل عنا من سعاده فنتذوقها ...

بعد اكثر من ساعه ..مرت بي اغفاءه خفيفه , وهبتني استرخاء اكثر , التفتّ الى فريال فوجدتها ماتزال مستيقظه تدلك جبهتها وحواجبها باصابعها سألتها :
- صداع ؟
-لا
ثم زفرت وهي تقول :
- كابوس
- لا اظنك نمتي , من اين اتى الكابوس؟
تنهيده متشائمه ثم قالت :
- وهل تحتاج الكوابيس للنوم , حياتنا كلها كابوس
بدأت اتوجس من كلامها قلت لها متوسلا :
- فريال دعي عنك هذا التشائم , انا بالكاد وضعت قدمي خارج الجنه ..واريد العوده لها حالا
ضحكت وكأنها تتنهد وقالت
- ليس بعد , لا طاقه لي لمعاوده الحرب
قلت بنشوه :
- ومن الذي انتصر بهذه الحرب ؟
قالت بنبره تحدي:
- ما زال هناك المزيد من الجولات
كنت متمتعا بالحديث معها , لا اريد ان تضيع ثانيه واحده دون ان اسمع صوتها واتلذذ باسلوبها في الكلام كنا منطرحين على ظهورنا ملتصقين ببعضنا ,عيوننا ساهمه في الفضاء المغمس باللون الوردي الخافت
- فريال
- نعم
- الديك مانع لو بقينا نتكلم ؟
- عن أي شئ ؟
- يعني
- تكلم
- اود ان اسئلك بعض الاسئله الخاصه اذا سمحت
- اني اخاف مقدما من تلك الاسئله
- حسنا ان شئت لن اتكلم
-لا اقصد ذلك , لكن اما لديك شئ غير الاسئله
- انا اسف ,سأصمت الان
- افضل , دعنا الان نرتشف السعاده بصمت وهدؤ
رغم الضيق الذي شعرت به يحبس انفاسي لكني ارتحت لكلامها الاخير , انها سعيده ولا تريد تعكير هذه السعاده , نهضت من السرير ,توجهت الى شماعه الملابس , تناولت قميصي وارتديته , وجلست ادخن على حافه السرير , لم تلتفت لي وانا اتحرك , كانت نظراتها سارحه في السقف ,تبدوا واجمه قليلا , انتهيت من التدخين وانطرحت بجانبها , مرت لحظات , ثم راحت تتململ بضجر .. وقالت :
- ماذا تريد ان تسأل ؟
قلت بقليل من الحنق :
- لا شئ
- تكلم ولا تكن طفلا
-انا لست طفلا
- تصرفاتك تقول انك طفل , انت تغضب لاتفه الاسباب
سحبت نفسا عميقا وقلت :
- لست غاضبا عليك , لكني غاضب على نفسي , على افكاري التي لا تهنأ الا بتعذيبي
- الشك مره اخرى ؟
فزعت
- لا , ابدا , لا تذكري هذا ثانيه
- لكنه موجود ذكرته او لم اذكره
- فريال
- لا حاجه للمكابره , الاعتراف هو ما يريح لا الهروب
- فريال انا لم ..
قاطعتني باصرار
- اسمع من ما دام هناك شئ موجود , لا يهم اعترفنا بوجوده ام لا , لكننا نختار ما فيه الاسهل لنا , والاسهل لنا دائما الهروب وراحه البال , لا تعقيد الذهن
سكتت قليلا ثم اردفت :
- لكنه سيبقى موجود وأذن لن نرتاح من التفكير به ابدا
قلت كي اطمئنها :
- لو عاودني لدست عليه بحذائي
- تنهيده ساخره ثم قالت :
- لكنه لن يفعل ذلك بك , فقط يعشش في دماغك فيلخبط كل مافيه ولن تعد تفهم شيئا
- لن يحدث ذلك
- هو اقوى منك ومني ومن الجميع , لانه هو من يملك لحظه الهجوم لا نحن
- ما دمنا لا نتأثر به فليحترق في جهنم
- الى متى ؟
- عفوا
- الى متى نقاوم تاثيره , عام عامان , قلت لك هو يملك اللحظه , الزمن , ومن يملك الزمن هو الاقوى دائما
- فريال اسكتي ارجوك
- ماذا سمعت عني ؟
ارتعبت ..لم اجب
- قل لي ...سمعت اني امرأه سيئه السمعه ..حسنا وماذا بعد ؟
بقيت صامتا , اللعنه لا اريد لهذا الحديث ان يتكرر .. تابعت هي :
- تؤجر بيتا مع امرأه اخرى .. طيب , الم يخط ببالك , اعني , ربما لم اكن انا المقصوده
اضطربت , كلامها منطقي , ربما ... يا ألهي كيف لم اغفل عن نوال ..لماذا لا تكن نوا...فلت مني سؤال
- نوال ؟
ادارت وجهها بعصبيه وقالت
- دعنا من هذا الموضوع الان لا ارغب بالحديث اكثر عنه , انا فقط اردت ان اريك ما يفعله ذاك الذي يعشش في الدماغ ويتحكم في المشاعر , انه يسلب عنك الفهم ويصيّر لك الاوهام عقلانيه , هو يجعل العقل مثل ورق ترشيح وتنقيه السوائل فلا يتسرب لك منه الا مايريده هو ان يتسرب
- فريال لا اعرف كيف اعتذر لك ..اني فعلا كنت
قالت بسرعه
- قلت لك سابقا , كنت مجنونا بي
ثم رفعت يدها للاعلى وهي تتصنع الصياح بصوت خافت :
- مجنون ويشك ..رائع
ابتلعت مراره الاستهزاء وقلت متحسرا:
- لكنك تعذريني بكل الاحوال
جاء صوتها غريبا هذه المره وكأنها تستفزني
- لا بئس , ان لم اكن فعلا مومس .....



#جاسم_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحه في بيت فريال(20)
- فضيحه في بيت فريال (19)
- فضيحه في بيت فريال(18)
- وطن بلا قمر..
- العولمه وجدوله الافكار
- فضيحه في بيت فريال(17)
- فضيحه في بيت فريال (16)
- فضيحه في بيت فريال(15)
- فضيحه في بيت فريال(14)
- فضيحه في بيت فريال(13)
- فضيحه في بيت فريال (12)
- خطر متأسلمين ..لا خطر مسلمين
- فضيحه في بيت فريال(11)
- فضيحه في بيت فريال(10)
- فضيحه في بيت فريال (9)
- فضيحه في بيت فريال(8)
- فضيحه في بيت فريال(7)
- فضيحه في بيت فريال(6)
- فضيحه في بيت فريال(5)
- فضيحه في بيت فريال(4)


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم البغدادي - فضيحه في بيت فريال(21)