فضيحه في بيت فريال(14)

جاسم البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 01:34
المحور: الادب والفن
    

فضيحه في بيت فريال
(14)
رغم الخوف الشديد الذي احس به يعتصر انفاسي ويشل تفكيري إلا اني كنت احاول جاهدا السيطره على اعصابي التي تترنح قبل الانهيار وانا اسمع هذا الكلام من ناجي ..يا ألهي لم يعد شئ ينفع ..انكشف كل شئ.. انا .. فريال .. ما حصل في الغرفه ..اللعنه ..اني مرتعب لهذه الفضيحه ...كيف سأواجه الناس ؟ الطلبه..؟ الاساتذه ..؟ وفريال ..كيف ستواجه كل ذلك ؟ في الكليه ؟ مع زوجها ؟ مع الناس ؟ ..اكاد اتمزق الما ..وفزعا ..قلت باستسلام :
- والان , ما العمل ؟
ناجي يجيب بيأس وتحسر :
- المعاون يصر على عقد ( مجلس تحقيقي) للموضوع , لكني احاول الحيلوله دون ذلك الان , او على الاقل تأجيله بعض الوقت كي نتمكن من تهدئه الموضوع فأنه يبدو صعب جدا
زفرت بضيق وسألته :
-وما المطلوب مني الان ؟
اجاب:
- لا اظن انك تستطيع عمل شئ الان ..ولكني اطلب منك امرا , ربما....لا ادري ماذا اقول .. ربما نحتاجه الان لتسكين الموضوع
-ما هو ؟
- ربــ..يعني ..ربما تستطيع اقناع فريال للحضور للكليه غدا ..على الاقل كي ندفع الشك الذي يحيط بالمعاون تجاهها
فريال ...كم اتألم حين اتذكرها وهي تغادر الى بغداد...هاربه من اثار ذنبي المتبعثره على وجهها ..قلت بوجوم:
- فريال غادرت الى بغداد
صاح بفزع ودهشه ..كانت عيناه متوسعتان وهو يبحلق بي كغير المصدق :
- ماذا ؟؟ غادرت الى بغداد ؟ لماذا ؟
ماذا اقول له ؟هل اشرح له وضعها ؟ اني انكمش لهذه الفكره ..قلت وانا احاول الهدؤ قدر ما استطيع :
- ظروف ..
الح بالسؤال
- وما هي هذه الظروف التي تجبرها للمغادره هكذا فجأة ؟
المح في وجهه الشك ..لا يهم .. قلت بضيق :
- لا ادري
قال وهو يداري ابتسامه سخريه ترتسم على طرف شفته :
-ولا اظن احد غيرك يدري ..اعني احدا اخر في الكليه
هززت رأسي مؤيدا... راح ينظر لي باستغراب ثم سحب نفسا ليعيد اتزانه بعد هذه الصدمه :
-وما العمل الان ؟ كيف نستطيع الوصول اليها واقناعها بالحضور؟
- وهل حضورها ضروري لهذا الحد ؟
-على الاقل كي تطلع على الموضوع
الححت بخبث:
- وهل سيسرها الاطلاع على الموضوع ؟
زاغت عيناه كالغير مصدق او غير فاهم لموقفي
- تبدو لي غير مهتم لحضورها الان..ايمكن ان اعرف السبب؟
اني فعلا لا اهتم ..لاني اعرف ماذا يعني حضورها الان ..انه كارثه ..رباه .. اني اتقطع الما حين اتذكرها .. لا استطيع الاستمرار ..سأحاول انهاء الحديث ..لقد تعبت منه قلت له :
-اظن ان الحديث بدأ يأخذ مجرى التحقيق الان
فوجئ بهذا القول ,لكنه حاول التماسك والسيطره على كلامه ..قال وهو يصطنع الهدؤ :
-يمكنك تسميته بأي شئ .. ان كلامي معك يخص مصلحتك مهما كان نوعه .. ولا تنسى انك ربما ستدخل تحقيقا رسميا ..
بدأت اتضايق جدا من تشبثه بالكلام فاردت وضع حد لنهايته قلت بلا مبالاة :
-عند ذلك سأقول اي شئ اراه
-ولكن هذا قد يضرك
- ليكن ما يكون
واخرجت سيكاره من علبه السكائر الملقاة جنبي على السرير وبدأت ادخن .. صمت ناجي لحظه ..ثم نهض وهو يدفع بيديه على السرير قائلا :
-حسنا .. انشاالله يصير خير
ثم توجه نحو الباب .. وقبل الخروج وقف واستدار بوجهه لي قائلا:
- قبل ان انسى ..لدي سؤال اخير
نفثت الدخان في فضاء الغرفه الصامت واجبت :
-تفضل
-كيف هي علاقتك بالدكتور ناظم ؟
استغربت لسؤاله ..ماذا يعني بحق الشيطان ؟؟
-ماذا تعني ؟
-اعني هل هي قويه نوعا ما ؟
مازلت غير قادر على فهمه قلت:
-علاقه طبيعيه ..لكن لماذا تسأل ؟
اجاب مترددا , بارتباك
- ربما ستغضب اذا اخبرتك .. ولكني اتمنى ان تقدر موقفي..لقد اخبرت الدكتور ناظم عن المشكله
قاطعته مستغربا
- ولماذا اخبرته ؟؟
-يعني .. ربما يستطيع مساعدتنا لاقناع المعاون..
انزعجت .. يا للاهانه .. لماذا يفعل ناجي هذا ؟ لتذهب الكليه كلها لجهنم ..لماذا يحاول فضحي امام الاساتذه ؟الدكتور ناظم يحمل صوره طيبه عني ..لماذا يحاول ناجي تشويهها ؟؟..اللعنه .. وفريال .. ماذا سيكون موقفها اذا علمت بهذا ؟ الهي...الالم ...اشعر ان فريال سوف لن تعود للعمل في هذه الكليه ..بدأت ادرك الان ماذا يعني سفرها لبغداد ..انها تترك عملها ..تتركه لاجلي .. لاجل حماقتي ..ياللفضاعه .. اني اتمزق من هذا الكابوس .. اني مشتاق لها الان ..اريد رؤيتها , اريد ان اعرف ماذا تنوي فعله ..يجب ان اسافر لها .. اني اختنق ..اريد ان ارى فريال ...الان .. حالا..نظرت الى ناجي حانقا وسألته بامتعاض :
-حسنا .. ومن غيره اخبرته ايضا ؟؟
احس بغضبي وامتعاضي .. زاد ارتباكه ..انه يحاول الدفاع عن موقفه الان :
-كلا ..كلا , ارجوك , قدر موقفي.. اني لا استطيع اقناع المعاون لوحدي ..ثم ان الدكتور ناظم متفهم جدا لمشاكل الطلبه .. وهو حريص على حلها ..انا لو المس ذلك منه لم اخبره .. على كل حال هو سيقابلك وتعرف ذلك منه .. لقد طلب ان تلقاه غدا , ان لم يكن عندك مانع
نظرت الى كاظم فاشار لي برأسه للموافقه فالتفت الى ناجي وقلت
- حسنا اذن .. سأقابله غدا عند الدوام .....

#جاسم_البغدادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات