أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم البغدادي - فضيحه في بيت فريال(13)















المزيد.....

فضيحه في بيت فريال(13)


جاسم البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 02:30
المحور: الادب والفن
    


فضيحه في بيت فريال
(13)

اجلس على سريري , متكئ على الحائط الملاصق له , مسترخي تماما ..كاظم اخبرني بما حصل امس ..سقطت مغميا علي ّ في غرفه فريال , واخذني معها للمستشفى , اشعر بالانكماش حين اتذكر نفسي محمولا على كتف كاظم وفريال تساعده .. في الهول , في الشارع , امام المستشفى , قال لي ان بعض الناس ساعدوه وحملوني لداخل المستشفى , واني كنت فاقدا تماما للوعي ..ربما هذا ما كان يبدو علي .. لكني متأكد اني كنت اسمع اصوات خافته , مبهمه , حولي , وربما كنت ارى اشياء تمر امام عيني كشريط سينمائي , لكني كنت فاقدا لاي قدره على الحراك او حتى التفكير فيما يدور حولي ...ترى هل يشعر الانسان الميت بنفس الشعور , اقصد انه ربما يسمع ويرى بعض الاشياء دون ان تكون له القدره على فهم او ادراك ما يجري حوله ..ربما !! لا ادري , فانا لم اجرب الموت بعد , ما زلت صغيرا ولو على التفكير فيه .. ما شأني انا بهذا كله ؟ ليكون ما يكون ...سحبت نفسا ثقيلا .. اخت اليوم حبوبا مهدئه , كتبها لي الدكتور في المستشفى , اني احس بفعاليتها , كاظم يحدثني ..يقول ان فريال سافرت الى بغداد صباح هذا اليوم , وقد اوصته بي.. واكدت عليه بذلك ..قال انها ستغيب اياما قليله .. لا احس بالالم لمغادرتها , بل ببعض الراحه , كان يجب ان تغادر ..لا تستطيع البقاء هنا هذه الايام , ستأتي زميلاتها لرؤيتها لو انها بقيت ..وسيعرفن ما حصل بالطبع ..الالم يعتصرني حين اتخيل ما حصل لها ... كاظم يسألني ان كان بامكاني الذهاب غدا للكليه , يقول انه اخذ لي اجازه هذا اليوم ..الباب يطرق , كاظم ينهض ويفتحه .. يدخل بعض الطلبه ..التفت اليهم ..كريم , ناجي ,خالد, عبد العظيم , علي حويجه , عبدالله , عباس البصراوي , .... انهم جمع كبير , يتجمهرون بالغرفه حولي , بعضهم يجلس جنبي على السرير, ومقابلي على سرير كاظم , وعلى الارض , بعضهم يقف جانبا في الركن .. كاظم اخبرهم اني سقطت وانا اسير معه في الشارع , هبوط في ضغط الدم , او دوار , او سؤ هظم , او اي شئ من هذا ..بعضهم صدق واخرون شكوا بالامر , الجميع يعرف علاقتي بفريال ..الكليه كلها تعلم بتلك العلاقه .. لكن لا احد يعرف تفاصيلها .. بدأو يتحدثون الان .. ارتفع الضجيج .. والضحك .. البعض يسألني عن صحتي .. البعض ينظر لي باستغراب .. المح في عيون بعضهم نظره الحسد , يحسدوني على علاقتي بفريال ..البعض يرغب في مساعدتي ويتمنى لو اني طلبت منه شيئا .. وبين حين واخر ينطلق صوت لاسكاتهم او خفض الاصوات .. احدهم يحاول الغناء ..الجميع يصيح به ليسكت .. يقولون صحتي لا تحتمل سماع صوته المزعج ..اطلب منه ان يستمر , لكنهم يهددوه بالطرد من الغرفه , فيستجيب لهم وهو ينظر لي باستسلام , اخر يتكلم بنكته .. يفزع اخرون لاسكاته , البعض يقول ان الضحك ولانفعال يضرني .. احس بالاهانه تلتهمني وانا اتطلع لهذا التيار العاطفي , المشبع بالطيبه والاخلاص وهو يتدفق منهم ..احقد على نفسي لاني ظلمتهم يوما حين تصورتهم (انذال ) ..هاهم امامي الان باروع صوره للاخلاص والصدق والوفاء ..عبد الله يرفع صوته الخشن محتجا ..
- الضحك ممنوع , الكلام ممنوع , الغناء ممنوع ,ما تريدونا ان نفعل ..نبكي , حسنا سنبكي (ثم يصرخ ) ..يا بويه .. يا عمي ...
عاصفه من الضحك تجتاح الغرفه , انا اضحك من اعماقي ...اشعر وكانني جائع للضحك ... ناجي ينادي :
- هس يا جماعه ..انسيتم انكم تزورون زميلا مريضا ... الهدؤ رجاء ..
البعض يسكت واخرون ما زالوا مستغرقين بالضحك .. يهب علي حويجه واقفا وهو يقول :
- انا سأنهي الموضوع
يلتفت الى الطلبه الجاسين خلفه على سرير كاظم ويسألهم :
- لماذا اتيتم هنا ؟
بعضهم يجيب
- لنرى زميلنا المريض
علي يلتفت لي بسرعه ويسأل :
- وانت كيف هي صحتك الان ؟
اجبته وانا اضحك :
- جيده
يلتفت بسرعه ويقول وهو يصفق بيديه ليحثهم على النهوض :
- هيا اذن , هيا , الم تطمئنوا عليه الان , هيا الى غرفكم .. انتهت الزياره
يهب الجميع , وهم يضحكون ثم يسيرون للباب وعباراتهم تودعني (أودعناكم) ..( بالشفاء العاجل )..( اهتم بنفسك ) ..
وغادروا جميعا عدا ناجي الذي لمحته وهو يتباطئ خلفهم , ثم وقف ناحيه ينظر لهم وهم يغادرون , واغلق كاظم الباب , فاقبل ناجي نحوي .. وجلس قربي على السرير , بعض القلق انتابني لبقاءه وجلوسه جنبي , احسست ان عنده شئ مهم يريد التحدث معي حوله .. ناجي هو مسؤول الطلبه في اتحاد الكليه .. كاظم يجلس قبالنا على سريره وينظر الى ناجي باستغراب , يبدو قلقا هو الاخر .. ناجي يحك شعره فوق اذنه باصبعه , وكأنه يستحضر الكلام المناسب .. بدأ يتكلم .. قال :
-الواقع , انا لم استطع التكلم معك بين الطلاب , ورغم علمي ان الوقت ربما غير مناسب الان للحديث , لكني اجد نفسي مرغما عليه ..
بدت حركه تململ من كاظم , الذي بدا متضايق , قال لناجي :
- ناجي ارجوك , هو متعب الان و ..
ناجي يلتفت اليه بضيق .. انا صامت , لكني ارغب بسماع ما يريد ناجي قوله .. ناجي يقول لكاظم :
-انت لا تعرف هذا اكثر مني , لكني لا اظن الوقت يحتمل التأجيل , والا لما فكرت بالكلام اصلا .. زادت رغبتي بسماع ناجي .. نظرت الى كاظم , كان يتطلع الى ناجي بحنق .. لمحته يهم بالكلام فاشرت له بكفي وقلت :
- كاظم ..ارجوك , اسكت لحظه
احنى كاظم رأسه وهو يزم شفتيه .. التفت الى ناجي وقلت له :
- حسنا ناجي , انا مصغي اليك الان ..
شعر بالضيق لهذا الاسلوب , تململ في جلسته وقال :
- الحقيقه انا ترددت كثيرا قبل ان اقرر محادثتك في هذا الموضوع ..ربما لاني لا اجد من حقي التدخل في شؤونك الخاصه , وكذلك هو ليس من اختصاصي بصفتي مسؤول الطلبه ..( سكت لحظه ثم تابع ) .. التعليمات الصادره لنا لا تجيز لنا ان نتدخل في امور الطلبه الخاصه .. لكن حين تصبح هذه الامور مهدده لسمعه الكليه وسمعه طلابها فلا بد لنا ان نتدخل وبسرعه ( اخذ كلامه يعلو ليشملني انا وكاظم ) ..
بدأت اتضايق من هذه المقدمه المبتذله .. اريد خلاصه الحديث .. الزبده ... تابع هو :
- وعلى هذا الاساس , بدأت التصرف بالنسبه لما اسمعه عنك في الكليه .. سواء كصديق .. او كمسؤول ... لقد سمعت اشياء كثيره عن علاقتك بالموظفه السيده فريال , سمعتها من الطلاب , والطالبات طبعا .. ومن بعض الموظفين , وحتى من الاساتذه في بعض الاحيان ..
شعرت بالفزع حين سمعت الجمله الاخيره ... رباه !! الاساتذه يتكلمون بهذا .. كيف .. سألته بدهشه :
- كيف ؟؟
يبدو انه فوجئ بسؤالي .. اظن انه كان يعتقد اني مطلع على ذلك .. نظر لي بذهول ثم قال وهو يمط شفته :
- سألني بعضهم عما يشاع عنك مع فريال , مره او مرتان
- واصل الكلام من فضلك
- على كل حال , رغم كل ما سمعته , الا انني لم افكر ابدا ان اواجهك به , لقد شعرت احيانا انني اخون صداقتك , واخون التزامي للطلبه الذي يستوجب علي تحذيرهم من كل ما قد سئ الى سمعتهم في الكليه , لكني تركت هذه الامور لغيري من اصدقائك , ربما لانني واثق اني لو كلمتك لاخذت كلامي بمأخذ الرسميات
وسكت قليلا وهو يتطلع لي كأنه يجس مشاعري تجاه ما سيقوله ..ثم استطرد :
- ولكن .. صباح هذا اليوم , واثناء الدوام حدثت بعض الامور التي ارى من المناسب اطلاعك عليه الان ودون تأخير ( الخوف يدهمني , اني متوتر .. اركز على كل كلمه ينطقها ) ..قال :
- صباح اليوم بعث لطلبي السيد معاون العميد .. وحين ذهبت اليه في غرفته راح يسألني عنك وعن الشائعات التي تروج في الكليه عن علاقتك بفريال .. واقسم بالله لقد حاولت بكل ما اقدر عليه دفع هذه الشائعات بعيدا عنكما .. لكنه بدا لي متأكدا من صحتها , لقد اخبرني بالكثير عن لقاءاتكم .. في النادي , في المطاعم , في السوق , في بيتها ...وما حصل هناك من امور تنافي الاخلاق ..و ...
ولم استطع تحمل المزيد فصرخت فيه بعنف :
- كفى , كفى , الا ترى ان هذه الامور مبالغ فيها جدا .. سخافات لا غير .. و
لكنه قاطعني بحزم قائلا :
-يمكن ان تكون سخافات او مبالغ بها كما تقول .. لكن المعاون لديه شهود على كل ما قال
بدأت ارتجف بشده .. اني حاقد جدا على هذا المعاون الكريه ... ياله من قذر ..كم اود تمزيقه الان بأسناني واظافري ....صحت ثانيا كي ادفع هذه التهم التي اشعر بها تخنقني :
- والبيت , بيتها , من اين له الشهود الذين رأوني وانا ذاهب لبيتها ؟؟
كان كلامي دون معنى فتصوير ذهابي لبيتها وما تبعه من تصرفات وصفها انها تنافي الاخلاق يؤكد انه يمتلك شاهدا واحدا على الاقل نقل له ما جرى هناك ... قال ناجي وهو يبدو واجما :
-ان هذا الامر هو اهم ما في القضيه ..فلو كانت المسأله تدور داخل الكليه لاستطعنا الخلاص منها بشكل او باخر , ولكن يبدو ان الجيران , اقصد جيران فريال تكلموا بهذا ايضا , فقد اتصل احدهم بالمعاون صباح اليوم , واشتكى من تصرفاتها مع بعض الطلبه الذين زاروا بيتها في اليومين الاخيرين , ويقول ( كما اخبرني المعاون ) انهم يسمعون صراخا وصياحا يحدث في بيتها اثناء وجود هذا الطالب او الطلاب معها ....
رباه , لم يحدث هذا الامر سوى مره واحده فقط ..اللعنه ..ناجي تابع بتحسر وحنق :
- وطبعا سألهم المعاون ان كانوا يستطيعون التعرف على هذا الطال فأكد الجار بنعم وببساطه .. والغريب في الامر ان فريال لم تأت للكليه منذ يومين , وهذا يزيد المشكله تعقيدا , فالمعاون يشك بحدوث شئ خطر لها ...



#جاسم_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحه في بيت فريال (12)
- خطر متأسلمين ..لا خطر مسلمين
- فضيحه في بيت فريال(11)
- فضيحه في بيت فريال(10)
- فضيحه في بيت فريال (9)
- فضيحه في بيت فريال(8)
- فضيحه في بيت فريال(7)
- فضيحه في بيت فريال(6)
- فضيحه في بيت فريال(5)
- فضيحه في بيت فريال(4)
- فضيحه في بيت فريال (3)
- فضيحه في بيت فريال(2)
- فضيحه في بيت فريال (1) قصه
- مع الله وليكن ما يكون...
- الاطلال..ملحمه الشطر
- ثقافه الخرطات السياسيه !!
- ضحيه التحرش ..من ؟
- عاشقه
- سياسه لوي ال (لو) ..
- دعوا المرأه نائمه , لعن الله من ايقظها


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم البغدادي - فضيحه في بيت فريال(13)