أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم البغدادي - فضيحه في بيت فريال(10)















المزيد.....

فضيحه في بيت فريال(10)


جاسم البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 02:19
المحور: الادب والفن
    


فضيحه في بيت فريال

(10)
فتحت عيناي بصعوبه , الصداع مازال يلتهم رأسي ,احس بالغثيان ,معدتي مضطربه , فمي جاف..ماذا جرى ؟اين انا؟ ..لا اميّز الاشياء بسهوله اتلفت جانبا ببطء..الصداع يؤلمني..رأسي ثقيل جدا ,احاول التركيز بما يحيط بي..يبدو كل شئ مبهم امامي..كل ماحولي مشوش احاول الاغفاء ثانيه دون جدوى..تعبان من هذه الاغفاءه الطويله ..ظهري يؤلمني ,جوانبي كذلك , اشعر بالنحول ,مسحت على وجهي..صور الاشياء بدت تتضح قليلا ,استطيع تمييز تلك الستاره ..انها ستاره النافذه في غرفتي في القسم الداخلي ,اني في القسم ..الحمدلله..شعرت لبرهه اني كنت مرميا على التراب وسط الشارع..هناك شخص قادم..اسمع صرير الباب وهو يفتح..شخص يلج الغرفه
- استيقظت ؟
انه كاظم ..اسمعه جيدا الان..سحبت نفسا عميقا ,اريد تذكر ما جرى لي ,لكني لا استطيع ,الصداع يدهمني بقوه ,لا اريد التفكير الان ..سيقتلني حالا..علي ان ارتاح قليلا...مازال امامي وقت طويل لاعرف ما جرى..لماذا اعذب نفسي الان ..اتكئت بمرفقي على مؤخره السرير ثم دفعت نفسي للجلوس , مفاصلي تؤلمني ..امسح بيدي على وجهي ثانيه..ما تزال الاشياء غبشيه امامي
- خذ اشرب , وبلل وجهك
كاظم يناولني قدح ممتلئ ماء..اني بحاجه اليه فعلا ..اخذته منه ..شربت قليلا..ومسحت بشئ منه وجهي , بروده الماء تدب في صدري ..اشعر ببعض الراحه , الغثيان بدأ يتلاشى ويخبو قليلا ..اتطلع للنافذه ..يظللها السواد .انه الظلام , نحن في الليل ,التفت الى كاظم الذي جلس الى جانبي على السرير , اسأله :
- كم الساعه الان؟
- الثامنه مساء
رباه ..الثامنه !! كم من الوقت مضى وانا نائم , كاظم يسألني
- ماذا جرى ؟
انا لا ارغب بالتحدث..ما زال الصداع لا يفك عن رأسي
- لا شئ
-كيف ؟
- ارجوك كاظم ..دعني الان
-حسنا... تعشيت ؟
ابتسمت ,يسألني عن العشاء وانا لا ادري هل تغديت ام لا ..انا لا اذكر شيئا .قال كاظم وهو ينهض من مكانه
- على كل حال ساتركك الان..سأشاهد التلفزيون في (البهو) واذا احتجتني نادني
مضى واغلق الباب..بقيت وحيدا ,ليس سوى انفاس غرفتي الساكنه ,الصمت يحيط بي ..اغمضت عيني ,اتكئت بمؤخره رأسي على السرير ,الذكرى تتململ بضجر في رأسي..ماذا جرى؟ ..اني لا اتذكر اشياء كثيره سوى اني القيت نفسي عليها واحتضنتـــ....ربما هي احتضنتني..الصداع ينبض في رأسي , يذكرني بوجوده ,لا اريد التذكر اكثر..احس برائحتها تملأ المكان ..رائحه جسدها ..العرق الساخن ..اتقزز من رائحه جسدي , جسدي ما زال ملوث ,انفر من هذه الرائحه ,الهواء غير طبيعي ,يجب ان اخرج من هنا ..اريد هواءا ً نقيا ً باردا ً ..سأخرج الان, نهضت من سريري, تفحصت ملابسي ,انها ملابس الكليه , لم اغيرها, هندامي مبعثر,القميص انسل من تحت البنطلون , خطوط متلويه ومتعرجه تتبعثر على البنطلون ..حذائي , لم اخلع حتى الحذاء..قدمي تختنق داخله , لا يهم ,كل ذلك لا يهم ..علي الخروج بأي شكل كنت...ومضيت خارج الغرفه وانا اربت بكفي على شعري الذي احسه مبعثر ايضا .
اسير وسط المدينه ,الليل يخيم عليها , الظلام يسود الطريق عدا تلك المصابيح المتوهجه على جانبي الشارع العام , منظرها جميل ,احبه جدا , اسير بتمهل , اضع يدي في جيب البنطلون واستنشق الهواء النقي ,احس بالراحه , هناك كلب يقف قرب احد المنازل ,يتطلع لي بشراهه,يحمحم بصوت مخنوق ,بدأ ينبح ,انظر اليه ,شئ يدفعني للاقتراب منه , اتوجه نحوه ,نباحه يزداد ,اقترب منه ..يهدد ويعربد في حركاته ونباحه ..اقترب اكثر..و ..فجأه يدير جسده ويجري هاربا مني ,وما زال ينبح ...اشعر بالزهو ,اسحب نفسا عميقا سعيدا , بدا الهواء منعشا ..اواصل سيري ..اصوات السيارات تطرقني بين حين واخر..ضياء مصابيحها يبرق امام عيني , هناك مطعم قريب ,المح بعض الناس يتحلقون امامه ,هناك رجل يبيع الشاي ..اشتهي شرب كوب من الشاي..بعد الاكل ..وقبل التدخين ..سأتعشى هنا ,امد يدي في جيب البنطلون الاخر ,المحفظه في الجيب ..الحمد لله ..........ومرقت داخل المطعم .
توجهت صباحا للكليه متأخرا ,لم استطع النوم الا قرب الفجر ,لا ينتابني سوى القلق حول ما جرى امس في بيت فريال ..مازلت لا اتذكر الا اشياء قليله ..اشعر بالرعب كلما حاولت التذكر ,لم ارى فريال في الكليه ,ربما لاني لم احاول الاقتراب من غرفه الطابعه او حتى البهو ,شئ في نفسي يدفعني للابتعاد خشيه التهمه ..اشعر اني متهم بشئ لا استطيع معرفته بعد ..كاظم يقترب مني ..كنت واقفا كعادتي متكئا على سياج الممر الاعلى , وقف الى جانبي وسألني :
-ماذا حدث امس ؟
- ماذا تعني ؟
- سؤالي واضح
-لكني لا اعرف ما تعني
- فريال لم تأتي للكليه بعد
شعرت بالدوار..الالم يعتصرني ..ماذا جرى ؟(رباه) اريد فقط تذكر ما جرى لكني لا استطيع ..ذاكرتي ممسوحه بالكامل ..هناك اشياء حصلت ولكنها الان تتراءى امامي هزيله كفتات الحلم في الخاطر ..لا استطيع رؤيتها ..لا اسمع حسسيسها ..لا ..لا... اسحب نفسا بصعوبه ..انفاسي تحبس داخل صدري باحكام مغلق ..كاظم يتكلم
- وداد قالت ان اختها اتصلت بالكليه واخبرتهم ان فريال مريضه
مريضه ؟ فريال مريضه ؟ ..ربـــ....ليتني اتذكر شيئا ما... اي شئ !! ..اني متضايق ..أختنق ..التفت الى كاظم , هو ينظر لي باستغراق ..يتفحص قسمات وجهي ..كيف استطاع معرفه ذلك قبلي ؟ لماذا لم اسبقه انا ..؟ اليس هذا هو المفروض...شعور بالاهانه ..النذاله ..والسفاهه ..يتلبسني ..اني احس واشعر كثيرا جدا ..لكني لا اتحرك حتى لمعرفه اي شئ عنها بل ابعد نفسي خوفا من التهمه ...يا للحقاره ..سألته :
- وكيف عرفت انت هذا ؟
اجاب مزهوا
- بسيطه سألت وداد فاخبرتني
الاهانه تحز نفسي , صديقي يسأل عنها ويأتيني بأخبارها ... وانا ؟؟سألني مجددا
- لم تخبرني... ماذا حدث ؟
- لا استطيع اخبارك الان
-ولا اظنك ستخبرني مستقبلا ..
تطلعت في وجهه ,يبدو حانقا ,اني اعطيه الحق ,انه يريدني ان اشركه في مشاكلي , انا لا اشك في اخلاصه ,يريدني ان ابرهن على ثقتي به , ينصحني ,يمنعني ,يحذرني ,يريدني ان اصغي اليه , واطلعه على كل ما افكر به كي يحس بالفرح وهو يمد يد المساعده لي ان احتجته ..لكني انا ..يا لعنتي ..لا رغبه لي ابدا باطلاعه عن أي شئ يخصني ,انا لا احمل له الا اجمل المشاعر لصديق عزيز ..احس بالراحه كلما وقف الى جانبي وحدثني ,لكني لا استطيع طرح ما افكر فيه بسهوله حتى مع فريال ,ما زال لدي الكثير مما اود ان اقوله لها لكني امتنعت ..انا نفسي لا اعرف لماذا ..انا هكذا ولا ادري لماذا انا هكذا ..اظن صمتي طال ..كاظم ما زال حانقا علي اقناعه الان باي شئ , لا اريد فقدانه الان ,لا شك اني ساحتاج اليه ,اني متيقن من ذلك فالأمور تبدو شائكه امامي قلت:
- كاظم..ارجوك قدر موقفي ,انا امر بأزمه الان ..و..
قاطعني
- اني اعرف انك تمر بأزمه ..ولهذا سألتك ..اراك تتمزق من التفكير,لماذا لا تشركني معك ..اتشك بي ؟
- كلا ..كلا ولكن !!تعال نجلس في النادي
- اتعدني انك ستكلمني بصراحه ؟
- اعدك ...



#جاسم_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحه في بيت فريال (9)
- فضيحه في بيت فريال(8)
- فضيحه في بيت فريال(7)
- فضيحه في بيت فريال(6)
- فضيحه في بيت فريال(5)
- فضيحه في بيت فريال(4)
- فضيحه في بيت فريال (3)
- فضيحه في بيت فريال(2)
- فضيحه في بيت فريال (1) قصه
- مع الله وليكن ما يكون...
- الاطلال..ملحمه الشطر
- ثقافه الخرطات السياسيه !!
- ضحيه التحرش ..من ؟
- عاشقه
- سياسه لوي ال (لو) ..
- دعوا المرأه نائمه , لعن الله من ايقظها
- بصمة حب
- الطائفيه للأمام در..العلمانيه للوراء سر
- سيكولوجيه الطائفيه في العراق
- المجنون في المانيا ..


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم البغدادي - فضيحه في بيت فريال(10)