أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم البغدادي - فضيحه في بيت فريال(2)














المزيد.....

فضيحه في بيت فريال(2)


جاسم البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 01:49
المحور: الادب والفن
    


فضيحه في بيت فريال

(2)

تأكدت بعد ايام ان فريال هو اسم السيده التي توظفت حديثا في الكليه بمهنه كاتبه طابعه, وتأكدت ايضا انها هي نفسها التي قابلتنا قبل ايام في الطريق , ورغم تلك المشاعرالعاصفه التي لا استطيع تفسيرها والتي تدفعني دائما لرؤيتها ..الا انني بدأت اشعر ان الضيق الذي احسست به حين قابلتها اول مره قد بدا يخبو في نفسي ,او لعله تبدل الى هذا الشعور الذي يدفعني لمحاوله الاقتراب منها .
لم استطع -رغم كل محاولاتي -الافلات من تلك اليد السحريه التي كانت تدفعني لها ,احسست ان كل شئ في حياتي الدراسيه قد بدأ يتغير ..لم اعد اعي المحاضرات التي كنت احضرها ..ولا باحاديث الاصدقاء ..كل شئ اصبح امامي مجوفا فارغا..اشعر احيانا اني لست في كليه ولا الطلبه الذين حولي هم طلاب.بل اناس عاديون ..ربما في سوق او شارع...كل شئ تغير للاشئ , لم يعد هناك معنى لكل هذا الضجيج حولي , لا شئ يثير انتباهي او يحسسني بوجوده !!عدا تلك الغرفه التي تقع في احدى زوايا الكليه والتي استطيع ان اطل عليها حال خروجي من الصف ...(غرفه الطابعه)..هناك بين تلك الجدران يكمن شئ له معنى بالنسبه لي ..احس اني امتلكه الان , ويمتلكني هو ايضا ..ويمتعني امتلاكه لي واشعر بالخوف من امتلاكي له ..ربما كان مجرد حلم كاذب ,بل هو حقيقه مجرده كحلم ,لا احس بفرحه امتلاكي له سوى باحساس سطحي تملأه الرهبه ..ويطويه اليأس والالم حين ادرك انه مجرد حلم لا اكثر...وهكذا بدأ التغيير في داخلي ..تغيير يجرفني لشاطئ عميق ..لمعنى حقيقي طالما اشعرانني محتاج له ويقتلني جهلي له , ذلك الجهل المطبق الذي يخيم علي منذ زمن بعيد ...
لا ادري كم من السنين مضت ولم اشعر بشعور مثل هذا لامرأه ..اي امرأه ..حين كنت مراهقا احسست بتلك الرعشه الروحيه ,ذلك الدفق الالهي الذي يتغلغل في كل مفاصل الجسد مفعما بالحراره والنشوه ,ذلك الشئ الذي يسمونه (الحب) او (العشق) ...عشقت فتاه مراهقه مثلي..لكني لا اذكر اسمها الان ,وايضا لا اذكر اني كلمتها كلمه واحده !!لم يكن سوى تلك السعاده الخافقه بالرهبه التي كانت تنتابني حين اراها في الطريق او خلال مروري جانب بيتها..لم اعد اذكر شيئا ,كل شئ مضى لوقته ..وحين اتيت للدراسه في هذه الكليه كنت عازما منذ البدايه ان لا ارتبط بأي فتاه فيها ,ليس هناك احتقار مني للجنس الاخر, ولا هو انتقام لثار قديم من احداهن ,لكنه هكذا ! شئ لا افهمه ..لا مبالاه او عدم وجود معنى لهذه العلاقات ..وحين سألني احد اصدقائي عن سبب تجاهلي للفتيات في الكليه خصوصا زميلاتي في الصف !! اجبته باني اشعر بالضيق من احاديثهن الفارغه واساليبهن في الكلام فأن احداهن تقضي نصف ساعه كي تلفظ شطر الكلمه وباقي الوقت للشطر الثاني ,مع ما يرافق كلامها من ميوع وغنج ودلال مصطنع يشعرني بالتقزز والنفور وانا صادق بهذا فقد شعرت مره بهذا الشعور حين كانت زميله لنا تكلم صديقي بجانبي فسرعان ما ابتعدت او بالاحرى هربت خشيه التقيؤ !!
ترى ايكون هذا الشعور الذي احس به تجاه الفتيات هى تلك اليد السحريه ,اللا مرئيه التي تميل بي لهذه المرأه التي تشع بعينيها علامات الحزم والقوه ,مع مكر كامن خلف الاهداب ؟ لا ادري ربما كان هو وربما كان احساس اخر لا اعرف معناه الان ,لكني الان , نعم الان اشعر اني قد وضعت لي هدفا في هذه الكليه وهو الاقتراب منها مهما كلف الامر...
وقابلتها مره وهي خارجه من غرفه الطابعه ,ودبت تلك الرعشه في نفسي عندما صدمتني عيناها المهولتين ...احسست اني عرفت شيئا من سر هذه الرعشه ,انها رهبه جامحه , خوف شديد لكنه ليس ذلك الخوف الذي ينتابني في ظروف اخرى تثير في نفسي المخاوف كأي انسان اخر ,لكنه خوف لذيذ ..ممتع ..خوف من تلك العينين اللتين لا استطيع مواجهتها ,وليس لي سوى تلك المواجهه ...خوف من التحدي ومطارده الافتراس بافتراس مثله .وقابلتها مره اخرى في النادي وجها لوجه , وحينها ركزت عيناي على عينيها للحظه ... ولاول وهله شعرت اني قادر على مواجهتها النظره بالنظره , لكني حين لمحت عيناها وقد توسعت قليلا وبدت كأنها انتبهت لعينيّ الجائعتين بلهفه ادرت وجهي جانبا ..انتابني الخوف ,اعقبه الحنق على ذلك الخوف الذي دهمني ..انزاحت قليلا عن طريقي , وحين مررت بجانبها احسست انها ما تزال تحدق بي , ولامست اذني صوت انفاسها الحاره ...لقد كنت قريبا جدا منها .....واخترت بعد خروجي اريكه فارغه في باحه الكليه وجلست استرد بعض انفاسي المبهوره ...صيحات خافته تؤنبني لهذا الجبن من اول نظره ...ورفعت رأسي ..انظر الى باب النادي الذي ستخرج منه ...بعد لحظه ,خرجت ..ظننت انها ستلتفت لي او تبحث عني لكنها لم تفعل , احنيت رأسي بخنوع ((يا لها من امرأه))



#جاسم_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحه في بيت فريال (1) قصه
- مع الله وليكن ما يكون...
- الاطلال..ملحمه الشطر
- ثقافه الخرطات السياسيه !!
- ضحيه التحرش ..من ؟
- عاشقه
- سياسه لوي ال (لو) ..
- دعوا المرأه نائمه , لعن الله من ايقظها
- بصمة حب
- الطائفيه للأمام در..العلمانيه للوراء سر
- سيكولوجيه الطائفيه في العراق
- المجنون في المانيا ..
- القبانجي ..وحدووووه
- لم نعد غرباء ياغاده ...
- من الجنائن المعلقه الى القطار المعلق ..الدفع مقدما !!
- الطيف
- اللّجه -قصه قصيره
- الربيع العربي...ربيع اللاربيع


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم البغدادي - فضيحه في بيت فريال(2)