أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - خيانة الناخبين














المزيد.....

خيانة الناخبين


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع إقتراب الموعد الانتخابي، تغطي اعلانات المرشحين والائتلافات المتنافسة شوارع مدن وقرى العراق، وبعد غياب لأربع سنوات وصلت القوى السياسية الى القرى المهملة والاحياء الهامشية والتقى المواطنون بالساسة مجددا، عادت نفس الاسطوانات الدعائية للدوران مرة أخرى، وعود بلا نهاية بطرق اعلامية مستفزة ومتخلفة أحيانا، تكشف تخلفنا السياسي وطبيعة العلاقات المتحكمة بالقوى السياسية، وهي غالبا علاقات لاتعترف بالديمقراطية في التداول الداخلي للاحزاب والتنظيمات ولذلك تجد مرشحي تلك القوى بعيدين حتى عن قواعدهم الشعبية التي تكتشف أسماء المرشحين في اللحظة الاخيرة.
القواعد الجماهيرية لا تتعرض للمباغتة والاستغفال فقط لحظة تقديم المرشحين بل انها تتعرض للخيانة أيضا بعد الانتخابات، فاذا كانت الوعود التي تقدمها القوى السياسية مسرفة بالكرم الحاتمي الذي لا أمل في تحقيقه، فإن الخطوط العريضة للقوى المتنافسة هي أيضا تصبح في مهب الريح بمجرد الاعلان عن نتائج الانتخابات، وهذه الخطوط المبدئية هي آخر ما يربط القوى بجمهورها، وهي ليست خطوط شعاراتية بالضرورة بل هي اعلانات واضحة عن خارطة تحالف مثلا فاذا بالقائمة التي تعيب كل شيء في أحد منافسيها وتنتقد منهجه تسارع بعد اعلان نتائج الانتخابات الى عقد تحالفات مع هذا المنافس وتلتزم باسوأ ما في منهجه الذي كانت تنتقده، وتنقلب العداوة الى تحالف، قد يقال ان السياسة تسمح بكل شيء وهذا كذب، فعندما تتعهد قائمة ما لناخبيها بانها لن تتحالف مع شخص او تنظيم بعينه أو لن تتعامل مع منهج بذاته فلا شيء يجبرها على الالتحاق بركب تقسيم المغانم وخيانة ناخبيها، ويمكنها الاحتفاظ بمقعد المعارضة بدل ان تتحول الى شاهد زور وشريك في الفساد والفشل.
خيانة الناخبين أفرغت الانتخابات والعملية الديمقراطية من قيمتها لأنها تحولت الى مجرد سوق للاسهم تحدد حجم الحصص التي سيتمتع بها كل ائتلاف سياسي في تقسيم المناصب والمقاولات والوظائف، وبالتالي لاتغيير في المناهج والاهداف والرؤى، وهي حالة عبثية لاتمت بصلة لادارة الدول والمجتمعات، ومن حق الناخبين أن يعترضوا عليها لأن الادلاء بالاصوات ليس خاتمة المطاف في الديمقراطية والاختيار الخاطئ لايعني الجلوس والانتظار لاربع سنوات قادمة بانتظار الانتخابات لتصحيح الخطأ إن أمكن، بل على الناخب الاعتراض بالوسائل السلمية اذا ما تعرض للخيانة وتم استغلال صوته بما يتناقض والتعاقد القائم مع الجهة التي صوت لها، الانتخابات ليست بيعة أبدية، والديمقراطية ليست أولمبياد تنظمها البلاد كل أربع سنوات بل هي نشاط نقدي واعتراض متواصل لتقويم الخطأ ومن أجل الافضل.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتنة وكوابيسها
- كائن الرؤوس الكثيرة
- وجاءت أمريكا
- لماذا تعيش في العراق؟
- مرحلة الفوضى
- دولة أم قصر
- أسرار الموازنة
- الدولة المسكينة
- غياب أمريكا وحضور تركيا
- الاغتيالات والتفجيرات
- الحكومة ضد الحكومة
- الحل الأسهل
- أسماك الطائفية وحيتانها
- سلاح العصيان
- تحيا الأزمة
- اللعب خارج المؤسسات
- الاسلحة والاطفال
- حفل الختام
- مفارقات التصعيد
- تغريدات موقعة الحصة


المزيد.....




- 30 عامًا على اختفائها.. قضية هذه الصحفية لا تزال لغزًا غامضً ...
- في اتصال مع خالد بن سلمان.. قائد عسكري إيراني يشكك في التزام ...
- -أمريكا لا تستطيع أن تفعل بكوريا الشمالية ما فعلته بإيران-- ...
- غموض ما بعد الهدنة: إيران تُشكّك في التزام إسرائيل بوقف إطلا ...
- تزامنًا مع التحضير لعملية واسعة في غزة.. إعلام إسرائيلي: تعل ...
- دراسة: لا نوم أكثر من 8 ساعات والبقاء في السرير يضر بالصحة ح ...
- مئات الأطفال يموتون بعد تركهم في السيارات.. خطوات بسيطة تنقذ ...
- خلال زيارته درعا.. مصادر سورية تنفي محاولة اغتيال أحمد الشرع ...
- فيديو - الجيش الإسرائيلي: نفذنا سلسلة من العمليات الليلية دا ...
- مقتل 23 فلسطينيا جراء غارات إسرائيلية على قطاع غزة وسط تفاقم ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - خيانة الناخبين