أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تحيا الأزمة














المزيد.....

تحيا الأزمة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 19:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عملية سياسية تفشل يوميا ليس لها الا أن تستنجد بأي خرقة بالية وقذرة لتستر به فضيحتها حتى ولو كانت تلك الخرقة تفوح منها رائحة الطائفية والعنصرية فالمهم هو الستر ولذلك لن يكون هناك وقت طويل يسمح للفرح بتسوية أزمة حماية وزير المالية لأننا سنجد أنفسنا في لحظة خاطفة أمام أزمة جديدة، أزمة تصنعها كل الاطراف وتدفع لاشعال نيرانها ثم تجتمع مجددا لتسويتها ويبارك كل زعيم لنفسه وهو يسوق نفسه بطلا للسلام بعدما أظهر نفسه في بضع مهاترات تلفزيونية وخطابات مشوهة بطلا للحرب، هاتفا في دواخله "تحيا الأزمة".
بعيدا عن مسميات أطراف الازمة، ما حدث مع وزير المالية ووزارته فضيحة تكشف اننا بعيدون جدا عن الدولة الحقيقية، فرئيس الوزراء هو القائد العام ووزير الداخلية وكالة، والداخلية هي التي تنفذ أوامر القضاء تجاه حماية وزير المالية الذي هو ضمن نطاق مسؤولية رئيس الوزراء الذي هو بالتالي مسؤول عن أمن وزرائه ليس بصفتهم الشخصية وانما الرسمية وباعتبار هذا الامن جزءا من أمن الدولة، وكان الاجدر تأمين الوزير مهما كانت طائفته او كتلته لا اقتحام مكتبه خلال اجتماع مع مسؤولين رسميين بعضهم من كتلة رئيس الوزراء نفسه.
نتيجة هذه الأزمة كانت مهمة، فقد أكدت إن في العراق طوائف تتناخى ضد بعضها البعض وهناك عشائر تسن حرابها لأي عارض يسمح لها باستعراض قسوتها، والنتيجة المهمة الاخرى هي إن رئيس الوزراء ألقى خطابا إنتخابيا عظيما ما كان له أن يكون بهذه العظمة لولا أزمة حماية العيساوي، كما ان العيساوي نفسه حصد بعض النتائج الجيدة فقد استعرض هو الاخر بلاغته العنفية التي ما كنا نتوقع امتلاكه لها بعد سنوات جميلة من صورة الطبيب الهادئ الطيب والعملي، وفي كل الاحوال استكمل الطرفان عدة الحملة الانتخابية بثمن ظهور العمائم واليشاميغ وبيارق القبائل وتصريحات الطيب جدا أردوغان عن الفتنة في العراق والارخص هو قطع الطريق الدولي.
على كل الزعماء أن يحمدوا الله فقد كانت غزوة موفقة استعرضوا فيها رجالهم أمام الفضائيات وتشدد وتوعد بعضهم بينما تقمص آخرون أدوار حمائم السلام وطيور الحب وتنقلوا مغردين بوطن للاخوة يعيش فيه الزعماء لوحدهم برفاه وأمان "اخوانا على سرر متقابلين" لكن في فاصل قصير ريثما تشتعل أزمة أخرى.
لاتوجد أزمة من طرف واحد حتى ولو تباهى باشعالها ذلك الطرف وهو ما أتضح في أزمة حماية العيساوي فقد قال نواب عن العراقية انهم كانوا يعلمون بوجود اتهامات لحماية العيساوي وان هناك قضية ولا نعرف ما مبرر تأخير معالجة هذه الحالة بل هناك من قال ان القضية مفتوحة منذ مفاوضات تشكيل الحكومة ولم يشرحوا مبرر الابقاء على هؤلاء الحماية في مواقعهم بعدما صار العيساوي وزيرا للمالية وبالمناسبة تذكروا انه كان نائبا لرئيس الوزراء وفي كلا الموقعين كان افراد حمايته على تماس بمواقع عمل رئيس الوزراء فلماذا كل هذا الانتظار والتساهل؟.
الازمة انتهت ام لا؟، لا أحد يعرف فجمر الازمات عندنا لاينطفئ بل يتم تأجيله الى حين وفي العراق لاتصنع الازمة الا للتغطية على أزمة، فاعتقال حماية العيساوي جاء للتملص من أزمة سابقة غير مبررة هي الاخرى الا بالدافع الانتخابي واعني بها الازمة في كركوك التي جاءت بدورها للتغطية على أزمة أو فضيحة السلاح الروسي التي غطت على أزمة البنك المركزي التي غطت على أزمة..من يتذكر؟!.
الآن إكتمل جناحا طائر الحملة الانتخابية، هياج طائفي وقومي، يستدرج أصوات الطيبين والسذج ويستغفلهم لنسيان سنوات الضياع العراقية التي استمرت أطول من عمر أي مسلسل تركي وتدفقت فيها فضائح تتجاوز الحمل بدون زواج وعلاقات سفاح القربى في كل مسلسلات الاخوة الترك، تحيا الأزمة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعب خارج المؤسسات
- الاسلحة والاطفال
- حفل الختام
- مفارقات التصعيد
- تغريدات موقعة الحصة
- ضربة مفاجئة
- زعماء المفاجآت
- مغامرات تشريعية
- بالون الأغلبية
- ثروة في مهب الجدل
- دولة الكرفان وأي باد أردوغان
- فضيحة: هرب وتهريب
- تعريف الانهيار
- تعطيل الاصلاح
- الباحثون عن حل الأزمة
- صراع المالكي والهاشمي
- قبل التسليح وبعده
- العنف: تطورات خطيرة
- دولة في العناية المركزة
- إستقالة صارخة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تحيا الأزمة