أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - فضيحة: هرب وتهريب














المزيد.....

فضيحة: هرب وتهريب


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3873 - 2012 / 10 / 7 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد مجديا توجيه أي لوم أو انتقاد لأي طرف في أية كارثة أو فضيحة، لا أحد يسمع أو يرتدع أو يخجل حتى، هذا ما يمكن رصده منذ سنوات وتحديدا في فضائح هروب أو تهريب السجناء واحتلال الجماعات المسلحة للسجون والمعتقلات وتصفية المسؤولين والحراس فيها واحراق ملفاتها، وعقب كل واحدة من هذه الفضائح نعاود اكتشاف حالنا لنجد إن ما حصل هو مجرد حرف في كتاب ضخم إسمه الفشل تنجح دولتنا ببراعة في اضافة صفحات جديدة إليه باستمرار.
بعد كل حالة هرب أو تهريب للسجناء، نكتشف المسافة الطويلة التي مازالت تفصل العراق عن وضع الدولة في أبسط توصيفاتها، فالعلاقات بين المؤسسات لاناظم يربطها حتى عندما يجلس المسؤولون عن تلك المؤسسات الى جوار بعضهم البعض يوميا أو إسبوعيا على الاقل، فبعد هروب أو تهريب عشرات المعتقلين في الـ27 من أيلول الماضي، من سجن تسفيرات تكريت وبينهم محكومون بالاعدام قال وزير العدل ان التسفيرات رفضت تسليم المحكومين بالاعدام والتسفيرات بالصدفة تتبع وزارة الداخلية التي يرأسها وكالة رئيس الوزراء نفسه بالصدفة، ومع ذلك لم يناقش الرجلان الموضوع رغم ان تنفيذ الاحكام ومصير المحكومين على طاولة التصريحات يوميا بفضل موضوع قانون العفو.
التقارير الصحفية والتصريحات النيابية تستمر بالقول ومنذ عدة سنوات إن الفساد يسيطر على ادارات السجون، وتقارير رسمية تؤكد ان الكثير من السجون غير آمنة ولا صالحة للقيام بوظيفتها، تصريحات أمنية ونيابية وحالات مشهودة تؤكد تأثير السجناء على سجانيهم بالاموال وأن المساجين يمتلكون إجهزة اتصالات حديثة وأموالا طائلة ويتاجرون ويديرون اعمالهم الارهابية من داخل السجون، بكلام آخر، هناك إعتراف كامل بانهيار هذه المؤسسة وان رغبة الجماعات المسلحة هي التي تحدد تنفيذ الهجمات على السجون أو تهريب المساجين بالتعاون مع بعض المسؤولين، ولا أحد يحرك ساكنا رغم كثرة المتحدثين باسم الدولة والمدافعين عن اداء الحكومة واللجان الحكومية والنيابية لاتصل دائما الى شيء حتى عندما تؤكد إن هناك تعاون من المسؤولين أو تقصير، ويتحول هؤلاء المسؤولون الى أشباح نخشى النطق بأسمائهم.
فضيحة بعد أخرى، تثبت ان دولتنا عاجزة عن تسمية ومعاقبة موظف قصر في عمله أو قام بارتكاب جريمة لاتعرض حياة جميع العراقيين للخطر فقط بل تعرض المؤسسة الامنية نفسها للخطر، وتضع أمن البلاد في مأزق حتى إن أبطال تصريحات الانتصار على الارهاب يلتزمون الصمت ويتجاهلون الكارثة ويشغلون أنفسهم بالاستقرار في منطقة الشرق الاوسط بينما هم يهزمون في وسط مدن البلاد وفي أكثر الاماكن حصانة والاغرب إن من يعترف بوجود فساد وتواطؤ في ادارة الاجهزة الامنية يدافع بشراسة عن شراء أسلحة متطورة ذات قدرات عالية وبأثمان باهضة ولا يسأل نفسه عن قدرته في التخلص من الفاسدين والمتواطئين والمقربين من الجماعات الارهابية قبل السيطرة على هذه الاسلحة واستخدامها ضد البلاد او على الاقل تدمير هذه الاسلحة أو حتى تسريبها الى جهة ما، ولنتصور كم الاسلحة اللازم لدولة تفشل في ضبط حدود سجن لكي تضبط حدودها الدولية.
فضيحة بعد أخرى، نكتشف إننا ما زلنا غارقين وبأشد مما نظن في حسابات حزبية وطائفية وعشائرية تريد انقاذ المسؤول عن السجن، ويصير الدفاع عنه هو القضية الاولى والموضوع الاهم وتظهر تفسيرات حزبية وطائفية تقول ان المسؤول غير مقصر لكنه مستهدف أو مهمش لأنه من عشيرة ما أو طائفة ما أو مقرب من حزب ما، ويكون الجدل السياسي حول الحادثة فيما اذا كانت هروبا ام تهريبا، أما كيف هرب السجناء، ومن ساعدهم في ذلك وما السبل لمنع تكرار الكارثة فهي أسئلة غيبية لامبرر للحديث عنه او يمكن الالتفاف عليه بتشكيل لجان حتى يمن القدر على قادة البلاد بفضيحة أو كارثة أخرى تلحق بالعراقيين فتدفعهم الى نسيان سابقتها، على أساس إن الجرح الجديد أولى بالعناية من القديم.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريف الانهيار
- تعطيل الاصلاح
- الباحثون عن حل الأزمة
- صراع المالكي والهاشمي
- قبل التسليح وبعده
- العنف: تطورات خطيرة
- دولة في العناية المركزة
- إستقالة صارخة
- زيارة العنيد أوغلو
- الصمت الذهبي
- مخطط تأجيل الانتخابات
- لص وقاتل
- دماء وأموال وضياع
- الملفات المضادة
- إسحبوا المعارضة
- سقوط السقوف الزمنية
- النفط عقيدتنا
- الفارق خمسة ملايين فقط
- مهرجان التصعيد
- مصارعة سياسية حرة


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - فضيحة: هرب وتهريب