أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - زيارة العنيد أوغلو














المزيد.....

زيارة العنيد أوغلو


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3809 - 2012 / 8 / 4 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فجر الاتراك جميع الاصفار التي كانوا يتحدثون عنها في العلاقات الخارجية والتي وضعها مهندس دبلوماسية أنقرة داود أوغلو الذي كشف انه مجرد اسلاموي آخر يقول ما لايفعل وينقلب على كل تعهداته وبينما يصر على هداية الناس يذهب هو الى (الرونك سايد مباشرة)، ليكشف انه وزميله الاكبر رجب طيب اردوغان خدعوا الجميع في الشرق الاوسط بحديثهم عن اسلام سياسي حديث ومعتدل، انهم جزء من قافلة التوسع التي يؤمن بها اسلاميو السياسة لا أكثر ولا أقل، وللاسف أول من انخدع بالاردوغانية هم زعماء واحزاب الاسلام السياسي في العراق وخاصة الزعماء الذين وقفوا طويلا مصفقين لاردوغان وهو يلقي خطابا سفسطائيا لامعنى له في مجلس النواب العراقي، كان الخطاب جرعة كبيرة للمدمنين على سفسطة يظنونها بلاغة فيما السياسة المعاصرة تعتمد الارقام والحقائق الملموسة حتى ولو بأصعب اللغات، لكن اردوغان خدع الجميع في برلماننا عندما باعهم بغداد ألف ليلة وليلة رغم انها بغداد خيالية لم تكن موجودة يوما ما، وجاء وزير الخارجية التركي داود أوغلو بزيارته الاخيرة ليمنح الزعماء العراقيين جرعة أخرى لكنها جرعة كهربائية صاعقة كشف فيها عناد عثماني أصيل.
المؤكد إن أوغلو لم يدخل العراق متخفيا ولاجاء سيرا على الاقدام عبر الجبال، ولا أظنه في كل الاحوال دخل العراق بصورة غير رسمية بل الادهى ان الزيارة كانت معلنة منذ عدة أيام وتأجلت ولم يتحدث أحد عن شرعيتها ولم يعترض عليها أحد، على الاغلب كانت زيارة أوغلو لكركوك هي التي ازعجت بعض من في الحكومة، وتحديدا دولة القانون خاصة وان زيارة اوغلو لكركوك كانت أكثر استرخاء من زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لها قبل بضعة أسابيع، أوغلو لم يجلب معه الى كركوك الجنود واسلحتهم الخفيفة ودباباتهم ومدفعيتهم لحمايته ولم يفرض حظرا للتجوال كما فعل رئيس وزرائنا، واغلو لم يقصر زيارته على اللقاءات الرسمية والسياسية بل زار أماكن دينية (مقام النبي دانيال) وتاريخية (قلعة كركوك) وعثمانية (مقبرة قديمة) وعقد مؤتمرا صحفيا اجاب فيه على الاسئلة براحة المتنعم المسترخي القوي فعلا لا ادعاء وكل ذلك مما لايقوى عليه جميع المسؤولين العراقيين المدججين بالحرس والادعاء الكاذب بالقوة والحكمة، وهذا ما يزعج بعض المسؤولين العراقيين لكنه ليس تحديدا ما يزعج المواطنين العراقيين الذين لهم حسبة أخرى.
المزعج في زيارة اوغلو للمواطنين، هو تضارب المعلومات عن معرفة الحكومة العراقية بها، تشير بيانات اقليم كردستان ومحافظة كركوك الى ان زيارة اوغلو تمت بعلم الدبلوماسية العراقية ممثلة بسفارتها في تركيا ولو صح هذا الامر فنحن أمام دولة مفككة الى الحد الاقصى من التفكك بل نحن نعيش في أنقاض دولة لاتدري مؤسساتها ببعضها البعض ومع ذلك فإن هذا الاحتمال أهون من القول بإن الحكومة العراقية كانت لاتعلم بالزيارة لأن ذلك سيكون حزمة من الصدمات، وأول صدمة تتمثل في عدم متابعة الاعلام من مجموعة مقربة من رئاسة الوزراء تدعي حمل صفات الاستشارة الاعلامية والناطقية ومع ذلك لاتدري بزيارة أوغلو التي تناقلتها وسائل الاعلام قبل حصولها، والصدمة الاخرى تتمثل في إن أجواء العراق مفتوحة لكل من يريد المرور فيها او الطيران من ارض العراق أو الهبوط عليها، واذا كانت زيارة اوغلو مكشوفة فلا بد ان هناك زيارات مختلفة الاغراض غير مكشوفة فهل المافيات والتنظيمات الارهابية والدول المعادية غافلة عن هذه الارض والسماء المفتوحتين لمن هب ودب؟، واذا قبلنا على مضض عدم السيطرة على الاجواء فهل نقبل عدم السيطرة على الارض؟، أين كانت السيطرات والمفارز مثلا؟، كيف لم تعرف الحكومة الاتحادية بما يجري علنا في محافظة عراقية أخرى؟، ووفق هذه الامكانات الحكومية هل يبقى للعراق سيادة وهل يبقى للمواطنين أمل باستتباب الامن ومتابعة الحكومة لمشاكلهم وهي لاتدري ان وزير خارجية دولة أخرى على أرضها؟، ومع ذلك هناك لسوء الظن مكان، قد لايكون الامر الا أزمة اعلامية مفتعلة أخرى للهروب من أزمات عراقية كثيرة ولانجاز خنادق سياسية جديدة لاعلاقة لتركيا بها، ومع ذلك فالامر لايستحق اهدار كرامة البلاد بادعاء الغفلة ان كان الامر ادعاء حقا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصمت الذهبي
- مخطط تأجيل الانتخابات
- لص وقاتل
- دماء وأموال وضياع
- الملفات المضادة
- إسحبوا المعارضة
- سقوط السقوف الزمنية
- النفط عقيدتنا
- الفارق خمسة ملايين فقط
- مهرجان التصعيد
- مصارعة سياسية حرة
- نفط ويأس وحلقات الفشل
- الاتفاقية العجيبة
- العراق والكويت: الزيارات مقابل الالتزامات
- خطاب الأزمة
- حملات تضليل
- عندما تذكروا الهيئات
- تجاهل 9/4
- كثير من الصمت الغريب
- فصول الفوضى والهزال


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - زيارة العنيد أوغلو