أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - العراق والكويت: الزيارات مقابل الالتزامات














المزيد.....

العراق والكويت: الزيارات مقابل الالتزامات


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العراق تسيطر سلوكيات سياسية هي امتداد لجلسات المضايف ودواوين العشائر وحلقات السمر بين وجوه القوم، والمظهر الاساسي لهذه السلوكيات يقوم على ان كل شيء يمكن تسويته بالكلام الطيب واللسان الحلو والوجه البشوش، بعيدا عن (دوخة) سلوكيات الدولة واداء المؤسسات ويمتد ذلك حتى الى تعامل الساسة العراقيين مع الملفات الخارجية والعلاقات بالدول الاخرى، ظانين ان جلسة طيبة كفيلة بحل كل شيء، وهو الامر الذي ثبت فشله منذ عدة سنوات لكن هناك من يصر على استخدامه لأنه لايريد التحول الى رجل دولة.
هناك من يريدنا التصديق بأن كل المشاكل مع الجارة الكويت تم تسويتها بعد هجمة من الزيارات المتبادلة بين مسؤولي الدولتين، بل هناك من المتملقين في الجانب العراقي تحديدا من ينكر وجود مشاكل أصلا ويرى ان مجرد تبادل زيارات الاعلاميين وعقد لقاءات دسمة بين صحفيين في فنادق الكويت (تحديدا) سيكون كفيلا بنزع فتيل أي أزمة مستقبلية وهو تحريض علني على تقديم رشى للصحفيين أولا وكذب على النفس وعلى الاخرين ثانيا عبر نفي وجود المشاكل التي تقر الكويت رسميا بوجودها استنادا الى قرارات اممية واضحة وافق عليها العراق بغض النظر عن ملابسات وظروف تلك الموافقة.
هناك قائمة من المشاكل بين العراق والكويت يجب حلها فعلا لاقولا، والكويت من جانبها اعلنت بعد كل شيء انها متمسكة باستيفاء ديونها وانها متمسكة بمتابعة مصير أسراها ومفقوديها وارشيفها، قضية الحقول النفطية المشتركة مازالت محاطة بالضباب، الكويت تعلن تمسكها بميناء مبارك كحق سيادي، ومشكلة الطائرات مازالت قائمة بدرجة دفعت العراق الى تأجيل استلام طائراته الجديدة التي اشتراها من شركة كندية خوفا من مصادرتها، بينما تمخضت الزيارات عن صيانة العلامات الحدودية وتأكيد الكويت ان خروج العراق من طائلة البند السابع مرتبط بتنفيذ العراق للقرارات الاممية وهو موقفها السابق والدائم، وبالتالي صارت لدينا معادلة تحكم العلاقات العراقية الكويتية هي الزيارات مقابل الالتزامات، اي موافقة الكويت على تبادل الزيارات وموافقة العراق على تنفيذ الالتزامات وبما ان الكويتيين لا يمكنهم زيارة العراق كل يوم فان الامر سيطول دون أن يكشف المسؤولون العراقيون عن إنجاز شيء حقيقي الا الصور التي تجمعهم بالكويتيين، لكن الكويتيين من جانبهم يبدون مقتنعين بالمعادلة مادامت ستؤدي في النهاية الى تحقيق مطالبهم وهي ليست بالضرورة متقاطعة مع مطالب العراقيين لكن الامر يتعلق اساسا بمعرفة كل طرف بما يريده ومصادقيته في تبني المطالب.
وجود مشاكل بين العراق والكويت لايمكن ان تكون دافعا للمزيد من التأزيم والتصعيد بين الدولتين الجارتين كما يريد بعض الموتورين والهتافين ولكن أيضا لايمكن تجاهلها كما يريد المتملقون والمنتفعون من تبادل الزيارات وكما يريد بعض الساسة الراغبين في القول بأن علاقات العراق الخارجية في أفضل حالاتها بدليل تبادل الزيارات، والامر يشمل العلاقات العراقية الايرانية والعراقية التركية وغيرها أيضا، فمنذ عدة سنوات تسيطر المظاهر والاحتفاليات والتصريحات الاعلامية على السياسة الخارجية العراقية بينما تبقى مشاكل الحدود والسجناء والمياه والحقول النفطية والديون وغيرها، ملفات رابضة بدون حلول، ملفات يتم تجاهلها وتدار فقط في سياق تصريحات التهييج وتصريحات التهدئة حيث لا يشكل النوعان من التصريحات أي سياسة فعلية، والمشكلة في الجانب العراقي الذي تغيب عنه الرؤية الموحدة للسياسة الخارجية وتسيطر الاحتقانات بين الاطراف السياسية الداخلية على ادارته للملفات الخارجية ويتسابق الساسة العراقيون في تصعيد او تناسي القضايا المتعلقة بالعلاقات الخارجية حسب جداول زياراتهم للعواصم.
وجود مشاكل وقضايا عالقة لايعني اعلان الحروب واتخاذ قرارات بالمقاطعة والا فما نفع وجود وزارات للخارجية، كما إن مجرد تبادل الزيارات لايعني إن كل شيء تم حله، هل ستفهم هذه المعادلة؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الأزمة
- حملات تضليل
- عندما تذكروا الهيئات
- تجاهل 9/4
- كثير من الصمت الغريب
- فصول الفوضى والهزال
- العراق والاشتباك الاقليمي
- المواطن المشجع
- إعتذار المرزوقي وما بعده
- إعتقال الهاشمي وإقالة المطلك
- جبال المال السائب
- إنفراج بغداد والرياض
- حكاية أمنية للنسيان
- معركة مستمرة بعربات آشورية مزيفة
- تفجير التفجير
- جدران العراق والكويت
- دولة بين البنك والسجن
- صعود رؤوس العنف
- سباق الأزمة المستعر
- البطولة والفتنة والازمة


المزيد.....




- مئات الطائرات الورقية حلّقت في سماء كاليفورنيا.. ما المناسبة ...
- -اختطفوها ورضيعها بعد تقيد زوجها-.. مشتبه به ثالث بقبضة الشر ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق صاروخ من اليمن والحوثيون يتبنون ...
- الجيش الإسرائيلي: ننتشر جنوب سوريا لمنع دخول أي قوات معادية ...
- ميرضيائيف يؤكد للرئيس بوتين في اتصال هاتفي مشاركته في فعاليا ...
- عشرات المسيّرات الروسية تقصف مدنا أوكرانية وتخلف قتلى وجرحى ...
- هل يدفع ماكرون باتجاه اختيار مرشح فرنسي ليكون البابا القادم؟ ...
- الأردن: وفاة 4 أطفال وإصابة 2 من عائلة واحدة إثر حريق ضخم في ...
- صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع بلغت 52495
- ترامب: الولايات المتحدة في شكلها الحالي انتهت


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - العراق والكويت: الزيارات مقابل الالتزامات