أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - كثير من الصمت الغريب














المزيد.....

كثير من الصمت الغريب


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 23:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أسابيع تتفاعل أزمة بين أتباع المرجعيات الدينية في محافظات جنوب ووسط البلاد وصلت الى حد التفعيل الامني بالعبوات ومحاولات الاغتيال والتصعيد الاعلامي والمظاهرات ومهاجمة المساجد والاعتصامات والاعتقالات، وإلتزمت الجهات ذات العلاقة بالموضوع الامني والسياسي في الحكومة الاتحادية الصمت تجاه تلك التطورات الخطيرة التي تهدد بالكثير ان تركت لعبث العابثين وكأنها تجري في دولة أخرى وكأن العراقيين والعالم معهم وخاصة في الجوار لا يسمعون ولا يرون ولا ينتظرون موقفا رسميا حتى ولو في مستوى الدعوة للتهدئة والسعي للمصالحة وتهدئة الخواطر لمنع تسلل المغرضين وتجار الازمات.
منذ عدة أيام تتفاعل تداعيات جريمة بشعة وقعت في منطقة النباعي التابعة لمحافظة صلاح الدين حيث قتل 21 سائقا واحرقت جثثهم وكان التفسير الطائفي هو الاكثر تداولا، الديوانية التي تبين إن خمسة من ابنائها كانوا بين ضحايا الجريمة هي المحافظة التي كان لها الفضل في التركيز على الجريمة والدعوة للكشف عن الجناة، بينما ضاع أثر بقية الضحايا ولم يظهر ذووهم لوسائل الاعلام، والصمت الحكومي كان هو الرد في هذه الحالة أيضا.
ربما أرادت الجهات الرسمية في الحكومة الاتحادية عدم التطرق للأزمتين حتى لا يتسع نطاق أثرهما أو حتى لا ينعكسا على القمة، لكن المناخ السياسي العام يشير الى انتقائية تتسع في التعامل مع القضايا والملفات في العراق فبينما يتقدم ما له علاقة بالقوى السياسية في سلم الاهتمامات تتراجع قضايا الدولة والوطن والمواطن لتغدو عرضة للتعامل العشوائي والتجاذبات والشخصنة.
في العراق أزمات كثيرة لكن الازمتين المذكورتين تتعلقان بخطوط تماس حساسة قد تهدد الاستقرار في البلاد كما قد تؤثران على محافظات البلاد خاصة مع الاستعدادات المبكرة لانتخابات مجالس المحافظات.
الصمت والتجاهل لا يحلان مشكلة بل على العكس يؤديان الى مزيد من التعقيد واحيانا يبدو الصمت أداة سياسية يراد منها السماح بتطور أزمة ما ليتم استخدامها فيما بعد ولذلك يغدو التسرع لحل الأزمة خطوة عاطفية ساذجة لا تليق بمحترفي السياسة لأنها تبدد المكاسب التي يمكن تحقيقها فيما لو ازدهرت تلك الازمة واتسعت واستطالت لتغدو شجرة وارفة يستظل تحتها الساسة سواء في المركز أو المحافظات لحشد الاصوات وعقد الصفقات وهذا ربما يكون جزءا من (الصمت من ذهب) لأن فضة الكلام لا تنفع في سوق السياسة التي تريد الاعتماد على صبر يشبه صبر الفلاحين في انتظار الثمر طالما من يتعب ويدفع الثمن هم الناس العاديون الذين تعودوا دفع الثمن بصدر رحب فلا ضرر والحال هذا من بعض الصبر فالعجلة من الشيطان ولا مكان لمحبي الشيطان على أرضنا!!.
إنه منطق لا يفهمه الكثيرون لأنهم لا يشاركون في جني ثمره، بينما جناة الثمر يرون التفريط بهذا المنطق هو الجريمة الوحيدة التي تستحق الاستئصال والازمة الوحيدة التي يباح التسرع لمعالجتها فهي لا ترقى إليها حتى فجائع الفتنة الطائفية أو الاقتتال الديني، وبفضل هذا المنطق تدور ماكنة السياسة في البلاد ولولا المشاكل والازمات التي تترك لتنضج لكسدت بضاعة المناورين والمتلاعبين بمشاعر البسطاء لذلك ينجز هذا الصمت الغريب بكثرة في بلادنا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصول الفوضى والهزال
- العراق والاشتباك الاقليمي
- المواطن المشجع
- إعتذار المرزوقي وما بعده
- إعتقال الهاشمي وإقالة المطلك
- جبال المال السائب
- إنفراج بغداد والرياض
- حكاية أمنية للنسيان
- معركة مستمرة بعربات آشورية مزيفة
- تفجير التفجير
- جدران العراق والكويت
- دولة بين البنك والسجن
- صعود رؤوس العنف
- سباق الأزمة المستعر
- البطولة والفتنة والازمة
- تظاهرات المدللين
- العراق والخليج القادم
- مقلوبة النظام السياسي
- الحكومة والبرلمان بين حلين
- راتب عثمان العبيدي


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - كثير من الصمت الغريب