أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تعطيل الاصلاح














المزيد.....

تعطيل الاصلاح


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ميزة النظام السياسي الديمقراطي هو انه النظام الوحيد القادر على اصلاح نفسه وهذه الميزة هي جوهر هذا النظام بينما تفتقر اليها جميع النظم السياسية الاخرى بمختلف اتجاهاتها وعقائدها ولذلك تدعي جميع النظم مهما كانت استبدادية انها ديمقراطية بشكل ما وتحاول ان تراوغ في التسمية المستخدمة حتى لاتبدو مدينة بشيء للعقل الغربي، هناك أحزاب ترفض الديمقراطية في ادارة الدولة والمجتمع لكنها تضطر لاعتماد آليات ديمقراطية في تنظيماتها لحسم الصراع بين اعضائها على مواقع السلطة الثانوية لان الموقع الاول حسم بالوراثة أو بالمسدس أو بأي وسيلة أخرى لاتمت للديمقراطية بصلة.
عندما تسمي دولة ما نظامها السياسي ديمقراطيا فهذا يعني انها لاتحتاج الى مشروع اصلاح منفصل يدار من خارج الاليات والمؤسسات الديمقراطية واذا برزت هذه الحاجة فذلك يعني ان النظام السياسي قد دخل مرحلة الموت السريري وهناك محاولات يائسة للايحاء بأنه مازال حيا رغم كومة الاسلاك والانابيب والاجهزة التي تحافظ على الجسد المطروح في الفراش بلا أمل. ويدخل النظام الديمقراطي حالة الموت السريري حين تتفق الاطراف السياسية بشكل ما على عدم السماح بتغيير دماء النظام السياسي عبر السيطرة على المؤسسات التي تدير الاليات الديمقراطية (الانتخابات، تشكيل الاحزاب، الاعلام،.....) وهو ما يحدث اليوم في العراق، لأن آلية الاصلاح في الديمقراطية تقوم على حل المشاكل بسهولة ووضوح، التصويت بالاغلبية أولا وهو ما يتم الالتفاف عليه في العراق عبر اجتماع قادة الكتل قبل الجلسات البرلمانية لحسم القضايا بصفقات غامضة ونصوص ملتبسة، والطريقة الثانية لحل المشاكل ديمقراطيا هي الازاحة، فكلما تحول شخص أو أكثر الى عقبة أمام مسيرة البلاد والمجتمع بسبب عقده وطموحاته ووساوسه الشخصية سيكون ورقة محروقة يتم ازاحتها بسرعة مهما كان تاريخها لكننا في العراق نجلس أمام طاولة تراكمت عليها الاوراق المحروقة والخاسرة واحيانا الممزقة التي لاتريد مغادرة الساحة حتى صار التفكير السياسي عندنا محصورا في كيفية ادامة وجود الزعيم في موقعه إن كان عنده موقع أو كيفية إيجاد موقع للزعيم العاطل عن العمل او غير المقتنع بما لديه، وفضلا عن ذلك هناك زعماء أشبه بمدربي الفرق الرياضية يقفون قريبا من الساحة ويوجهون لاعبيهم (أقصد ممثليهم في البرلمان والحكومة) عبر الصياح او الخطب والبيانات وأحيانا بالاهانات، وهناك أيضا مسؤولون سابقون يريدون اقناعنا انهم خبرات لا يمكن الاستغناء عنها رغم انهم أبناء الصدفة وضحايا الصدفة أيضا، نحن اليوم شعب مهموم بحل مشاكل قادته وبهذه المعادلة يكون مسعى الاصلاح هدفه تحقيق مصالح الزعماء، هنا خرجنا تماما من الديمقراطية بعدما نزعنا قلبها، وبدلا من أن تكون الاليات الديمقراطية، الانتخابات تحديدا، أداة للتجديد والتغيير وبالتالي تحقيق الاصلاح تحولت الانتخابات الى آليات تكريس الموجود وتحويل بضعة أشخاص الى قدر محتم لايمكن للعراقيين الخلاص منه، عبر تعطيل الاصلاح الحقيقي الموجود داخل النظام الديمقراطي.
محاولات تقديم مشروع اصلاح سياسي في العراق تتم اليوم خارج إطار المؤسسات وهي محاولة تقف بين هدفين، الاول تضييع الوقت والثاني اجراء عملية تجميل للوجوه المحترقة، وبموازاة هذه العملية هناك استحواذ كامل وسريع على المواقع عبر الاشخاص المسؤولين عن الانتخابات او عبر التشريعات المشوهة للانتخابات، وهو ما سيؤدي حتما الى تكرار نفس الوجوه، القوى السياسية تعيد تفصيل النظام على مقاسها وهو ما قد يؤدي في يوم ما الى تفصيل البلاد على مقاس الزعماء الذين تمثل إزاحتهم خطوة الاصلاح الحقيقية الاولى.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباحثون عن حل الأزمة
- صراع المالكي والهاشمي
- قبل التسليح وبعده
- العنف: تطورات خطيرة
- دولة في العناية المركزة
- إستقالة صارخة
- زيارة العنيد أوغلو
- الصمت الذهبي
- مخطط تأجيل الانتخابات
- لص وقاتل
- دماء وأموال وضياع
- الملفات المضادة
- إسحبوا المعارضة
- سقوط السقوف الزمنية
- النفط عقيدتنا
- الفارق خمسة ملايين فقط
- مهرجان التصعيد
- مصارعة سياسية حرة
- نفط ويأس وحلقات الفشل
- الاتفاقية العجيبة


المزيد.....




- الأردن.. ميلاد ولي العهد الأمير حسين وكم بلغ عمره يثير تفاعل ...
- -صفقة معادن-.. ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الد ...
- الولايات المتحدة: المحكمة العليا تحد من صلاحيات القضاة في تع ...
- فجوة -صارخة- في توزيع الملاجئ في القدس
- احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
- الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
- هل انتهى حلم إيران النووي بضربة واحدة؟
- ماذا أرادت إسرائيل من الغارات على جنوب لبنان؟
- في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن -شرط الجولان-
- بينها الكركم.. أفضل 5 أطعمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تعطيل الاصلاح