أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - هل يمكن أن تكون لنا فلسفتنا الليبرالية الإسلامية !!؟














المزيد.....

هل يمكن أن تكون لنا فلسفتنا الليبرالية الإسلامية !!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ــــ[[[[بين فهميْن ومشروعين إسلاميين !]]]]ـــ

لا شك أن (الليبرالية) هي منهج حياة للمجتمعات الغربية والتي يعيش كاتب هذه السطور حاليا ً في إحداها أو ما توصف على أنها ( أم الليبرالية) - أي بريطانيا - ولا شك أن الليبرالية هي فلسفتهم الإجتماعية السائدة والحاكمة للنظام السياسي والإقتصادي والإجتماعي والقانوني فيها ... إلا أنه ومن الأخطاء الشائعة لدى المسلمين وخصوصا ً الإسلاميين الإعتقاد أن (الليبرالية) تعني الحريات الشخصية المطلقة بلا قيود ولا حدود !!!.. هذا وهم كبير فلا توجد حريات مطلقة في الغرب بل هي حريات واسعة ولكن في ظل القانون والقيود الإجتماعية والعرفية والأدبية السائدة !!.. فلا تـُوجد حرية مطلقة !!.... إنما الليبرالية تعني تقديس حريات الأفراد الشخصية والسياسية وجعل تدخل المجتمع والدولة والأفراد (الآخرين) فيها في أضيق الحدود الممكنة !!.. ووفق هذا التعريف ووفق الليبرالية المطبقة في المجتمعات الغربية كمنهج حياة وفلسفة إجتماعية وثقافة عامة لا يمكن للمجتمعات المسلمة أن تكون ليبرالية كما في الغرب لأن الليبرالية بهذا الشكل تعتبر فلسفة حياة غربية أوروبية خاصة نشأت وتبلورت واستقرت في أوروبا وخصوصا ً في بريطانيا عبر القرون!... فهذا رأي ... والرأي الآخر يقول أن الليبرالية فلسفة إنسانية عامة وتراث إنساني وحضاري مشترك ساهم فيه المسلمون في أوج حضارتهم كما ساهمت فيه الأمم الأخرى!.. فهي فلسفة وفكرة إنسانية عامة تؤكد على حريات الأفراد وقداسة البشر كبشر والإنسان الفرد كإنسان بشكل عام وبغض النظر عن الأديان والقوميات والأعراق والأوطان وترسم للإنسان الفرد مجالا ً مقدسا ً في مواجهة تغول السلطات السياسية والإجتماعية والدينية على الأفراد أو حتى على الإقتصاد بحيث لا يحق - وفق الفلسفة الليبرالية – للحكومات وللدولة وللمجتمع والأشخاص الآخرين المساس بهذا المجال الخاص المقدس ولا يجوز التطفل والتغول عليه خصوصا ً فيما يتعلق بالحرية الشخصية وأيضا ً بحقوق الملكية !.. فهي - إذن - دعوة لإحترام الفردية والخصوصية كما أنها دعوة ضد الإستبداد وضد الشمولية!.

هذا هو المبدأ العام لليبرالية كفلسفة إنسانية وإجتماعية عامة ثم تختلف التطبيقات العملية في تحديد حدود هذه الحريات الفردية وتحديد حق المجتمع والدولة في التدخل في حريات الأفراد وإدارة الإقتصاد بين مجتمع ليبرالي ومجتمع ليبرالي آخر بل وقد تختلف في المجتمع الواحد بين زمنين من حيث التوسعة والتضييق!!.

وفي الواقع العملي لا وجود لليبرالية المثالية المطلقة التي يحلم بها غلاة الليبراليين (الفوضويين) الذين ينظرون للدولة – أو حتى للدين - نظرة عداء دائما ً بإعتبارهما الخطر الأكبر على حريات الأفراد كما يعتقدون!... ففي الواقع العملي في الغرب اليوم ليبراليات واقعية تجمع بين توفير الحريات للأفراد والإقتصاد مع وجود حق الدولة والمجتمع في التدخل لتحقيق المصالح القومية العامة والتوازن الإجتماعي العام وأيضا ً تحقيق أمن الدولة!.

بعض المفكرين المسلمين اليوم - ووفق هذا التعريف الإنساني العام لليبرالية الذي يقوم على مبدأ حماية حقوق الأفراد وحريات الإنسان وحرية السوق في مواجهة الدولة ورجال السياسة والسلاطين ورجال الدين- يرى أن الإسلام نفسه يتمتع بتوجهات ليبرالية من خلال التأكيد على عظمة وتكريم الإنسان الفرد وإحترام وتقديس حقوقه الآدمية والملكية وحقوق الأقليات وحقوق أصحاب الديانات الأخرى ممن يعيشون كمواطنين في ديار المسلمين!... ويرى هؤلاء أنه بالإمكان أن تكون لنا (ليبراليتنا الإسلامية الخاصة) التي تختلف في حدود الحريات الفردية المعطاة وحدود التدخلات الإجتماعية والحكومية الضرورية فيها عن ما في الفسلفة الليبرالية الغربية وتطبيقاتها المختلفة في مختلف المجتمعات الغربية !....

ومن هنا يبدو في الساحة الفكرية الإسلامية اليوم تدافع بين ما يبدو كما لو أنه إسلاميْن !!.. إسلام ليبرالي (تحرري) تجديدي يريد أن تكون الدولة الإسلامية أو المسلمة دولة ليبرالية تترك هامشا ً كبيرا ً من الحريات للأفراد ومؤسسات المجتمع المدني وللمفكرين والفلاسفة والأدباء ويتسع صدرها للخلافات المذهبية حتى في فهم الإسلام نفسه!.. وإسلام آخر شمولي وسلفي تقليدي يريد أن تكون للدولة سلطات شاملة وواسعة في التحكم والتدخل في حيوات وتصرفات الأفراد والإقتصاد وتضييق الخناق على العقل والفن والفلسفة والأدب بدعوى حماية دين الناس من أهل الفتنة والأهواء والغزو الفكري الأجنبي بل ومحاولة فرض فهم مذهبي معين على المجتمع بدعوى أنه هو الإسلام الحق وأن ما دونه باطل ومروق وإبتداع !.

فنحن اليوم - إذن - بين فهمين للإسلام ومشروعين للدولة المسلمة!... فهم ومشروع إسلامي ليبرالي تجديدي مستنير .. وفهم ومشروع آخر شمولي وسلفي محافظ ومتشدد ينزع لممارسة نوع من البابوية والشمولية على الناس بحجة حماية الدين ووحدة وأخلاق المسلمين!!... هكذا تبدو لي الصورة الآن !... فهل توافقني على ذلك أيها القارئ العزيز !؟؟... أم لك رأي آخر !؟؟.
ـــــــــــــــــــــــــ
سليم الرقعي
مارس 2013



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الصراع السياسي في ليبيا اليوم !؟
- الديموقراطية أكبر مكاسب للثورات ولكن بشروط!؟
- صديقي (المنسي) وذكرى ميلاده (المستحيلة)!!؟؟
- بقايا الطفولة والمعركة الخاسرة!
- إبادة جماعية لمدونات(مكتوب)بأمر السيد(ياهو)قريبا ً؟!
- ما الفرق بين التطرف والإرهاب !؟
- كيف تنصر أخاك ظالما ً أو مظلوما ً !؟
- إقرار الدستور المصري بنسبة ضعيفة أمر لا يبشر بالخير !؟
- الحلول لتحقيق الرفاهية الإجتماعية معروفة ولكن!؟
- جنون الإرهاب لا دين له ولا وطن !
- أنا أخاف على الثورة من (الثوار) أكثر من (الأزلام) !
- الإسلاميون وخصومهم لعبة شد الحبل أم كسرالعظم؟
- تهافت نظرية (الأزلام) لصالح نظرية (المتطرفين) في ليبيا !؟
- شتان بين عبد الناصر والقذافي !
- الإخوان المسلمين في مصر وليبيا وحجم التحديات !؟
- نصر (الله) أم نصر (إيران) !!؟
- خطاب (هنيه) ذكرني بخطابات القذافي النارية !!
- ماهي دواعي وأغراض الهجوم على (غزة) !؟
- نحن في خضم أيام من أيام العرب المجيدة !
- هل أمير قطر (إخواني) !؟


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - هل يمكن أن تكون لنا فلسفتنا الليبرالية الإسلامية !!؟