أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - شتان بين عبد الناصر والقذافي !















المزيد.....

شتان بين عبد الناصر والقذافي !


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 20:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألني أحد الأصدقاء مستنكرا ً : ( هل تعتبر "جمال عبد الناصر" طاغية ؟ ).. فكان جوابي كالتالي : بكل موضوعية !.. نعم إنه كان كذلك ولكن قد تستغرب إذا قلت لك أنني في طفولتي وفي بدايات شبابي كنت من أشد المعجبين بعبد الناصر بل وبكاسترو وبصدام حسين وكان بعض أقربائي يستغرب عندما يجدني أقف لأستمع لفقرات خطابات عبد الناصر في الراديو في إجلال وإنتباه مع أنني كنت يومها لا أفهم ما يقول (!!!) ولكن هكذا كنا في ذلك الوقت تربينا على حب عبد الناصر والإعجاب به بل حتى " معمر القذافي" في بدايات قدومه للسلطة إنخدعنا به وبخطاباته القومية والإسلامية ووعوده الكبيرة والكثيرة وإنخدع الكثير من الليبيين به وكان أغلب الليبيين يعتبرونه وهو ورفاقه لإنقلابيين "ثوار" وأبطال أحرار" (!!!!) بل وهكذا إستقبلهم الشارع العربي يوم قدومهم للسلطة على ظهر دبابة في الظلام والناس نيام قادمين من المجهول وبدون سابق معرفة ولا إحم ولا دستور !!.. ففي تلك الفترة كان الإعجاب بعبد الناصر والخطاب القومجي والناصري والإشتراكي قد حجب على الكثير من الليبيين ما هم فيه من خير وما تحقق لهم من منجزات في ميدان التنمية البشرية والحقوق الوطنية والتنمية المستمرة !... وكذاب أو جاهل من يقول لك أن أغلب الليبيين كانوا ضد القذافي وأنهم كانوا يكرهونه من أول يوم أو منذ كانوا في بطون أمهاتهم !.. بل كان هذا الطاغية في نظر الكثير من الليبيين بطلا ً وطنيا ً وقوميا ً محاربا ً للأمبريالية والصهيونية ويريد تحرير فلسطين وتحقيق الوحدة العربية !!... ولكن مع التجربة المريرة عبر السنوات الطويلة إتضح لنا أنه ليس سوى نموذج آخر للحاكم العربي الطاغية المغرور بل إتضح لي شخصيا ً ولكثير من الليبيين والعرب والمسلمين بأنه كان أخبث وأقذر الطغاة العرب على الإطلاق !.. وهذا ما كشفته ثورة 17 فبراير بشكل جلي للجميع حيث أظهرته على حقيقته كطاغية دجال وقذر ودموي بل وكقائد فاشل وعرته بالكامل وبشكل نهائي واضح وفاضح ومن عجز عن رؤية حقيقة "معمر القذافي" بعد ثورة 17 فبراير وظل على إعتقاده أن "معمر القذافي" بطل وشهيد وحاكم ديموقراطي وقائد وطني وقومي مجيد فهذا من وجهة نظري مصاب بعمى في البصيرة لا يُرجى الشفاء منه وحالهم كحال بعض الليبيين الذين كانوا معجبين بالدوتشي "موسوليني" في الوقت الذي كانت قواته تدك الكفرة والجبل الأخضر !!!.. وبعضهم إستقبله إستقبال الأبطال الفاتحين يوم جاء لزيارة ليبيا (الإيطالية) عام 1937 !!!!؟؟؟؟.

الشاهد هنا أن إعجابي التقليدي كمواطن عربي بعبد الناصر كان مصدره الجهل بكافة حقائق المرحلة الناصرية وأما بعد إطلاعي على تلك المرحلة وإمتلاكي للمعايير الموضوعية الصارمة للحكم على "الحكام" هل هم طغاة أم لا؟ وهل هم ناجحون أم فاشلون !؟... فقد أيقنت أن "عبد الناصر" كان بالفعل "ديكتاتور" مستبد حاله كحال حكام المعسكر القومجي والثورلجي الإشتراكوجي المنهار يركبون الجماهير ركوب الحمير ثم يقودنها نحو الخراب والعذاب وبئس المصير!.. وأنا هنا لا أتحدث عن نوايا ومقاصد هذا الزعيم أو ذاك فالله وحده يحكم على النوايا وإنما أنا أحكم على التصرفات ونتائج مرحلة هذا الحاكم أو ذاك ولا يكفي أن يترك هذا الطاغية أو ذاك بعض المنجزات المادية والعمرانية التي يحاول من خلالها تمجيد نفسه وتخليد ذكره فأغلب الطغاة عبر التاريخ وعلى رأسهم "فرعون" تركوا أثارا ً مادية خالدة ( الإهرامات !!؟؟) ولكن كل عقلاء العالم يدركون أن هذه المشاهد والمنجزات المادية والعمرانية إنما كانت على حساب حريات وكرامة البشر وراحة شعوبهم !.. ومع ذلك يبقى "عبد الناصر" - رغم ديكتاتوريته وفشله في تحقيق تطلعات الجماهير - أكرم وأرحم وأشرف مليون مرة من الطاغية "معمر القذافي" .. فمعمر القذافي لم يكن مجرد حاكم طاغية وديكتاتور فقط بل كان قذرا ً بكل معنى هذه الكلمة ولا أصفه بهذا الوصف (القذارة) من باب فش الغل أو التنفيس والتشفي الشخصي بل والله كحكم موضوعي صرف فهو قد إستخدم في حكم وقمع شعبه أخس الأساليب القذرة !!.. .. فضلا ً عن أنه "دجال ومحتال سياسي" بكل معنى الكلمة فهو الحاكم الوحيد في العالم وعبر التاريخ الذي حكم شعبه ووطنه - بالحديد والنار - حكما ً مطلقا ً وشموليا ً مستبدا ً وحاول توريث هذا الحكم الشمولي لأولاده من بعده بينما ظل يدعي – إعلاميا ً - إلى آخر لحظة – وفي إصرار جديد وبكل صحة وجه !! - على أنه " لا يحكم" وأنه "بلا سلطة" وأن الشعب الليبي منذ عام 1977 هو من يحكم نفسه بنفسه من خلال مؤتمرات شعبية تقرر ولجان شعبية تنفذ بطريقة ديموقراطية مباشرة بلا نيابة ولا تمثيل في أول جماهيرية في التاريخ !.

وهناك فرق آخر وأخير بين "القذافي" و"عبد الناصر" في طريقة وشكل وفاتهما .. فعبد الناصر توفي في خضم محاولته أصلاح العلاقات العربية والعلاقة بين الفلسطينيين والنظام الأردني ويوم مات زلزلت الأرض زلزالها في كل أصقاع العالم العربي وبكته ملايين الجماهير العربية بصدق ودون اصطناع .. فعبد الناصر - مهما خالفناه وانتقدناه - كان يومها بمثابة زعيم قومي عربي حقيقي حتى وإن كان ديكتاتور مستبد وفاشل !... أما الطاغية القذر "معمر القذافي" فقد مات ميتة بائسة ومهينة وهو يحاول أن يبيد شعبه على بكرة أبيه من أجل البقاء هو وأولاده على كرسي السلطة ولو على جماجم الليبيين كلهم فهو طاغية مستكبر جبار أغدق على نفسه بنفسه لنفسه عشرات الألقاب التمجيدية وبعضها غريب ومضحك كلقب (ملك ملوك إفريقيا) و(مسيح العصر) و(نبي الجماهير) و(حكيم العالم) و(عميد القادة العرب)!!.. فضلا ً عن ثروة ليبيا النفطية التي بددها على الهراء وشراء هذه الألقاب وشراء ذمم بعض الحكام الأفارقة والأوروبيين !!!!.... لقد هلك " معمر القذافي" وهو يحرض جنوده وأنصاره لا على دك المدن الليبية الثائرة وتقتيل إبناء الليبيين وإستحياء نسائهم فقط بل كان يحرضهم – وبشهادة رئيس مخابراته الأسبق ووزير خارجيته "موسى كوسة" – كان يحرض على الإعتداء على أعراض نساء المناطق الثائرة من باب العقوبة والإنتقام وبغرض بث الرعب والذعر لدى المدن الأخرى التي لم تثر وتتمرد بعد !! ... ثم وفي نهاية المعركة ألقى الثوار القبض عليه وهو يحاول الفرار مختبئا ً كالجرذ المذعور وسط أنبوب لتصريف المياه في مشهد ضحكت منه كل الدنيا وهو من كان يلقب نفسه بلقب "صقر العرب الأوحد" و"فارس الصحراء العربية" ورمز الطز والتحدي!!!... ولكنه وقبل أن يغادر الدنيا برصاصة القصاص العادل لمقابلة ضحاياه أمام القاضي العدل الديان ودعه الثوار بمئات اللطمات والبصقات على وجهه القبيح وقد بدت عليه علامات الذهول والإستجداء والخوار وعدم التصديق فيما يجري له وحوله!!!.. حيث تم تصوير تلك المشاهد ونشرها في كل أصقاع العالم عبر شبكة "الإنترنت" لتكون ذكرى وعبرة لمن يعتبر عبر التاريخ !!.. ثم ليموت موتة قبيحة ذليلة مخزية مهينة على يد ثوار ليبيا وليدفن في مكان مجهول دون أن يبدي عليه الشارع الليبي والشارع العربي أي حزن أو أسف بل وفرح أغلبهم لموته وتعالت الزغاريد !.. فلا بكت عليه الأرض ولا بكت عليه السماء !.. بل ذهب مذموما ً مدحورا ً إلى مزبلة التاريخ عن كامل جدارة واستحقاق وبطريقة " كوميدية" غير مسبوقة ليكون بهذا المصير البشع ذكرى للذاكرين وعبرة للمعتبرين !!.. فشتان بين "عبد الناصر" و"القذافي" سواء في محياهما أو في مماتهما مع أن كلاهما كان بالقياس للمعايير الموضوعية المتعلقة بالحكم الديموقراطي الرشيد وبالنجاح والفشل السياسي في تحقيق التقدم والرفاهية والعدالة والتنمية للمجتمعات هما حاكمان مستبدان وفاشلان !., ولكن شتان بين هذا وذاك !.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمين في مصر وليبيا وحجم التحديات !؟
- نصر (الله) أم نصر (إيران) !!؟
- خطاب (هنيه) ذكرني بخطابات القذافي النارية !!
- ماهي دواعي وأغراض الهجوم على (غزة) !؟
- نحن في خضم أيام من أيام العرب المجيدة !
- هل أمير قطر (إخواني) !؟
- نظرية المؤامرة من أكبر آفات العقل العربي!؟
- أسئلة ضرورية حول تسليم أبي حمزة المصري لأمريكا!؟
- توبة متسلق فاشل !!؟؟؟
- أيهما أفضل القاعدة أم ثورات الشارع العربي!؟
- مواقف الإسلاميين من الديموقراطية وتصوراتهم للدولة المسلمة؟
- إعترافات رجل خائف أو خواف !!؟
- الخط الأساسي في فكر وإستراتيجية القاعدة!؟
- رسالة من منتج الفيلم الإسرائيلي للعالم العربي!؟
- الإساءة لمشاعر المسلمين فخ مرسوم لغرض مفهوم !؟
- أيها السادة أنا سعيد !
- ثورات الربيع العربي ثورات أم مؤامرات!؟
- نظام الكفالة والعدالة الإجتماعية (دولة الرعاية الإجتماعية)؟
- أمريكا وثورات الشارع العربي!؟
- هل فاز الإخوان لأنهم يمثلون أغلبية المصريين!؟


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - شتان بين عبد الناصر والقذافي !