هل أمير قطر (إخواني) !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ــــ حول سر الدور القطري المثير ! ـــ

بما أننا نحن الليبيين عرب (عاربة أو مستعربة) وبما أن شعبنا جزء لا يتجزأ من (الأمة العربية) ودولتنا الوطنية جزء لا يتجزأ من (جامعة الدول العربية) حتى لو كان بعض أشقائنا الليبيين ليسوا عربا ً فلا شك أن ما حدث اليوم في "غزة" لابد أن يجعل رؤوسنا المشغولة بالهم الوطني المحلي أن تلتفت إليه وتنظر إليه بشئ من السرور والإحترام ... أعني زيارة أمير "قطر" وبرفقته حرمه وكبار المسؤولين إلى قطاع "غزة" .. فبلا شك هذا حدث تاريخي غير مألوف وهو بمثابة ضربة قاسية للحصار الذي كان مضروبا ً على القطاع من قبل دولة الصهاينة بالتعاون مع حكومة "الضفة الغربية" وحكومة "مبارك" !.... اليوم المعادلة تغيرت بما حدث في بلدان الربيع العربي وخصوصا ً في "مصر" وأصبح الطريق نحو "غزة" مفتوحا ً وسهل العبور !.

الشيخ "حمد" جاء اليوم لقطاع "غزة" محملا ً بعدة مشروعات إقتصادية وعمرانية كثيرة وكبيرة لصالح سكان القطاع ....... وكان في إستقباله سكان "غزة" المحاصرين في فرح وسرور .

لماذا قطر !؟.. وماذا يريد الشيخ "حمد" !؟
ــــــــــــــــــــ
ليس سرا ً أن هناك بعض العرب لا يشعرون بإرتياح نحو "قطر "ولا نحو شيخها !.. الشيخ "حمد" الذي دعم ثورات الربيع العربي بشكل قوي وواضح .. وأول هؤلاء بلا شك أنصار الأنظمة التي أسقطتها ثورات الربيع العربي أو التي هي آيلة للسقوط كنظام عائلة الأسد في "سوريا" ... هناك عرب آخرون لا ينتمون لتلك الأنظمة المنهارة ولكنهم لا يشعرون بإرتياح أيضا ً للحكم القطري !... بعضهم يؤمن بنظرية المؤامرة فيعتقد أن "قطر" بقيادة الشيخ "حمد" قاعدة عسكرية وسياسية إمريكية وتقود مخططا ً إمريكيا ً وصهيونيا ً في منطقتنا العربية لصالح الغرب !!... وهؤلاء رغم أنهم من خصوم الأنظمة المنهارة إلا أنهم لا يؤمنون أن ما جرى في دول الربيع العربي هو ربيع أو ثورات بالفعل !.. بل هو - في إعتقادهم - مخطط إمريكي مرسوم خبيث تديره المخابرات الإمريكية بواسطة (الرموت كنترول) عن بعد وفي إطار نظرية (الفوضى الخلاقة) !!.. والغرض منها - حسب إعتقادهم - إيصال "الإخوان المسلمين" للحكم في هذه الدول !!! .. إما لأن "الإخوان" بزعمهم صناعة غربية من الأساس أو لأن الغربيين يرون في حركة الإخوان الأصولية أهون الشرين وأخف الضررين بالقياس للجماعات السلفية الجهادية المتطرفة !!... وهو تفسير غريب أنا شخصيا ً لم يركب على منظومتي المنطقية !!.. فنظرية المؤامرة تعيق عقولنا عن فهم حقائق وقوانين الواقع !.. فالإخوان المسلمون - تحبهم أو تبغضهم - هم أقوى الجماعات السياسية في الشارع العربي وقد حاولت النظم الثورية العسكرية إجتثاثها بالقمع البوليسي الرهيب طويل الأمد ولكن دون جدوى حيث صمدت هذه (الحركة/ الجماعة/ المنظمة) أمام محاولات التحطيم بل وإزدادت عمقا ً ورسوخا ً في عقول ونفوس شرائح كثيرة من النخب والشعب (!!!) بينما ذهبت تلك الأنظمة مع الريح وعلى رأسها نظام أكبر زعيم قومي وإشتراكي عربي على الإطلاق وهو الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" !!!!.. فماذا يشكل "الناصريون" اليوم أمام جماعة الإخوان المسلمين !!!؟.. فلكي لا نتوه في متهات التخمينات والفرضيات اللامتناهية علينا أن نفهم الواقع العربي السياسي والإجتماعي والإقتصادي والحضاري فهما ً علميا ً موضوعيا ً كما هو لا كما تمليه علينا نظرية المؤامرة والشائعات والمناكفات الحزبية والإيديولوجية بين الأطراف السياسية!.

تفسيرات أخرى معقولة وعجيبة للدور القطري !
ــــــــــــــــــــــــ
هناك تفسيرات أخرى لموقف الشيخ "حمد" الداعم للثورات العربية منها أنه كإنسان عربي يؤمن بالفعل بضرورة التغيير في العالم العربي من أجل صناعة عالم عربي جديد غير هذا العالم العربي الرتيب والفاشل والضعيف !.. ومنها أنه حتى قبل هذه الثورات التي أطاحت بأكبر وأطغى الزعماء العرب كان الشيخ "حمد" الناجح داخليا ً يفتش عن دور قيادي خارج قطر في العالم العربي وقد حققت له "قناة الجزيرة" بثقلها وزخمها الإعلامي الضخم شيئا ً من ذلك في مواجهة الدور القيادي السعودي والمصري وهو ما خلق شيئا ً من الفتور والنفور بين قطر والسعودية من جهة وبين قطر ومصر "مبارك" من جهة أخرى .. أقصد السعودية كأكبر دولة خليجية وقطر كأصغر دولة خليجية !.. ثم ولأن الشيخ "حمد" يتمتع بوعي ومرونة وذكاء سياسي أكثر من نظيره السعودي فهو تلقف خيط حركات التغيير في الشارع العربي ودعمها بشكل مادي وسياسي وإعلامي قوي وفعال على أمل أن تتعامل معه الدول والشعوب الثائرة كراع ٍ سام لهذه الثورات وهذه الأنظمة الجديدة ولكنه سرعان ما مني بخيبة أمل بسبب ردود الأفعال التي عبرت عنها بعض شرائح هذه الشعوب بعد نجاح الثورات الرافضة لتدخلات قطر ولسان حال هذه الشرائح يقول ( ومن تكون قطر هذه ؟؟!!).
وأخيرا ً هناك تفسير آخر غاية في الغرابة حول سر الدور القطري في ثورات الربيع العربي حيث يذهب هذا التفسير إلى أن أمير قطر هو من أنصار أو حتى أعضاء جماعة الإخوان المسلمين العربية والعالمية والتي تعمل منذ عام 1928 على إستعادة نظام الخلافة الإسلامية الراشدة !.. وأن أمير قطر - وفق إتفاق مع الشيخ "القرضاوي" ! - هو المرشح لشغل منصب خليفة المسلمين إذا نجحت حركة الإخوان المسلمين في بلدان الربيع العربي من الإستحواذ على السلطة من خلال اللعبة الديموقراطية أو حتى من خلال القوة العسكرية والشعبوية إذا فشل الخيار الديموقراطي ودبت الفوضى في هذه المجتمعات التي سقطت فيها أنظمة الحكم القديمة !!.. وربما سيجد أنصار هذه "النظرية" - نظرية ولاء الشيخ "حمد" لجماعة الإخوان - في زيارته لقطاع "غزة" الذي تحكمه حركة "حماس" التابعة لحركة الإخوان المسلمين دعما ً لنظريتهم ولتعزيز إعتقادهم بإخوانية القيادة القطرية وولاء الشيخ "حمد" للجماعة ولمرشد الجماعة !!!!!!!!!!؟؟؟.. والغريب هنا أن العلاقة بين السعودية المعادية بشدة لحركة الإخوان وقطر المؤدية بشدة لجماعة الإخوان ليست على ما يُرام ! .

وأخيرا ً !
ـــــ
عموما ً هذه تفسيرات وجدتها هنا وهناك حول سر الدور القطري ودوافع الشيخ "حمد" في إتخاذ هذه المواقف الكبيرة الداعمة لثورات الشارع العربي من جهة ولقطاع "غزة" وحركة حماس من جهة أخرى!.. ولكن - وبغض النظر عن هذه التفسيرات والتخمينات والتأويلات - لا شك لدي في أن زيارة الشيخ "حمد" إلى قطاع "غزة" المحاصر برفقة زوجته الشيخة "موزة" وبهذا الوفد الرفيع المستوى وهذه المساعدات المالية الضخمة تعد - على الأقل في حكم الظاهر - خطوة تاريخية وعربية شجاعة وجريئة لا يمكن عدم الإلتفات إليها والإشادة بها أو على الأقل التوقف عندها لمحاولة تفسيرها !.
ـــــــــــــــــــــــ
سليم الرقعي

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل