أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الثورات بين المرحلة الرومانسية والمرحلة الواقعية!














المزيد.....

الثورات بين المرحلة الرومانسية والمرحلة الواقعية!


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 19:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال ملاحظتي للمراحل التي تمر بها ثورات الشارع العربي وكذلك الثورات العالمية التاريخية الكبرى يمكن أن نلاحظ وجود مرحلتين في هذه الثورات .. المرحلة الأولى هي المرحلة الرومانسية والثانية هي المرحلة الواقعية !.. ففي المرحلة الرومانسية حيث يحدث تضامن شعبي ووطني عام وعارم ضد "الطاغية" يكون "الثوار" على قلب واحد وترى الجانب العاطفي والوطني يسيطر على الجميع ويتناسى الجميع خلافاتهم السياسية والحزبية والجهوية والعرقية والدينية حيث ترى الناس متحابين ومتكاتفين تسيطر عليهم العاطفة الوطنية الرومانسية .. يحظن بعضهم بعضا ً ويُقبل بعضهم بعضا ً ليل نهار !.. ويقتسم المرء منهم قطعة الخبز التي في يده مع الآخرين في مودة وسرور وأخوة .. وتكون خلال هذه المرحلة هناك حالة من التعظيم والتبجيل والإنبهار المبالغ فيها بالرموز الوطنية كالعلم الوطني والنشيد الوطني وبالشهداء ويرفع الجميع شعار ( لا صوت يعلو صوت الثورة .. لا صوت يعلو صوت الوطن .. لا صوت يعلو صوت الشهيد )!.. كما تساهم حالة الخوف والخطر التي تجمع الجميع في محاربتهم للطاغية وجنوده في زيادة التلاحم الشعبي والمناطقي المشترك بالإضافة إلى الأمل المشترك في أن هذه "الثورة" ستحوّل الوطن إلى ما يشبه "الجنة" و"النعيم الأرضي الموعود" (!!!) وخلال هذه المرحلة يعتقد كل صاحب مشكلة أن هذه الثورة ستحل كافة مشكلاته وتحمل عنه أعباءه وهمومه بل ويعتقد الكثير أن الثورة ستكون بمثابة عصا "موسى" التي ستصنع المعجزات في لمح البصر!!... هذه هي المرحلة الرومانسية للثورة حيث العواطف الوطنية المتهيجة والمشاعر الثورية الثائرة هي سيدة الموقف التي تأسر الثوار وتحكم تصرفاتهم ولكن ما إن تنتصر الثورة ويتم القضاء على الطاغية وسقوط نظامه الكريه حتى يجد الجميع أنفسهم يهبطون من عالم الأحلام الرومانسية والتوقعات الخيالية والعواطف الوطنية والثورية إلى عالم الواقع الحقيقي الملموس والمشكلات والتحديات العملية التي تحكم سير الحياة وتواجه مستقبل الثورة!... وبالتالي يعود الناس إلى طبيعتهم الأولى وطباعهم الأصلية التي غطت عليها (الحالة الثورية) التي كانت تغذوها عملية الهياج العاطفي الوطني والثوري للناس وكذلك حالة الخوف من العدو المخيف المشترك!.. وتتحرك عندئذ - ويشكل تلقائي - الإختلافات السياسية والجهوية والعرقية والدينية وووو...إلخ لتفرض وجودها وتخلق الخلافات الواقعية وتـُقسم الثوار ورفاق الأمس إلى فرق مختلفة ومتنافسة وإتجاهات شتى !!... وفي الغالب يكون الخلاف حول "المغانم" و"المكاسب" أو بسبب التنافس "الطبيعي" بين البشر حول توزيع السلطة والثروة في المجتمع وهو تنافس طبيعي ومحتوم لذا وجدت الشرائع وولدت الأنظمة الراشدة مثل الديموقراطية والفيدرالية للحيلولة دون تحول هذا التنافس الطبيعي إلى صراع دموي مدمر للمجتمعات!.

هذه الظاهرة – ظاهرة مرور الثورات بمرحلتين : عاطفية وواقعية - لاحظتها في الثورات الشعبية ذات الطابع العقائدي "الإيديولوجي" والتي لها قيادة ورأس فكيف بالثورات التي ليس لها إيديولوجيا ولا رأس أصلا ً !!!؟.

كل الثورات تمر بهاتين الحالتين .. وبما أن الثورة هي عملية "هدم وبناء" أي "هدم القديم المكروه" ثم "بناء الجديد المنشود" فإن الحالة العاطفية "الرومانسية" الأولى تساهم في توحيد صفوف الناس في مواجهة الطاغية ورفع درجة معنوياتهم وصبرهم وإصرارهم على إستكمال عملية القضاء على الطاغية وهدم الوضع المكروه!.. بينما تحتاج عملية البناء - بناء النظام الجديد - إلى كم كبير من العقل السياسي الحكيم والرشيد ومن الواقعية والعقلانية السياسية ومراعاة واقع الناس وواقع الدولة والوطن .. فالأنظمة المعمرة والقادرة على البقاء هي تلك التي يتم بنائها بشكل واقعي عقلاني راشد لا على أساس العواطف والشعارات والأمنيات الرومانسية!.. وهذا ما جعلني أنحاز للخيار الفيدرالي – بعد معارضته في بداية الثورة - لإعتقادي أنه هو النظام الأنسب لطبيعة ليبيا الجغرافية ولطبيعة الليبيين كأمة وطنية قامت على أساس إتحادي بين سكان الأقاليم الثلاثة وظلت الناحية الجهوية والمناطقية جزءا ً لا يتجزأ من تكوينها الطبيعي والعميق!.. وستثبت الأيام - بإذن الله - صدق تحليلي هذا وصحة موقفي هذا !



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين الإتحاد و الفيدرالية؟
- ظاهرة العزوف عن المشاركة في الإنتخابات في الغرب الديموقراطي! ...
- بين الفلسفة المادية والفلسفة المثالية!؟
- علي صالح يقول : (سأغادر السلطة ولكن...)!؟
- ماذا يحدث في بريطانيا !؟
- إطالة عمر الثورات في ليبيا واليمن وسوريا طبيعي أم مقصود!؟
- هل الديموقراطية والليبرالية شئ واحد!؟
- الشيوعيون في بريطانيا تنعشهم ثورات الشارع العربي !!؟
- الفيدرالية أم نظام الحكم المحلي!؟
- إذا قرر القذافي التنحي والفرار فكيف سيبرر ذلك!؟
- نحو نشر الثقافة المدنية والوطنية الجديدة!؟
- هل الدول الغربية تساعدنا لوجه الله ووجه الإنسانية !؟
- ثلاثية الحرية والعدالة والنظام !؟
- تأخر الحسم العسكري في ليبيا مؤامرة أم عجز!؟
- ماذا قدمت القاعدة للعرب!؟
- هل ويكيليكس كان شرارة الثورات العربية!؟
- القذافي والخطة الإنتقامية القذرة الأخيرة!!؟
- هذه رؤيتي لليبيا ما بعد القذافي!؟
- 8عوامل أساسية ساهمت في إطلاق الحملة الجوية ضد قوات القذافي
- سر الفتحتين الموجودتين في قميص القذافي!!؟


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الثورات بين المرحلة الرومانسية والمرحلة الواقعية!