أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - إطالة عمر الثورات في ليبيا واليمن وسوريا طبيعي أم مقصود!؟















المزيد.....

إطالة عمر الثورات في ليبيا واليمن وسوريا طبيعي أم مقصود!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما تمكن الشعبان التونسي والمصري من إسقاط رأسي النظام في غضون عدة أسابيع فقط فإن الشعوب الثلاثة الأخرى التي لحقت بهما في سبيل الثورة في اليمن وليبيا وسوريا لازالت تكافح حتى اللحظة من أجل الإطاحة بأنظمة الحكم في بلدانها ودفعت ثمنا ً باهظا ً خصوصا ً في ليبيا وسوريا!.. فلماذا تجاوز عمر ثورة هذه الشعوب الثلاثة 5 أشهر حتى الآن دون أن تقدر على إسقاط هذه الأنظمة!؟.. هل هو العجز وعدم توازن القوى أم أن هذه الأنظمة قوية وتصر على المقاومة أم لأن هذه النظم قد إستفادت من الأخطاء التي وقع فيها نظام "بن علي" ونظام "مبارك" وقررت عدم الإستسلام للضغوطات المحلية والدولية أو تقديم تنازلات؟..أم هو الطغيان والجبروت وغرور القوة وعشق السلطة وما توفره هذه السلطة - في النظم العربية المستبدة - من إمتيازات إجتماعية ومادية وحصانة ورفاهية لصاحبها وأفراد عائلة؟.. أم أن هناك مؤامرة خارجية خططت بموجبها "جهة دولية ما؟"– بعد نجاح الثورتين في تونس ومصر - لإطالة عمر هذه الثورات الثلاث أطول وقت ممكن لغرض ما !!!؟؟.

للإجابة عن هذه الأسئلة هناك إتجاهان.. الإتجاه الأول يُرجع الأسباب للأمر الواقع الداخلي الظاهري .. والإتجاه الثاني يُرجع الأسباب لأمر آخر وهو المخطط الخارجي التآمري! .

(1) الإتجاه الأول القائم على التحليل الواقعي الظاهري :
يقول أصحاب هذا الإتجاه التفسيري أن من أهم عوامل نجاح وسرعة سقوط النظامين التونسي والمصري – فضلا ً عن الغضب الشعبي العارم الذي كان يلهب الشارع العربي في تونس ومصر - كان هو مجموعة عوامل المفاجئة والإرتباك والذعر التي داهمت النظامين فضلا ً عن الضغوطات الدولية! .. فعنصر المفاجئة والصدمة غير المتوقعة وعامل الذعر الذي إعترى الرئيس التونسي المخلوع لهول الصدمة هما ما ساهما بشكل أساسي في سرعة نجاح الثورة التونسية .. أما الثورة المصرية فقد ساهم في نجاحها - فضلا ً عن تصميم الثوار المصريين وعنصر الإرتباك والذعر - عنصر الضغوطات الدولية الحادة وخصوصا ً الإمريكية التي مورست على الرئيس "حسني مبارك" شخصيا ً! .. هذه الضغوطات التي أصبحت تحثه في إصرار على مغادرة السلطة فورا ً!!!!؟؟ .. حيث أن القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا كانت تخشى من أن لو تطورت الأمور في مصر وأصر "مبارك" على التشبث بالسلطة ومارس القمع الدموي فإن هناك إحتمال كبير إلى أن تنزلق الأمور بسرعة نحو الفوضى العارمة وفقدان السيطرة وبالتالي قد تستغل القوى الإسلامية المتشددة هذه الفوضى للقفز على السلطة وإقامة نظام إسلامي أصولي يلغي فورا ً معاهدة السلام مع "إسرائيل" ويُعادي الولايات المتحدة ويتبنى تحرير فلسطين بالقوة!.. ولذلك فقد سارعت أمريكا للضغط الحازم كما لاحظنا في لهجة "أوباما" على "مبارك" بل وقد حرضت سرا ً المؤسسة العسكرية المصرية على ممارسة ضغط أكبر عليه لإجباره على التنحى وهذا ما حدث بالفعل .. فهذا الخيار أي تنحي "مبارك" كان في تقدير "أمريكا" هو أخف الضررين وأقل الشرين!!!.

هذا عن تفسير أصحاب هذا الإتجاه التحليلي الظاهري لسرعة سقوط رأسي النظام في تونس ومصر .. أما عن عن سر طول مدة الثورات في اليمن وليبيا وسوريا وعدم قدرتها حتى الآن على إنجاز المهمة الأولى لهذه الثورات وهي إسقاط النظام وتنحية رأس النظام فيقولون أن أنظمة الحكم في هذه البلدان الثلاثة إستفادت وفق تفكيرها الأمني من تجربتي تونس ومصر حيث تعتقد أن سبب سقوط النظامين في تونس ومصر إنما يرجع للذعر والإرتباك الذي أصاب هذين النظامين فضلا ً عن إستسلامهما بسهولة وعدم مقاومتهما للضغوطات الداخلية والخارجية إلى آخر لحظة..وفي التحليلات والتقارير الأمنية لهذا الأنظمة - وربما نصائح بعض الجهات الدولية؟ – أن المقاومة لآخر لحظة والتعويل على عامل الوقت وطول المدة قد يؤديان إلى تسرب روح اليأس لنفوس الثوار وإلى تزايد وإنتشار الملل لدى محيطهم الإجتماعي والشعبي بشكل عام وبالتالي إنفضاض الناس عنهم وحدوث إنشقاقات بينهم وإضمحلال زخم المظاهرات وإنحسار أعمال التمرد ضد النظام مما يؤدي بالنهاية إما إلى فشل الثورة برمتها أو على الأقل إلى قبول الثوار – ولو على مضض - بتسوية سياسية سلمية يكون النظام القائم هو العنصر الأساسي فيها!!..فهذا هو ما تعول عليه هذه الأنظمة وهو ما يزودها بروح الأمل – ولو كان ضئيلا ً - في البقاء ويدفعها – بالتالي - للمقاومة!.. فالغريق يتعلق بأي شئ ولو كان بقشة !!!!.

(2) الإتجاه الثاني القائم على التحليل الدولي التآمري :
يقول أصحاب هذا الإتجاه التفسيري أن قوة دولية ما – أجهزة مخابرات أو شركات أو الموساد؟ - تقوم سرا ً بدعم وتشجيع هذه النظم وتحثها على المقاومة وهي تريد - بمساندة هذه النظم لتصمد في وجه ثورة الشارع أطول وقت ممكن – أن ترفع من تكلفة الثورات العربية إلى أكبر قدر ممكن وذلك بغرض بث روح اليأس والإحباط في الشعوب الأخرى التي لم تنتفض بعد !!.. فهذه الشعوب حينما ترى أن الثمن الذي دفعته هذه الشعوب الثائرة في اليمن وليبيا وسوريا لنيل الحرية وتغيير الوضع القائم ثمنا ً باهظا ً جدا ًقد تتردد في الإقدام على الثورة وتبحث عن وسائل أخرى للتفاهم مع أنظمة الحكم فيها!!!؟؟.... فكما أن سرعة إسقاط النظامين التونسي والمصري وإنخفاض تكلفة التغيير فيهما - في الأرواح والممتلكات - قد شجع الشعوب الثلاث في اليمن وليبيا وسوريا على الإنتفاض على أمل إحداث تغيير سريع في عدة أسابيع فقط والإطاحة بالديكتاتورية بتكلفة غير باهظة فإن رفع تكلفة الثورة في اليمن وليبيا وسوريا - حسب تقدير هذه الجهة الدولية(؟) التي تسعى لإخماد بركان الشارع العربي - قد يكون عامل إحباط للشعوب الأخرى يدفعها للتردد وعدم تكرار تجربة ثورات الشعوب العربية الثلاث طويلة الأجل بالغة التكليف!.. وبهذا – ووفق هذا التفسير التأمري – يتم إيقاف بركان الشارع العربي عند هذه الدول الخمسة فقط أي تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا .. ويمكن بعد نجاح هذه الثورات إنهاك هذه المجتمعات التي نجحت فيها الثورات من خلال الصراعات السياسية والإنكماش الإقتصادي وتدهور مستوى الأمن والمعيشة فيها مما يدفع شعوب هذه الدول إلى الملل والسأم من الحالة الثورية وما يصاحبها من فوضى وإنفلات أمني وتدهور إقتصادي وبالتالي بحثها مرة أخرى عن "الدكتاتور العادل؟" الذي يقضي على الثورة ويعيد النظام ويحقق الأمن العام للناس ولو على حساب الحريات المكتسبة بفعل الثورة !!!.
أما بعد
فهذان هما التفسيران لسر تأخر نجاح الثورات الشعبية العربية في ليبيا واليمن وسوريا..أحدهما يقوم على أساس نظرية (ميزان القوة والعجز) بين النظام والثوار وفكرة خيار المقاومة لدى هذه النظم كأمل ٍ وحيد في محاولة للبقاء.. والآخر يقوم على أساس نظرية المؤامرة الدولية (المخابراتية) التي تعمل بخبث ودهاء على إمتصاص وإخماد بركان الشارع العربي من خلال تشجيع هذه النظم سرا ً على ضرورة إستمرار المقاومة بل وربما مدها بأسباب هذه المقاومة من جهة ومن جهة أخرى من خلال تخويف الشعوب من ثمن الثورات ومحاولة كسر شوكتها بواسطة زيادة عامل التكلفة الباهظة وطول المدة!!..... فهل ستنتصر هذه النظم المستبدة التي تراهن على عامل الوقت وعامل اليأس والملل في كسر إرادة الشعوب وشوكة الثوار أما أن هذا الأمر سيثير غيظ الثوار ويزيدهم إصرارا ً على مواصلة المشوار حتى النهاية نحو الحرية مهما كان الثمن باهظا ً!!!؟.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الديموقراطية والليبرالية شئ واحد!؟
- الشيوعيون في بريطانيا تنعشهم ثورات الشارع العربي !!؟
- الفيدرالية أم نظام الحكم المحلي!؟
- إذا قرر القذافي التنحي والفرار فكيف سيبرر ذلك!؟
- نحو نشر الثقافة المدنية والوطنية الجديدة!؟
- هل الدول الغربية تساعدنا لوجه الله ووجه الإنسانية !؟
- ثلاثية الحرية والعدالة والنظام !؟
- تأخر الحسم العسكري في ليبيا مؤامرة أم عجز!؟
- ماذا قدمت القاعدة للعرب!؟
- هل ويكيليكس كان شرارة الثورات العربية!؟
- القذافي والخطة الإنتقامية القذرة الأخيرة!!؟
- هذه رؤيتي لليبيا ما بعد القذافي!؟
- 8عوامل أساسية ساهمت في إطلاق الحملة الجوية ضد قوات القذافي
- سر الفتحتين الموجودتين في قميص القذافي!!؟
- القذافي يخطط لإحتلال بنغازي عن طريق حصان طروادة!؟
- هل القذافي مجنون بالفعل؟
- جرائم أخرى يعد لها الآن القذافي لخداع العالم!
- التدخل العسكري الأجنبي البري في ليبيا مرفوض ومُخجل!؟
- كلما شعر القذافي وأولاده بتهاوي نظامهم إزدادوا عنفا ً!؟
- سر تصاعد التدخلات الغربية في أحداث ليبيا!؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - إطالة عمر الثورات في ليبيا واليمن وسوريا طبيعي أم مقصود!؟