توبة متسلق فاشل !!؟؟؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 3870 - 2012 / 10 / 4 - 13:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

- حول إحدى تجليات وأشكال ظاهرة جنون البشر ! -

المتسلقون كُثر .. أكثر من الهم على القلب! ... وهم أشكال وألوان .. فضلا ً عن أن التسلق - في حد ذاته - فنون بل هو علم وفن وأخلاق يتوقف على المواهب الإدراكية والمهارات السلوكية والذكاء الإجتماعي ومنها "موهبة التملق" - سواء تملق أصحاب السلطة أو حتى تملق الجماهير (!!!) - فليس كل من هب ودب يمكنه أن يكون متسلقا ً محترفا ً يحقق نحاحات باهرة في وقت قياسي !!... ليس الأمر سهلا ً كما يتوقع البعض وإلا لنجح كل من هب ودب من المتسلقين الجدد والأغرار في تحقيق أغراضهم وأمنياتهم بكل سهولة !!.. فالتسلق يتطلب جهد جهيد وقلب عنيد وقدرة على التلون والتملق الشديد بل قد يتطلب أحيانا ً تضحيات كبيرة وجسام في سبيل الهدف المنشود أو الكرسي الموعود !!... وعلى رأسها التضحية بالأخلاق والضمير وبالمبادئ وحتى ببعض الأصدقاء كأكباش فداء!!!!!!... وكله يهون في سبيل الكرسي الميمون !!.. فالغرض من التسلق - كما هو معلوم - هو الحصول على مركز وسلطة أو كرسي وحقيبة في مؤسسة عامة أو على الأقل "كريسي" و"طاولة" هنا أو هناك!! .. أو على الأقل "لحسة" و"ذوقة" و"لقمة" من طبيخ السلطة !!.. فمن لم يطل اللحم المشوي فعلى الأقل يأكل الخبز على رائحة الشواء الشهية !!.. فلا يخرج من المولد بلا حمص .. فأضعف الإيمان الخروج بحمصة واحدة وإلا فهي الفضيحة التي يندى لها جبين كل متسلق خبير !!!.

حتى إمامة الجامع - أقصد منصب إمامة المسجد - أصبحت محل صراعات ظاهرة وخفية بين بعض أصناف المتدينين بإعتبارها نوعا ً من السلطة في نطاق الجامع ونطاق الحي الذي يقع فيه الجامع !!.. بل حتى منصب "المفتي" يسيل له لعاب بعض الشيوخ ورجال الدين!!... بل حتى المدارس داخل ليبيا وخارجها أصبح الصراع حول كرسي قيادتها وإدارتها يجري على قدم وساق وأحيانا ً بالمخلب والناب ورصاص الفيسبوك من خلال أسماء مستعارة تضرب وتهرب في الظلام والناس نيام !!.. وكل طرف يتهم الطرف الآخر بأنه متسلق حقير وطحلوب سابق !!.. ووسط غبار العراك والشجار على "الكراسي" لا تعرف الصادق المخلص من الكاذب المنافق والدعي المتسلق فالجميع يقسم لك بالله تعالى أغلظ الإيمان أو على الأقل يحلف بالطلاق بالثلاثة بأنه من الصادقين وأن فلان بن علان من المتسلقين !!.

الشاهد هنا أن جنون الصراع على الكراسي داخل ليبيا وخارجها حتى على كرسي الغفير في مخزن السلع التموينية أصبح على أشده !!.. وهو - أقصد جنون الصراع على الكراسي - لون من ألوان جنون البشر وهو أشد من جنون البقر !!! .. ونسأل الله السلامة فالمسألة في تقديري لم تعد فوضى أمنية وحسب وإلا لهان الأمر ولا حتى فوضى فكرية بل أصبحت المسألة مسألة فوضى أخلاقية بالأساس يستخدم فيها المتسلق الجشع المسعور حتى الشعارات الوطنية والدينية كسلم وحبل للتسلق نحو الكرسي المنشود !!.

أعرف شخصا ً كان في "خفاء خافي" ثم بعد الثورة ظهر علينا فجأة وقد سال لعابه - بشكل فاضح - على كرسي من الكراسي السايبة !.. كرسي مدير مدرسة !!!... فشمر عن ساقيه وذراعيه وشحذ لسانه ونابيه وأنطلق وسط المعركة بكل قوة وشراسة يضرب هذا ويشتم هذا ويتهم ذاك بأنه متسلق خطير أو طحلوب كبير !!!... ثم وبعد أن خسر المعركة - في نهاية المطاف - وبعد عدة أشهر من النضال الضاري - وبعد أن إستطاع المتسلقون الكبار و"الصحاح" من إزاحته من طريقهم وخطف "الهبرة" من بين يديه وبين فكيه في وضح النهار بقوة الحيلة والمكر والدهاء وأصبح صاحبنا خارج التغطية !!.. قال لمن حوله : (الله يلعن الشيطان !!.. الدنيا فانية يا أولاد !!!... الله يلعن سلسبيل المتسلقين والطحالب المنافقين فهم لم يتركوا للأخيار والأحرار حاجه !!) ... ثم أرخى العنان للحيته وأصبح من راود المساجد لا تفوته الصلاة في وقتها !!!... ولا أدري ما سر هذا التحوّل الأخير والكبير هل هي توبة صادقة لله تعالى أم أنه محاولة أخرى جديدة للحصول على أي كرسي وأية سلطة ولو على ظهر الإسلاميين وبإسم تطبيق الشريعة ونصرة الدين !!!؟؟.... لا أدري !!؟؟... الله وحده أعلم بقلوب العباد ولكنني أتذكر حكمة صينية قديمة تقول أن ثعلبا ً إشتهى ذات مرة أكل العنب فحاول الوصول إلى عنقود عنب عال ِ فوجد صعوبة في ذلك الأمر فبذل أقصى طاقته محاولا ً بكل الطرق الوصول للعنقود أو – على الأقل - ولو لحبة عنب واحدة ولكن كل محاولاته الكثيرة والمتكررة باءت جميعها بالفشل الذريع فشعر بالإرهاق الشديد واليأس العتيد فتوقف عن المحاولة غاضبا ً وقال في سخط وحزن لنفسه ثم لمن حوله : ( أنا أصلا ً لا أحب العنب !!.. فأغلب ظني أن هذا العنب مر ) !!!!.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل