الإساءة لمشاعر المسلمين فخ مرسوم لغرض مفهوم !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 20:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كل مرة ينجح المتطرفون المتصهيونيون في الغرب في جر المتشددين المسلمين لإرتكاب ردود أفعال عنيفة ومستنكرة تخدم أغراض الصهيونية !.... لقد حان الوقت كي يدرك المسلمون أن مثل هذه الإساءات المستفزة لمشاعرنا الدينية التي تقوم بها بعض الجهات المتطرفة والمتصهينة (*) في الغرب إنما الهدف الحقيقي منها ليس مجرد السخرية والإستفزاز والتعبير عن كرههم وحقدهم على ديننا ونبيينا !.. لا .. ليس هذا هو الهدف !.. إنما الهدف هو دفع المسلمين - في ساعة غضب وحنق - للقيام بردود أفعال متسرعة وعنيفة كالتي حصلت في بنغازي وإنتهت بوفاة السفير الإمريكي..... أولا ً لإثارة الرأي العام الغربي الشعبي والرسمي ضد المسلمين وتصويرهم على أنهم مجموعات همجية ليس لديهم إلا العنف وإستعمال القوة والإرهاب !.. ثانيا ً إفساد العلاقات بين الدول الإسلامية والغرب لصالح الدولة الصهيونية !.. بل ودفع الجماعات المتطرفة للقيام بعمليات إرهابية ضد الدول الغربية داخل هذه الدول مما يؤدي إلى تضييق الخناق على المسلمين في هذه البلدان وعلى الدعوة الإسلامية فيها – هذه الدعوة التي تحقق مكاسب أكثر فاكثر كل عام من خلال دخول الكثير من الغربيين في الإسلام !- فالصهاينة وكذلك المتطرفون المتدينون يشعرون بخطر إمتداد الدعوة الإسلامية ونجاحها في العالم الغربي !.

إن الجماعات والجهات المتطرفة والحاقدة على الإسلام تنجح في كل مرة وكل فترة في إستفزاز بعض المسلمين ودفعهم لتحقيق المراد من خلال إرتكاب أعمال عنيفة تعود بقتل المدنيين والأبرياء بإسم الدين !!!!.... أفلا تعقلون !!؟؟

قال تعالى : { لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } صدق الله العظيم

نحن من يجعل من المغمورين مشهورين !!

كان هذا "الفيلم" التافه والركيك حتى من الناحية الفنية لا يعلم به أغلب الناس وأغلب المسلمين به ولكن من خلال رد فعل بعض المسلمين المتسرع وكثرة الصراخ فإن ذلك أدى الآن إلى نشره على قطاع واسع بل و رغبة الكثير من الشباب والمراهقين المسلمين من باب الفضول للإطلاع عليه وما قد يؤدي ذلك إلى المساس بمكانة النبي في نفوسهم وعقولهم .. ولولا ردود أفعالنا العنيفة وكثرة الصراخ لما علم هؤلاء أصلا ً وأكثر الناس بمثل هذا الفيلم المسيئ!!.. فالفيلم أصبحت له شهرة ألان تتحدث بها الركبان وأصبح يُعرض في كل مكان وبجميع اللغات !!!!.... وهذا يذكرني بكتاب "سليمان رشدي" الذي كان بعنوان "أيات شيطانية" والذي يسخر فيه من النبي والإسلام والقرآن ... فقد كان سلمان رشدي كاتبا مغمورا ً فأصبح كاتبا ً مشهورا ًودخل التاريخ بسبب فتوى الخميني بوجوب قتله !!.. وأصبح كتابه مشهورا ً وتمت ترجمته لكافة اللغات بما فيها اللغة العربية لشدة وكثرة الطلب على الكتاب فاصبح "رشدي" ثريا ً بسبب كثرة طباعة كتابه ذاك بكافة اللغات ثم ولأنه أصبح مطاردا ً بفتوى الخميني أصبح كما لو أنه أديب مضطهد فنال الجوائز الأدبية بسبب أن الكثير من الأدباء بأنه مناضل من أجل حرية الرأي وحرية التعبير الأدبي !!!.

الشاهد أننا دائما ً نخطئ في ردود أفعالنا ونستجيب لإستفزازت خصومنا حيث ينجحوا دائما ً في جرنا للمربع الذين يستهدفون لجرنا إليه أصلا ً ... وبالنهاية فإن ردود أفعالنا المتطرفة لن تؤدي إلى إنهاء وجود مثل هذه الأفلام والكتابات والرسومات المسيئة لمشاعر المسلمين بل تؤدي إلى تكرارها بل وتحولها طريقة لطلب الشهرة وطلب الثراء !!.

وأخيرا ً قد قيل بحق أن الصديق الجاهل هو الذي يضرك ويسيئ إليك من حيث يظن أنه ينفعك ويدافع عنك ويُحسن إليك !.. فهكذا حال بعض المسلمين مع الإسلام !!.

سليم الرقعي

(*) الفيلم الأخير أنتجه رجل أعمال إمريكي إسرائيلي "يهودي" بالتعاون مع بعض الأقباط المصريين المتصهينين !.. مع العلم أنه قد أنتج بعض اليهود وبعض كارهي الأديان من قبل أفلام للإساءة للمسيح !!!.. وهناك من يقول أن الهدف من إثارة هذه ألأزمة الحالية إنما هو أمر يتعلق بالإنتخابات الإمريكية والدفع بالناخب الإمريكي إلى إنتخاب الجمهوريين المحافظيين من أجل مواجهة التطرف الإسلامي كما فعل "بوش" !!!.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل