الإخوان المسلمين في مصر وليبيا وحجم التحديات !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بصراحة وبشكل موضوعي فإن تظاهرات (الإخوان) المصريين وحلفائهم من السلفيين اليوم 1 ديسمبر 2012 في "مصر" بينت أنهم الرقم الأكبر في الشارع السياسي (*) كما أنهم الرقم الأكبر في مؤسسات الحكم المنتخبة !.. هذه حقيقة لا شك فيها ولكن الحقيقة الأخرى أن معارضيهم ليسوا رقما ً سهلا ً ولن تكون الطريق - بالتالي - أمامهم مفروشة بالورود قطعا ً فسيحاول خصومهم إرباك حركتهم وإستثمار أي خطأ سياسي ليقيموا من حوله مآتم وعويلا ً!.. وإذا لم ينجح (الإخوان) في التحدي الإقتصادي بحيث يلمس المواطن العادي ثمرات قيادتهم للدولة فإن حجم الرفض لهم في الشارع السياسي سيزداد ويتصاعد وستستغل "جبهة المعارضين" ذلك الفشل الإقتصادي الحسي حتى الثمالة في تحريض الناس ضدهم وسيظهر أثر ذلك في الإنتخابات القادمة !.

وقد يسأل البعض هنا : هل أغلبية الـ 90 مليون مصري هم مع الإخوان ومن أنصار الرئيس المصري (الإخواني) ؟؟؟... أنا شخصيا ً لا يمكنني القطع بشئ ولكنني أعلم أن أغلبية الشعب ليسوا أولا ً من ضمن "هيئة الناخبين" التي يبلغ تعدادها في مصر 45 مليون مصري فقط من بين ألـ90 مليون نسمة !.. وأعلم ثانيا ً أن أكثر من نصف هؤلاء الناخبين قاطع الإنتخابات الرئاسية ! .. وأعلم ثالثا ً أن الفارق بين "مرسي" والمرشح الآخر "شفيق" لم يكن كبيرا ً وشاسعا ً جدا ً !.... وبالنهاية فإن نجاح الإخوان في إدارة الدولة بشكل يحقق ثمارا ً سريعة وملموسة للمواطن المصري العادي هو ما سيزيد في رصيدهم ويحقق لهم المزيد من القوة كما حصل مع الحزب الإسلامي الحاكم في "تركيا" ولكن الطريق ليست مفروشة بالورود !.

فيما يتعلق بإخوان ليبيا فإن التحديات أمامهم ستكون أكبر وأصعب إلا أن قدرتهم التنظيمية ووحدتهم الإيديولوجية وإستثمارهم لتواجدهم في دور العبادة (المساجد) بشكل فعال فضلا ً عن تحالفهم مع السلفيين الليبيين بلا شك سيعزز من قوتهم ويعزز من حظوظهم في الفوز برئاسة ليبيا القادمة إذا كان نظامنا سيكون رئاسيا ً أو الفوز بأغلبية المقاعد في مجلس الأمة "البرلمان" إذا كان نظامنا سيكون برلمانيا ً حسب الدستور القادم ! .. إلا إذا تكتل كل خصومهم السياسيين والإيديولوجيين في تكتل واحد كبير ضدهم فقد لا يتمكنوا من الفوز الكبير والكاسح كما حصل في مشروع "التحالف الوطني" - بقيادة السيد الدكتور "محمود جبريل" المحسوب على الليبراليين ! - الذي فاز بأغلب المقاعد المخصصة للتنظيمات والكيانات السياسية في المؤتمر الوطني العام الإنتقالي الحاكم الحالي .. ولكن مثل هذه التحالفات والتكتلات السياسية كما يخبرنا التاريخ السياسي هشة وقصيرة العمر إذ سواء أن فازت بالرهان الإنتخابي أو خسرت فهي عرضة للإنشطارات والإنشقاقات السريعة بل وعرضة لإنفراط عقدها كما حصل مع "الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا" برئاسة السيد الدكتور "محمد المقريف" و التي كانت أكبر تنظيم أو تحالف وطني معارض للقذافي في الثمانينيات في الخارج ثم ما لبثت أن شهدت عدة إنشقاقات وإنشطارات حتى أصبحت بهذا الحجم والضعف الحالي مع أن الظروف الحالية إذا أحسن إستغلالها تصب في صالح إعادة بناء ذاتها وكسب الكثير من الأنصار الجدد!.. خصوصا ً وأن مؤسسها الرئيسي هو الآن على أعلى رأس سلطة في ليبيا حاليا ً !!.. أي رئاسة المؤتمر الوطني العام أي في حكم رئيس الدولة!.
ــــــ
سليم الرقعي
(*) مفهوم (الشارع السياسي) غير مفهوم (الشارع العادي أو الشعبي) فالشارع السياسي يتناول فقط الأفراد والقوى النشطة العاملة في حقل السياسة أما الأغلبية الصامتة والخاملة فلا أثر لها مباشر في ميزان التنافس على الشارع السياسي أو مؤسسات الحكم !.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل