سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 16:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لامني البعض لأنني أنتقد أحيانا ً بعض الجهات والشخصيات المحسوبة على (الثوار) وتصرفاتهم .. فكان جوابي كالتالي : أنا بالفعل - يا صديقي - أصبحت أخاف على الثورة من الثوار أكثر بكثير من قصة الأزلام !.. هل تدري لماذا؟؟... لأن كل الثورات الشعبية عبر التاريخ إنما فشلت وأُجهضت من قبل بعض ثوارها !.. فبعد إنتصار الثورة يسيل لعاب بعض الثوار على السلطة ويشعرون أن هذه الثورة ثورتهم والدولة دولتهم فيحاولون الإستحواذ عليها لأنفسهم ولسان حالهم يقول (هذه ثورتي !.. هذه دولتي .. هذه سلطتي) !!.. وينشأ صراع سياسي بين فئات الثوار أنفسهم حيث يحاول كل طرف لعب دور الوصي على الثورة وحامي حماها !!.... ومن هنا تنشأ مرحلة (الشرعية الثورية) التي تؤسس لأعتى أنواع الديكتاتورية والشمولية الرهيبة !....
ما هو الحل !؟... قد تسألني !..وجوابي : الحل هو أن ينخرط الثوار في العملية السياسية بأدواتها التقليدية وبشروط (اللعبة الديموقراطية) فيشكلون أحزابا ً وتشكيلات سياسية غير مسلحة تخوض المعركة السياسية لكسب أكبر عدد ممكن من قلوب وعقول وأصوات (المواطنين) ... هذا هو الحل وهذا هو الطريق .. وكل طريق غير طريق الديموقراطية سيوقعنا في شر وشراك الفوضى والحكم الشمولي الديكتاتوري "الثورلنجي" باسم الشرعية الثورية مرة أخرى!.. فيكون حالنا كحال من قيل عنه وفيه ( هارب من الغوله طايح في سلال قلوب !!) وإذا أضفنا لقصة الشرعية الثورية قصة لعب دور الناطق الرسمي الوحيد والفاهم الفريد باسم الدين يكون الخطر مضاعفا ً وأكبر !.. وتكون قضية الحرية والعدالة التي قامت لأجلها الثورة الشعبية أصلا ً قد أصبحت على كف "عفريت" !!..... عفريت لا يمكن طرده وإستخراجه من جسم الدولة حتى بتلاوة كل سور القرآن الكريم على مسامعه!.. عفريت مريد يعتقد أنه الناطق الرسمي الوحيد باسم الدين والفاهم الرشيد لمراد وتعاليم الله ورسوله الكريم !.. وحامي حمى الثورة والدولة والشعب العتيد !.. وأن كل من يعارضه هو كافر وعميل وفاجر ودخيل مرتد يجب بتر لسانه أو زج عنقه لحماية الثورة وحماية الدين من شره المستطير !!!..... هنا تمكن خطورة الشرعية الثورية !.. لذا فالحل يكون من خلال الشرعية الشعبية والدستورية من خلال قناة الديموقراطية بآلياتها ومبادئها التقليدية المجربة والمعروفة والتي تقي الشعوب من شر عفريت الديكتاتورية الشمولية وتسمح للمواطنين بإختيار من يمثلهم ومن يحكمهم ومن يخدمهم وتسمح بالتداول السلمي على السلطة وفق إرادة جمهور الأمة .. وهذا هو الطريق !.
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟