أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - بقايا الطفولة والمعركة الخاسرة!














المزيد.....

بقايا الطفولة والمعركة الخاسرة!


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 16:40
المحور: الادب والفن
    


ـــ((خاطرة من زمن مضى ! ))ـــــ(( في طفولتي الجميلة وكذا أيام فتوتي و مراهقتي الحالمة كنت أتمسك بأحلامي وذكريات أيامي وببقايا مجتمعي الأهلي البدوي البسيط الطيب والعتيق بكل عناد وإصرار !!.. كنت يومها أتحصن بذكريات الطفولة بقدر ما أتمسك بها ... بل كنت مستعدا ً أن أدافع عن ذكرياتي الجميلة ومجتمعي البدوي القديم حتى آخر رمق !!... لكن الدنيا والهموم والخصوم كانت أكبر مما أتوقع بكثير !!!.. فالزمن يتلاحق والعالم يتغير بشكل سريع وبطريقة مُربكة ومُدهشة (!!!) والأيام تتوالى بسرعة خاطفة كما لو أنها مياه سيل جارف تتدفق ولا تتنظر أحدا ً !!.. مياه سيل جارف وهادر من يقف في طريقها تجرفه وتجرف كل أحلامه وذكرياته في طريقها بل وتجرف معها حتى ما تبقى من ألعاب الطفولة وأيام شارعنا القديم !!... ألعاب وذكريات وقصص الطفولة التي تنتزعها أمواج الأيام الهادرة والمتلاحقة من بين يديك بكل سهولة وتحملها لتلقي بها بكل قسوة على صخور الواقع فتتحطم أمام عينيك وأنت في ذهول تام !!!.. قصص السندباد البحري و(زوزو ذو الشعرة الواحدة) وسوبرمان والوطواط والبرق وطارق وطرزان وميكي وسمير وقصص المغامرين الخمسة والشياطين الثلاطاش وارسين لوبين واجاثا كريستي ووووو....إلخ ... كلها عصفت بها ريح الأيام وتمزقت أوراقها وطارت وراء ظهرك في كل مكان!... تشعر عندها بالخوف بل بالذعر!!.. فكل ذكريات طفولتك الجميلة بدأ في إبتلاعها وحش النسيان !.. وتشعر عندها أن المعركة أكبر وأخطر مما كنت تتصور !!.. وتدرك أن جنود جيوش الزمان الزاحفين في ثبات مستمر لا قبل لك بمقاومتهم !!.. فهم يزحفون كأنهم جراد منتشر ليحاصرونك من كل مكان كأنهم جيوش من الذئاب الجائعة المنطلقة نحو طريدتها الوحيدة الهاربة وهم يهتفون بصوت موحد ومخيف : (أين المفر !؟؟.. أين المفر !!؟؟)...... تدرك الحقيقة المرة وأنت تبصر - بأم عينيك - أحلام والعاب طفولتك الغالية وهي تتهاوى وتتحطم فوق صخور الواقع وتتناثر أشلائها من حولك في كل مكان !!!... تنظر بحزن وفزع ذات الشمال وذات اليمين إلى الأشلاء المتناثرة من حولك ثم تتراجع بسرعة إلى الوراء خطوتين وأنت تهتف في البقية المتبقية من أحلامك الوردية وذكرياتك الطفولية الساذجة بأعلي صوتك المرتعش : "تراجعي إلى الوراء !.. إلى الوراء !.. إلى الوراء بسرعة !" في محاولة بائسة ويائسة لكسب المزيد من الوقت أمام تقدم جيوش الزمان !.. الزمان الجبار وجيشه الجرار !.. بل تدعو البقية المتبقية من ذكريات وألعاب وأحلام طفولتك إلى أن تتحصن بظهرك ثم تحمل سيفك لتخوض المعركة النهائية مع جيوش الزمن الحاضر العتيد في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ذلك الزمن الماضي السعيد!!.. ولكنك بقدر ما تقاتل بشراسة في محاولة لإنقاذ بقايا وأحلام وألعاب الطفولة بقدر ما تقاتل بيأس شديد !!!.. لأنك بتُ تدرك مؤخرا ً نتيجة هذه المعركة مُسبقا ً !!.. هذه المعركة الخاسرة !!.. فالزمن جبار يتقدم بجيشه الجرار نحوك بلا رحمة ليدوس كل أحلام وألعاب طفولتك أمام عينيك في وضح النهار بلا هوادة ولا تفاوض ولا مساومة ولا مهادنة ولا إنتظار !!.. جيوش الزمن تتقدم صوبك بمقاتليها الجبارين الملثمين بكل إقتدار وبكل إصرار وأنت لوحدك في هذه المعركة الرهيبة !... تدرك أنك فارس وحيد يحيط به جيش عرمرم عنيد من كل مكان لكنك تقرر فجأة – رغم إدراكك أنك تخوض معركة خاسرة وغير متكافئة مع الزمن ! – أن تخوض هذه المعركة بشرف وشراسة وثبات حتى النهاية !.. وتتقدم فجأة ً وأنت تصرخ بأعلى صوتك وسط جنون المعركة وتكالب الخصوم وأنين الجراح وعويل الرياح : (حتى النهاية !... حتى النهاية!) فيتردد صدى صراخك وسط أودية الذكريات بصوت حزين : "حتى النهاية !.. حتى النهاية .. حتى ... النهاية !....... النهاية ! ..... النهاية ...." !!؟؟....))ـــــ
ـــــــ
سليم الرقعي



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبادة جماعية لمدونات(مكتوب)بأمر السيد(ياهو)قريبا ً؟!
- ما الفرق بين التطرف والإرهاب !؟
- كيف تنصر أخاك ظالما ً أو مظلوما ً !؟
- إقرار الدستور المصري بنسبة ضعيفة أمر لا يبشر بالخير !؟
- الحلول لتحقيق الرفاهية الإجتماعية معروفة ولكن!؟
- جنون الإرهاب لا دين له ولا وطن !
- أنا أخاف على الثورة من (الثوار) أكثر من (الأزلام) !
- الإسلاميون وخصومهم لعبة شد الحبل أم كسرالعظم؟
- تهافت نظرية (الأزلام) لصالح نظرية (المتطرفين) في ليبيا !؟
- شتان بين عبد الناصر والقذافي !
- الإخوان المسلمين في مصر وليبيا وحجم التحديات !؟
- نصر (الله) أم نصر (إيران) !!؟
- خطاب (هنيه) ذكرني بخطابات القذافي النارية !!
- ماهي دواعي وأغراض الهجوم على (غزة) !؟
- نحن في خضم أيام من أيام العرب المجيدة !
- هل أمير قطر (إخواني) !؟
- نظرية المؤامرة من أكبر آفات العقل العربي!؟
- أسئلة ضرورية حول تسليم أبي حمزة المصري لأمريكا!؟
- توبة متسلق فاشل !!؟؟؟
- أيهما أفضل القاعدة أم ثورات الشارع العربي!؟


المزيد.....




- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - بقايا الطفولة والمعركة الخاسرة!