أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - سونيا ابراهيم - هل تزداد نسبة الراحة و الطمأنينة في واقع المجتمعات المتدينة ؟















المزيد.....

هل تزداد نسبة الراحة و الطمأنينة في واقع المجتمعات المتدينة ؟


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4027 - 2013 / 3 / 10 - 22:30
المحور: ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
    


ما هو تعريف المجتمعات المتدينة ؟ و هنا نجد الإجابة قد تختلف حسب كل ديانة، من خلال مؤسسات دينية متعددة، و لكن في ظل هذا الإرث التاريخي سنجد أن مثل هذه المجتمعات العربية فُرض عليها الدين بصورة قمعية، و أن معظم هذه الديانات المتزمتة تتسم بطابع مشترك فيما بينها و هو القبلية أو البدونة، كما هو الحال في شبه الجزيرة العربية .. التي يؤكد سلوك حكامها، و شيوخها - كل يوم - على ازدرائهم للإنسانية من خلال قوانين مؤسساتهم التشريعية و خاصة أكثرها تأثيراً على تنشئة الأجيال الصاعدة في أماكن العمل و المدارس و الجامعات !!


هل تستطيع المجتمعات التي كانت تتجه إلى الانفتاح الحضاري أن تتطور في ظل وجود بعض هذه الدول المجاورة التي تدفع أموالاً طائلة؛ لتصيب الجزء الأكبر منها - الذي هو مضطهد تاريخياً و اجتماعياً على مدي قرون طويلة - في ظل وجود ثقافة مدفوع لها : هذه الثقافة تسلب حق الاناث، و تدمر نفسية الأطفال و توجهها نحو الإرهاب و العنف؛ بألا تجعل أي شي غير " العضو الذكوري " أكثر أهمية من الأم المتسلطة أو الأم المضهدة ! و على الرغم من أنه هناك فرق كبير بين الأم المتسلطة و الأم المضطهدة، و لكن كلاهما تدفعان الفاتورة، و تغرمان الأبناء فاتورة هذه الضريبة أيضاً!

الأم المتسلطة قد تمنح أبناءها الذكور- من خلال تربيتها في مجتمع شرقي ذكوري بإمتياز - حق التجني و التسلط و قمع اخواتهن الاناث، أما الأم المضطهدة : التي لا تستطيع أن تتصالح مع نفسها بسبب غياب الوعي في ظل هذا المجتمع، الذي يضع العقوبات و التحديات لقمعها؛ ليجبرها على التنازل من أجل الحفاظ على بقائها و حياتها - قد تكون خائفة من ألا تجد حولها من يحتضنها فتصبح بلا مناعة و هي خائرة القوى فتتنازل بصمت - في حال عدم وجود الخطة التي قد تنجو بها من ذكورية المجتمع !

كانت لدينا صديقة كلما زرناها كان والدها يصر على لقائنا، و ملامسة أصابعنا دون احتشام، و هو يصافحنا حتى أنها كانت تضحك بإضطراب أمامه؛ ثم نجدها تسبه و تدعو عليه بالموت بعد خروجه من غرفة الضيوف؛ لأنه خذلها و عذب أمها بطيشه و عنفه المتكرر..

أخبرتنا و الدتها ، التي عرفتني صديقتي إليها بأنها أكثر من صديقة لها و لكل أخواتها :
عندما جاؤوا لزيارتنا كنت في الثالثة عشر من عمري، و قالوا لي : أخرجي .. أعمامك يطلبون الحديث اليك !

و هي تصف لي حالتها ، لم أستوعب كيف أنها كانت تصف يوم خطبتها :
"خرجتُ، و جلستُ، و قال كل أعمامي ما لديهم؛ حتى ظننت أن والدي كان سيضربني أمامهم لو تحركتُ يميناً أو شمالاً ... جلستُ صامدة .. و هز والدي رأسه، و كانت والدتي تستمع خارج باب الحجرة القديمة ... و هكذا أخذوا موافقتي ... و أصبحت زوجة .. زوجته! "

وصفت لي ليلة الزفاف و هي في بيت عائلة الزوج: "دخل عليا مثل (الطرزان ) و لم ينتظر
حتى خلع كل ملابسه .. و صرخت "! ...

عندما كان صغيراً، كان طفلاً مدللاً ، و كان هو البكر .. ظلت عائلته تفهمه معنى الطفولة منذ الصغر : هذه المرأة التي تزورنا كل يوم ( مؤخرتها ) كبيرة ! وظل هكذا ..
و عندما تفاجأتُ كيف أنه ألقى مزحة على صديقتي - التي كانت معنا في هذه الزيارة القصيرة - قال لها أمام ابنته ( صديقتنا ) : لو قابلتك و أنا شاب لتزوجتك بدلاً من هذه ( المرأة ) – يقصد زوجته !
ظلت صديقتي ( التي ألقى عليها هذه الدعابة أمام ابنته ) محرجة .. ثم تظاهرت بأنها تفهمت مداعبته !!


في الحالات التي كنا نزور هذه الصديقة الطيبة، كان والدها يرحب بكافة صديقات ابنته، و يمنع أبنائه من استقبال أصدقائهم ( قليلين التهذيب ) كما كان " يصفهم "!!
وجدتُ الوالدة المتعاطفة مع جميع أبنائها تحدثنا عن سوء علاقة الأب مع أبنائه الذكور، و كانت تنصحنا: يجب أن يكون الأب قريباً من أولاده طيلة هذه الفترة !

بينما ظل الوالد مشغولاً بإلقاء نكاته القبيحة، و تعليقاته الساخرة على أبنائه .. كنت الأم تلمُ بكل صغيرة و كبيرة عن الأبناء!
جلس معنا الابن الأكبر في احدى المرات؛ ليخبرنا عن نكات والده، و لم أصدق حينها أنما حدثنا به كان فعلاً بهذا الشكل الهزلي– على الأقل – بالنسبة له :
"تزوج أبي من امرأة تعيش في القرية المجاورة .. هذه العائلة تُزوج العروس بجهاز كامل .. و لم يحتاج أن ينفق من جيبه على تكاليف الزواج و لا فلساً واحداً ... و طلقها بعد أسبوعين "!!

أخبرنا الابن البكر عن الزوجة الثانية التي ظلت لمدة اسبوعين تقيم في غرفة والدتهما .. التي لم تتنازل و تركت المنزل .. و هي غاضبة في منزل عائلتها.. كان شرط والدتهما هو طلاق الأب من الزوجة الثانية ! و لكن ليس لهذا السبب حصل الطلاق من الزوجة الثانية . فسر لي الابن أن الأب لم ترق له الزوجة الثانية؛ لأنها كانت تشتمه، و برر الوالد ( غلطته ) بأنها كانت ( زيجة رخيصة )؛ فهي قبلت الزواج منه دون أن يدفع تكاليف المهر و الزواج المتعارف عليها !
يعدد زوجاتَه الأبُ .. يتحرش بكل النساء .. الأقارب و البعيدات .. و لا يكترث بهذه السهولة على ارتداد هذه التصرفات على نفسية زوجته، أو معاملة أبنائه الذكور لأخواتهم الاناث !

والدة الزوج التي تعلم أن ابنها مخطئ – لا تلوم كثيراً أبناءه لأنها هي نفسها خائفة من زوجها – و هي بكل تأكيد تعلم عد المرات التي يدعي فيها الأبناء على والدهم ( ابنها المدلل ) بالهلاك؛ لأنها أنجبت و الدهم، و لم تحسن تربيته !
قالت لي الابنة و قبل أن يسافر و الدها إلى الأردن لأجراء عملية ( قسطرة قلبية ) : انشالله بيرجعوه على ( نقالة ) ! ثم ضحكت و هي مقهورة ، و والدتها تراقبنا بخجل !!

الخلاصة ربّوا أبناءكم الذكور ، و لا تفسدوا أخلاقهم بالتربية الذكورية الخاطئة ! فالسلوك وحده قد يعيد عائلة إلى رشدها معاً .. أو قد يحبط الأبناء جميعهم معاً .. دون ترك الزوجة وحدها سالمة و هي مخدوعة في أهلها .. و عائلة زوجها و حياتهم معهم ..

كانت احدى النكات ، التي قالها الزوج المتصابي ( العاطل عن العمل ) بعد عودته من الأردن : "و الله الذي يدفع لي مهر ابنته .. لن أكسر خاطرها "!!



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الوجه الآخر عملة جديدة
- مثل أي شئ يُفقِد الشهية.. هلوسات غزية ممكنة
- الحقيقة المُرة.. لا أَمَلُّ من المحاولة
- من الحقيقة المُرة ما يسمونها جرأة
- بين مازوشية السلطة الوطنية الفلسطينية و سادية حماس - لا أحد ...
- هل يحتاج الشباب العربي للدولة أم للجنس؟
- رسائل - صريحة - لا أتلوها في وجه النهار
- أنين ( قصة قصيرة من نسج الخيال )
- الشرق الأوسط و باقي الخيانات
- هل ستدق النساء العربيات أجراس الخطر ؟
- هل القبلية هي عملية ممنهجة في نظام العالم الجديد ؟
- الكراهية المدعية في وجه الريح
- ما نحتاجه بعد المجزرة الانسانية في غزة!
- أن تثق فيمن لا يثق بنفسه .. وهمٌ آخر في الأراضي المحتلة
- هكذا يقول - الشعب - لحكام الفساد : كنت دائماً لوحدي !
- هل يحب الآباء الفلسطينيون أبناءهم ؟
- تحية مباركة و إغلاق مبكر
- متلازمة ستوكهولم .. هل بعض الفلسطينيون مصابون بها ؟؟
- العدوانية
- من أجل رقي حركة حماس


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - سونيا ابراهيم - هل تزداد نسبة الراحة و الطمأنينة في واقع المجتمعات المتدينة ؟