أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سونيا ابراهيم - تحية مباركة و إغلاق مبكر














المزيد.....

تحية مباركة و إغلاق مبكر


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 11:58
المحور: الادب والفن
    


"حج مبرور ، وذنب مغفور ، وسعي مشكور"

كان ما كتبه الجيران المهنئون ، على الحائط الأمامي لمنزل الدكتور، الذي عاد لتوه من بلاد الحجاز ، بهدايا تشبه سجادات الصلاة ، وسبحة لكل من جاء ؛ ليسلم عليه ، يباركه على أدائه فريضة الحج .

سأله أحد الجيران الزائرين ساخراً ، وهو يأخذ سجادة الصلاة والسبحة من يد الطفل الصغير:

-هل صرت الآن الدكتور الحاج ، ولا الحاج الدكتور؟؟

رد الدكتور على سخريته :

- لك ما تشاء ، ولكني الآن مغفور ذنبي ، كالثوب الأبيض !

ظل الدكتور - والذي هو عضوٌ في بلدية مدينته الصغيرة ، التي ترفض التقدم ، كفتاةٍ تؤخر عملها إلى غد اليوم التالي - يحاول أن يقنع نفسه متغاضياً عن حقيقة ؛ أن منزله مخالف لكل قوانين البلدية ، وشعر للحظةٍ أن نظرة تلك الجار الساخرة من أدائه للفريضة ، وهو لا يحترم حقوق جيرانه ، تستطيع أن تعري منزله كعاصفةٍ ثلجيةٍ باردة ، لا تتوقف إلا عندما تنتهي بكارثةٍ كبرى .

انتهى يوم الدكتور الحاج ، وهو ما زال يشك في نظرته لنفسه ، ثم توّجَه إلى حجرته ، وغابت مرآته التي تذكره بنفسه : هل يعقل أن أكون شبهي أنا ؟ هل يعقل أن أكون أشبه نفسي إلى هذه الدرجة ؟؟ وثم دخلت زوجته إلى داخل الغرفة ، وهي غير مقتنعة بحديثه معها طيلة فترة العشاء ، هل ما زال يحبها كما كان في السابق ؟ أم هل ذهب لقضاء فريضة الحج ؛ لتبدو خيباته أجمل أمام الجميع ، وهو يرتدي الآن ثوبه الأبيض ؟

و زمجر بصوت تكاد تسمعه ، غير مفهوم : فليأت من يأت من مسئولين البلدية ، لن أتراجع ولو مترًا واحدًا عن الشارع ، أنا الدكتور جميل واذا دخلت حربًا لا أكون الا الكسبان !!

صعقت زوجته من طريقته في الحديث معها : هل كان يخطط للصراخ عليها ، بعد أن حاول أن يقابل الضيوف بابتسامةٍ مصطنعةٍ لمسافةِ نصف الطريق ؟ هل ستدفعه صعقتها من نظرته المزدجرة إلى مزيٍد من الغضب ؟

اضطرت أن تتجاوز الليلة التي كان يعاملها فيها بغضبٍ ، وشعرت به طيلة الليل وكأنه يلومها ، حملقت فيه لساعاتٍ طويلةٍ وهو يدّعي أنه يتجنبها بنظرات عابثة غبية : هل كنتَ فعلاً ستهدم المنزل ، لولا أنك تعمل لدى البلدية ؟

رد عليها ، وهو لا يحاول أن يجيد اجابته : أنت من كنتِ مقتنعة بذلك ، أنت من دفعني إلى ارتكاب كل تلك الحماقات ، والآن يجب عليكِ أن تتحملي ردة فعلكِ وحدك .

خرج من الغرفة ، ورمى نصف الثياب البيضاء ، التي أحضرها معه من الحجاز ، وحاول أن يوزع ما تبقى من الهدايا على الجميع ، قبل أن يقرر أنه لن يحج مرة أخرى ، إلا وهو معه ثوب أبيض واحد ، لا يمكن لزوجته أن تميزه وهو يرتديه بعيداً في الخفاء عنها. ظنّت زوجته للحظاتٍ وهي تفكر بالانتقام منه : كم كان سيبدو ثوبه الأبيض جميلًا لو سمحت لجاره الساخر أن يجرّبه ، الذي هز شعور زوجها من سخريته القاتمة عليه !!



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلازمة ستوكهولم .. هل بعض الفلسطينيون مصابون بها ؟؟
- العدوانية
- من أجل رقي حركة حماس
- الهوس الجنسي في غزة
- صورة عن الشرق المرئي في غياب الحل الأوسط
- حجة خروج
- متعة الفراق المذّل
- مشهدٌ لعمقِ امرأة كانت تعشق صوتَ النوم
- ذكور ممتنعون عن الرجولة
- نختارُ أن نحلم بوطن
- حياة تسقط في الوجوه .. هنا غزة
- مشاهدات في مدينة يحتقرها الإله .. غزة تحت أنقاض الحياة
- العنف الأسري
- صرخات أنثى غزية
- البحر والسينما في غزة قد ماتا
- مدير علاقات عامة تحت بند - الاسلام السياسي-
- آلام امرأة غزية
- تشزوفرينيا حماس تحت قمع الاحتلال ، وقمع الحريات في الديكتاتو ...
- في ذكرى الامتحانات الثانوية ، والقمع السنوي لحكومة حماس
- غزة , والكبت الحصاري الذي تفرضه ثقافة حماس هو -انحصاري-


المزيد.....




- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سونيا ابراهيم - تحية مباركة و إغلاق مبكر