أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سونيا ابراهيم - البحر والسينما في غزة قد ماتا














المزيد.....

البحر والسينما في غزة قد ماتا


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


ينظرُ توفيق من نافذته إلى الطريق ، و ساحل غزة ممتدًا إلى الجنوب ، في دقائق طويلة لا يعرف فيها نهاية ذلك الشاطئ من نافذة السيارة .. و في أمواج البحر سرٌ ما يختبئ ويظهر مع كل موجٍ ومدٍ ، يلوح بشئٍ يشتاق إليه ثم يطفو، ويتلاشى ..

يجلس هذا المواطن البسيط في السيارة ، و عيناه تراقبان البحر ، بعد أن أنهى دوامه الممل في مكتبه الحزين ، ويفكر في الانعزالِ عن هذا العالمِ مع عشيقته في مخبأٍ قديمٍ في إحدى الكابيناتِ المهجورة . يفتشُ في عينيه وقلبه مع البحر ، ويشتاق لأن يمارس الحب في ذلك المخبأ بعيداً عن ذقون الفتاوي .

كما كان يحلم توفيق ، الذي ما صَدَق أن أنهى دراسته الجامعية ، و وجد عملاً حكومياً ظنًا منه أنه سيضمن له الحياة الكريمة ، بأن يقضي اجازته مع عائلته بعيداً عن أي شئٍ في احدى الثكنات الرملية .. هناك بعيداً عن الأسئلة مغتربٌ ، ومشتاقٌ ولا يعرف الأجوبة .. لعله يجدُ صخرتين تبعدانه عن أسئلةٍ لا يعرف اجابتها..
لا أحد يسأله وهو مع البحر: أين أنت ذاهب ؟ هل معك رخصة ؟ هل أنت لاجئ أم مواطن؟ كما لا يسأل أحد الصياد لما يصطاد ، وهو لا يستطيع الابحار إلا لمسافاتٍ قصيرةٍ داخلَ البحر.. كما أنه لا يريد أن يتذكر أنه بالكاد يستطيع أن يدفع ثمن أنبوبة الغاز ، التي تتزايد أسعارها كلَ يومٍ بسبب الفساد الاقتصادي الذي يعانيه الشعب ، ويستمتع به القادة الذين يتمتعون " بالمصداقية والشفافية " !!

يمتد الطريق ، كما يمتد شعوره بالخذلان في كل أحلامه التي كسرت أصابعها الضرائب الباهظة – و التي يدفعها من مجموع راتبه الحكومي المنقطع بين شهرين وشهرٍ آخر- ، وتلفحه روائح البحر ، في ذلك الشئ المخبأ هناك.. و لا ينظر إلى الجهة المقابلة لدقائق معدودة قبل أن تدخل به نافذة السيارة إلى الشارع المؤدي إلى مخيم المدينة.
أما هي فبعد أن نامت في مدينةٍ تَنظرُ إلى السينما على أنها "بؤرة فساد" ، واستيقظت لم تجد شيئاً من أفلامها سوى بقايا حريق ، ترك البحرُ السينما ، واتجه حلمه إلى مدينةٍ يغطيها طوفان الخوف ، حتى أن السينما غطت وجهها في بقايا الحريق ، ونامت .. لم تعرف الأفلام شيئا عن تلك السينما ، أما هو فترك البحر ، وأغرقته المدينة بطوفانها !
لم يعرف توفيق أي شئٍ عن ذلك البحر في حياته إلا الخيالات التي عكسها الظلام الأسود على البحر ، كما لم يرى شيئا من السينما إلا سخط على الفنون وعلى الحب ، الذي يدفع بدله أضعافًا على فاتورة كهرباءٍ ، وماءٍ يكاد يبلغ ثمنهما نصفَ راتبه.



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدير علاقات عامة تحت بند - الاسلام السياسي-
- آلام امرأة غزية
- تشزوفرينيا حماس تحت قمع الاحتلال ، وقمع الحريات في الديكتاتو ...
- في ذكرى الامتحانات الثانوية ، والقمع السنوي لحكومة حماس
- غزة , والكبت الحصاري الذي تفرضه ثقافة حماس هو -انحصاري-
- عرض من القضبان المغتصبة .. و لا خيار للحب
- أذكروا محاسن موتاكم
- من حق المراة في الامتناع : معا ضد ختان الذكور


المزيد.....




- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سونيا ابراهيم - البحر والسينما في غزة قد ماتا