أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - العنف الأسري














المزيد.....

العنف الأسري


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 01:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعريفه هو ليس انك فقط تعيشين في مجتمع ذكوري فيه الرجل هو الفحل ( فقط ) والامرأة هي الأداة التي يستغلها لإثبات رجولته ..
وهو ليس فقط أن تعامل الإبنة أو الزوجة أو الأخت كأنها خادمة ( ببرقع ) للأب أو الزوج أو الأخ ..
وهو ليس فقط المجتمع الدي تعيش فيه المرأة لغيرها ، الذي يستغلها ولا يحترمها ..
بل هو المجتمع أيضاً الذي ينظر إليها حتى اذا كانت متعلمة ، عاملة ، بأنها مصرف للمال في نهاية كل شهر ..
وآلة للعلاقة الحميمة في آخر كل نهار للعنف الأسري في المجتمع ..
و هو معنوي أيضاً بقدر ما هو جسدي ..
مرغمة المرأة أن تفكر بالزواج حتى لا تكون عبئاً على عاتق أهلها ..
مرغمة على الكذب والتظاهر بالخجل اذا شعرت بالحب لتخبئه عن أهلها ..
وهي مجبرة على أن تواجه نفسها أحيانا في مواقف محرجة ومحبطة ، اذا استغلها رجل ينتمي لتفكير هذا المجتمع بشكل أو بآخر ..
مجبرة أن تكون موجودة بكل ما فيها ، طيلة الوقت ، ولكن لا تستطيع أن تحصل على أي دعم نفسي أو معنوي ممن حولها ..
مجبرة أن تدعي أن النقد الهدام ، والعنف المعنوي الذي تتعرض له كل يوم ما هو إلا تعبير عن الحب من عائلتها أو أقاربها أو حتى صديقاتها ، وأنه نوع من الحرص عليها لكي تكون جيدة " طبقاً لمواصفاتهم " ، وبأحسن حال لها!
مجبرة أن تشعر أن رغم كل شئ الحياة جميلة بعدم وجود الكثير مما تحتاج ، أو بوجود الكثير مما يؤذيها ويضر ، بكرامتها كإنسانة ..
المرأة المثقفة والواعية في مجتمعنا تعلم أن هذا كله تخاذل ومؤامرة من أنظمة سياسية هزيلة ، وفاسدة وبين عادات وتقاليد بالية لمجتمع تسوده القبيلة المجتمعية ، والمحسوبية ، ويكثر فيه الذكور، ويقل فيه الرجال ..
المرأة في مجتمعنا يجب أن تكون لعوباً ، لتستطيع أن توفق بين حياتها ورغباتها ، أو أن تكون امرأة تمثالاً بدون أي رغبات أو احتياجات ، ألا يوجد مجال للحالة الطبيعية في هذا المجتمع الغير قابل للانعدال ؟؟
المرأة في مجتمعنا تعطي ، ولكن لا تنال إلا مجتمعاً كالذي تعيش فيه ، مجتمع خال من كل شئ إلا من الأخطاء ..
تحصل المرأة على ما تعتقد أنها تحتاجه وهي مغمضة العين ، مانحة كل الثقة إلى الرجل الذي يغمض مجتمعه عينيه - عنه وعن رجولته .
تحصل المرأة على كل ما تعتقد أنها تريده ( هكذا ربّوها ) ، و لكنها لا تستطيع أن تشعر بنفسها ( وكأنه رهان منهم عليها أو بالأحرى رهان ضدها) ..
يراهنون عليها في مجتمعنا : إما أن نكسر الزجاجة ، أو أن نتركها فارغة للهواء .. وهمٌ أكبر لتشعر بالفراغ الأكبر ؛ حتى تشعر بالرغبة إما بالإمتلاء إلى حد التخمة ، أو إلى حد الموت ... معاني أخرى تعبر فيها عن شعورها بالفراغ .. لا تملؤها هذه المعاني إلا بفراغ هذا المجتمع الذي لا يحتوي إلا على مزيد من الضجر ، و ربما كما يقول البعض هذا الأمر له صلة بالتربية .. أو بالأحرى له صلة بكيف أرادوا أن ينشؤننا !!
قد تشعر امرأة مخدوعة أحياناً بحاجة لأن تبرهن أنها امرأة ذكية و قوية – في مجتمعها المتخاذل - ، وتغازل بائع الخضروات حتى يراعيها ، أو حتى يخدعها بكلمة غير لائقة من وراء ظهرها ، أو بابتسامة خبيثة لا ترى فيها إلا جسداً للاستغلال ..

وقد تشعر أحياناً بأنها محقة اذا شدت أذن ابنها ، وبصقت على ابنتها قائلة لا أعلم من سيقبل بك زوجة في المستقبل؟؟

وقد تضحكن الجارات على ذلك أيضاً فتشعر المرأة بأنها " مقبولة اجتماعياً " ، وتستمع بأن تقلل من شأن ابنها أو ابنتها على مرأى جميع الأقارب أو الأصدقاء ...
ولكن الأغرب من ذلك عندما تبكي اذا مرض ابنها أو ابنتها ؟؟ هل تبكي بعد أن قللت من شأنهم أمام أقاربهم حزناً عليهم ؟؟ أم خوفاً على نفسها من أن تضطر أن تتظاهر بالحزن – وهي مضطربة عقلياً ؟؟

وهل فعلاً تدمع عيناها عندما تزوج ابنتها فرحاً وسعادةً ، وهي التي قد زوجتها رغماً عنها قبل أن تكمل دراستها ، أم تدمع لأنها لا تصدق كم هي – وضيعة - لأنها تتظاهر بالفرح أمام عائلتها وهي تشعر بالذنب ؟؟ أم ربما تبكي لأنها أخيراً تخلصت منها ؟؟ أم لأنها ترى في ابنتها – حفيدتها - التي ستعاملها ابنتها بنفس الطريقة ؟؟

كل هذه الأسئلة التي تعرضهنّ لنفس المنوالات القديمة مخبأة في داخل هذه المرأة ، التي أحب أن أسميها امرأة مختونة المشاعر والأمومة .. امرأة وأدوا فيها الأنوثة .. امرأة نزعوا منها انسانيتها ، وهي تعيش في مجتمعٍ يخضع للعنف الأسري ، و يفسره – الذكور - بأنه نوع من الحب والانتماء للأسرة .



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخات أنثى غزية
- البحر والسينما في غزة قد ماتا
- مدير علاقات عامة تحت بند - الاسلام السياسي-
- آلام امرأة غزية
- تشزوفرينيا حماس تحت قمع الاحتلال ، وقمع الحريات في الديكتاتو ...
- في ذكرى الامتحانات الثانوية ، والقمع السنوي لحكومة حماس
- غزة , والكبت الحصاري الذي تفرضه ثقافة حماس هو -انحصاري-
- عرض من القضبان المغتصبة .. و لا خيار للحب
- أذكروا محاسن موتاكم
- من حق المراة في الامتناع : معا ضد ختان الذكور


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - العنف الأسري